الباب الرابع والثمانون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم على سبيل الإجمال  
روى الإمام  أحمد  والشيخان  وأبو داود   والنسائي  عن  حذيفة  رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فما ترك شيئا يكون بين يدي الساعة إلا ذكره في مقامه ذلك ، حفظه من حفظه ، ونسيه من نسيه ، وقد علمه أصحابي هؤلاء ، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته ، فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه . 
وروى الإمام  أحمد   ومسلم  عنه قال : أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلا أن تقوم الساعة ، فما منه شيء ، إلا وقد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة  من المدينة ؟  
وروى الإمام  أحمد  عن  المغيرة بن شعبة  رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا بما هو كائن في أمته إلى يوم القيامة ، وعاه من وعاه ونسيه من نسيه . 
وروى الإمام  أحمد   ومسلم  عن عمرو بن أخطب الأنصاري  رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الفجر ، وصعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت الظهر ، فنزل ، فصلى ، ثم  [ ص: 140 ] 
صعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر ، فخطب حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن إلى يوم القيامة فما علمنا احتفظناه فأعلمنا أحفظنا . 
وروى الإمام  أحمد  وابن سعد  عن  أبي ذر  رضي الله عنه قال : لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقلب طائر جناحين في السماء إلا ذكر لنا منه علما . 
وروى  عبد بن حميد  عن  أبي سعيد  رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فحدثنا بما هو كائن إلى يوم القيامة . 
وروى  الطبراني  في الأوسط عن  عائشة  رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمام ، فقال : «إنه سيكون بعدي حمامات ، ولا خير في الحمامات للنساء» ، فقالت : يا رسول الله إنها تدخله بإزار فقال : «لا وإن دخلته بإزار ودرع وخمار ، وما من امرأة تنزع خمارها في غير بيت زوجها إلا كشفت الستر فيما بينها وبين ربها»  . 
وروى  أبو داود   والبيهقي   وابن ماجه  عن  ابن عمر  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنكم ستفتح لكم أرض العجم ، وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات ، فلا يدخلنها الرجال إلا بإزار ، وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء»  . 
وروى  ابن عدي  في الكامل  والخطيب  في المتفق وأبو القاسم النجار  في كتاب الحمام  وابن عساكر  عن  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنها ستفتح عليكم الشام  فستجدون فيها بيوتا يقال لها : الحمامات ، هي حرام على رجال أمتي إلا بالأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو مريضة»  . 
وروى عن المقدام بن معدي كرب  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنكم ستفتحون أفقا فيها بيوت يقال لها الحمامات [حرام على أمتي دخولها» فقالوا : يا رسول الله إنها تذهب الوصب ، وتنقي الدرن قال : «فإنها حلال لذكور أمتي في الأزر ، حرام على إناث أمتي]»  . 
وروى  أبو داود   والبيهقي  عن  عبد الله بن عمر  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنها ستفتح لكم أرض العجم ، وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات ، فلا يدخلنها الرجال إلا بالإزار ، وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء»  . 
وروى  ابن عدي   والخطيب  في المتفق وأبو القاسم البخاري  في كتاب الحمامات  وابن عساكر  عن  عمر  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنها ستفتح عليكم الشام ،  وتجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات ، هي حرام على رجال أمتي إلا بالأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو سقيمة»  .  [ ص: 141 ] 
وروى  الطبراني  بسند حسن عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس  والروم ،  تسلط بعضهم على بعض»  . 
وروى  مسلم  عن  عبد الله بن عمرو  رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها . وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها ، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، وتجيء الفتنة فيقول : المؤمن : هذه هذه ، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه . 
. . الحديث» . 
وروى الشيخان عن  أنس بن مالك  رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على  أم حرام بنت ملحان   [فتطعمه وكان  أم حرام  تحت  عبادة بن الصامت  فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته وجعلت تفلي رأسه ، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت : فقلت : وما يضحك يا رسول الله ؟ قال : «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة . قالت : فقلت : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضع رأسه ، ثم استيقظ وهو يضحك فقلت : وما يضحك يا رسول الله ؟ قال : «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله- كما قال الأول-» قالت فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : «أنت من الأولين» . فركبت البحر في زمن  معاوية بن أبي سفيان  فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت» ]  . 
وروى الشيخان عن  عبد الله بن مسعود  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنها ستكون بعدي أثرة ، وأمور تنكرونها» ، قالوا : يا رسول الله ، كيف تأمر من أدرك منا ذلك ؟ قال : 
«تؤدون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم»  .  [ ص: 142 ] 
				
						
						
