الباب الثالث عشر في موازاته صلى الله عليه وسلم ما أوتيه داود
قال أوتي تسبيح الجبال ، ونظير ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم أبو نعيم : كما تقدم ، وأوتي تسخير الطير ، وتقدم تسخير سائر الحيوانات لنبينا صلى الله عليه وسلم وأوتي إلانة الحديد ، وقد لينت الحجارة لنبينا صلى الله عليه وسلم وصم الصخور حين استتر من المشركين يوم أحد ، مال برأسه إلى الجبل ليخفي شخصه عنهم ، فلين الله تعالى له الجبل حتى أدخل رأسه ، وذلك ظاهر باق يراه الناس ، وكذلك في بعض شعاب مكة حجر أصم استروح إليه صلى الله عليه وسلم في صلاته فلان له الحجر ، حتى أثر فيه بذراعيه وساعديه وذلك مشهور ، وهذا أعجب؛ لأن الحديد يلينه النار ولم تر النار تلين الحجر ، وأوتي الحكمة ، وفصل الخطاب ، وقد كانت الحكمة التي أوتيها نبينا صلى الله عليه وسلم ، والشريعة التي شرعت له أكمل من كل حكمة وشرعة كانت قبله من الأنبياء . تسبيح الحصا والطعام
وقد قال صلى الله عليه وسلم : «أوتيت جوامع الكلم ، واختصر لي الكلام اختصارا»
ولا شك أن العرب أفصح الأمم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصحهم لفظا ، وأجملهم لكل خلق جميل مطلقا ، وأوتي سرعة القراءة وحسن الصوت ، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم حسن الصوت بتلاوة القرآن ، قال جبير بن مطعم : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المغرب بالتين والزيتون ، فما سمع صوتا أطيب من صوته ، وكان يقرأ ترتيلا كما أمره الله تعالى .