في ذلك وكلمه كما في حديث أن الله تعالى خلقه بيده ، وأسجد له ملائكته ، وعلمه أسماء كل شيء ، أبي داود وأوتي نبينا صلى الله عليه وسلم شرح صدره تعالى بنفسه ، وخلق فيه الإيمان والحكمة ، وهو الخلق النبوي فتولى من والطبراني ، آدم الخلق الوجودي ومن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق السوي مع أن المقصود كما مر بخلق آدم خلق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المقصود ، وآدم الوسيلة والمقصود سابق على الوسيلة ، وأما سجود الملائكة لآدم ، فقال الإمام فخر الدين : لآدم لأجل أن نور محمد صلى الله عليه وسلم كان في وجهه ، ولله در القائل : إن الملائكة أمروا بالسجود
تجلى رسول الله في وجه آدم فصلى له الأملاك حين توصلا
وقال الإمام سهل بن محمد : هذا التشريف الذي شرف الله به محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما . [الأحزاب 56] [ ص: 265 ]أتم وأجمع من تشريف آدم عليه الصلاة والسلام بأمر الملائكة له بالسجود؛ لأنه لا يجوز أن يكون الله مع الملائكة في ذلك التشريف ، فتشريف يصدر عنه وعن الملائكة والمؤمنين أبلغ من تشريف مختص به وبالملائكة ، وهذا وقع وانقطع ، وشرفه صلى الله عليه وسلم مستمر أبدا ، رواه الواحدي في أسباب النزول عنه بسند صحيح ، وأما تعليم الأسماء ، فروى الديلمي في مسند الفردوس عن أبي رافع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مثلت لي أمتي في الماء والطين ، وعلمت الأسماء كلها كما علم آدم الأسماء كلها» .
قلت : وله شاهد عند من حديث الطبراني أبي حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . «عرضت علي أمتي البارحة أدنى هذه الشجرة أولها إلى آخرها» فقال رجل : يا رسول الله ، عرض عليك من خلق ، فكيف من لم يخلق ؟ فقال : «صوروا إلي في الطين ، حتى إني لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه»