الخامسة عشرة في نعت خلفائه صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة .
روى عن ابن عساكر رضي الله عنه قال : قال ابن مسعود رضي الله عنه : خرجت إلى أبو بكر الصديق اليمن قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت على شيخ من الأزد عالم ، قد قرأ [ ص: 279 ] الكتب ، وأتت عليه أربعمائة سنة إلا عشر سنين ، فقال : أحسبك حرميا ؟ قلت : نعم ، وأحسبك قرشيا ؟ قلت : نعم ، قال : وأحسبك يتيما ؟ قلت : نعم ، قال : بقيت لي منك واحدة ، قلت : ما هي ؟ قال : تكشف عن بطنك ، قلت : ولم ذاك ؟ قال : أجد في العلم الصادق أن نبيا يبعث في الحرم يعاون عليه أمره ، فتى وكهلا ، فأما الفتى فخواض غمرات ، ودفاع معضلات ، وأما الكهل فأبيض نحيف على بطنه شامة وعلى فخذه اليسرى علامة ، وما عليك إلا أن تريني ، فقد تكاملت لي فيك الصفة ، إلا ما خفي علي . فقال فكشفت له عن بطني فرأى شامة سوداء فوق سرتي ، فقال : أنت هو ، ورب الكعبة . أبو بكر الصديق :
وروى عن ابن عساكر الربيع عن رضي الله عنه قال : أنس رضي الله عنه كمثل القطر أينما يقع نفع . أبي بكر مكتوب في الكتاب الأول : مثل
وروى عن ابن عساكر رضي الله عنه أن أبي بكر رضي الله عنه قال لرجل من أهل الكتاب : ما تجد فيما تقرأ قبلك من الكتب ؟ قال : خليفة رسول الله وصديقه . عمر بن الخطاب
وروى الدينوري في المجالسة من طريق وابن عساكر قال : أخبرنا زيد بن أسلم رضي الله عنه قال : خرجت مع ناس من قريش ، في تجارة إلى عمر بن الخطاب الشام في الجاهلية فذكر قصته ، قال : فانتهيت إلى دير فاستظللت في ظله فخرج إلي رجل ، فقال : يا عبد الله ، ما يجلسك ها هنا ؟ قلت : أضللت عن أصحابي ، فجاءني بطعام وشراب ، وصعد في النظر وخفضه . ثم قال : يا هذا ، قد علم أهل الكتاب أنه لم يبق على وجه الأرض أعلم مني بالكتاب ، وإني أجد صفتك التي تخرجنا من هذا الدير ، وتغلب على هذه البلدة ، قلت : أيها الرجل ، قد ذهبت في غير مذهب ، قال : ما اسمك ؟ قلت : قال : والله أنت صاحبنا ، فهو غير شك ، فاكتب لي على ديري وما فيه ، قلت : أيها الرجل ، قد صنعت معروفا ، فلا تكدره ، فقال : اكتب لي كتابا في رق كيس عليك فيه شيء ، فإن تك صاحبنا فهو ما نريد ، وإن تكن الأخرى ، فليس يضرك ، قلت : هات ، فكتبت له ثم ختمت عليه ، فلما قدم عمر بن الخطاب ، عمر الشام في خلافته ، أتاه ذلك الراهب ، وصاحب دير القدس بذلك الكتاب ، فلما رآه تعجب منه ، وأنشأ يحدثنا حديثه ، فقال : أوف لي بشرطي ، فقال : ليس عمر ولا لعمر منه شيء . لابن عمر
وروى ابن سعد عن ابن مسعود ، في زوائد الزهد ، عن وعبد الله ابن الإمام أحمد ، أبي عبيدة رضي الله عنهما قالا : أن رضي الله عنه ركض فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكشف ثوبه عن فخذه ، فرأى عمر بن الخطاب أهل نجران أن بفخذه شامة سوداء ، فقالوا : هذا الذي نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا ، وروى من طريق أبو نعيم عن شهر بن حوشب كعب ، قال : قلت رضي الله عنه بالشام : إنه مكتوب في هذه الكتب ، إن [ ص: 280 ] هذه البلاد مفتوحة على يد رجل صالح من المؤمنين ، رحيم بهم ، شديد على الكافرين ، سره مثل علانيته ، وقوله لا يخالف فعله ، القريب والبعيد سواء في الحق عنده أتباعه رهبان بالليل وأسد بالنهار ، متراحمون ، متواصلون ، متبارون ، قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : أحق ما تقول ؟ قال : إي والله ، قال : الحمد لله الذي أعزنا وأكرمنا وشرفنا ورحمنا بنبينا عمر محمد صلى الله عليه وسلم .
وروى عن ابن عساكر عبيد بن آدم ، وأبي مريم وأبي شعيب أن رضي الله عنه كان بالجابية ، فقدم عمر بن الخطاب إلى بيت المقدس قالوا : ما اسمك ؟ وما اسم صاحبك ؟ قال : خالد بن الوليد قالوا : انعته لنا ، فنعته ، قالوا : أما أنت فلست تفتحها ، ولكن عمر بن الخطاب ، فإنا نجد في الكتب كل مدينة تفتح قبل الأخرى ، وكل رجل يفتحها نعته ، وإنا نجد في الكتاب قيسارية ، تفتح قبل بيت المقدس ، فاذهبوا فافتحوها ثم تعالوا بصاحبكم . عمر؛
وروى عن ابن عساكر رضي الله عنه قال : قال ابن سيرين كعب يا أمير المؤمنين ، هل ترى في منامك شيئا ؟ فانتهره ، فقال : أنا أجد رجلا يرى أمر الأمة في منامه . لعمر :
وروى الطبراني عن وأبو نعيم مغيث الأوزاعي رضي الله عنه أن رضي الله عنه قال عمر بن الخطاب لكعب : كيف تجد نعتي في التوراة ؟ قال : خليفة قرن من حديد ، أمير شديد لا يخاف في الله لومة لائم ، ثم خليفة من بعدك تقتله أمة ظالمون له ، ثم يقع البلاء بعده .
وروى عن ابن عساكر الأقرع مؤذن عمر ، أن رضي الله عنه دعا الأسقف ، فقال : هل تجدوننا في شيء من كتبكم ؟ قالوا : نجد صفتكم وأعمالكم ، ولا نجد أسماءكم ، قال : كيف تجدونني ؟ قالوا : قرنا من حديد ، قال : ما قرن من حديد ؟ قالوا : أمير شديد ، قال عمر الله أكبر ، قال : والذي من بعدي ؟ قالوا : رجل صالح يؤثر أقرباءه ، قال عمر : يرحم الله عمر : ابن عفان ، فالذي من بعده ، قال : صداء حديد ، فقال وادفراه! قال : مهلا يا أمير المؤمنين ، فإنه رجل صالح ، ولكن تكون خلافته في هراقة من الدماء والسيف مسلول . عمر :
وروى في مسنده بسند حسن عن إسحاق بن راهويه أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : كان قبل أن يأتي عبد الله بن سلام أهل مصر يدخل على رؤوس قريش ، فيقول لهم : لا تقتلوا هذا الرجل ، يعني فيقولون : والله ما نريد قتله ، فيخرج وهو يقول : والله ليقتلنه ، ثم قال لهم : لا تقتلوه ، فو الله ، ليموتن إلى أربعين يوما ، فأبوا؛ فخرج عليهم بعد أيام ، فقال لهم : لا تقتلوه ، فو الله ، ليموتن إلى خمس عشرة ليلة . انتهى . عثمان ،
وروى ابن سعد عن وابن عساكر طاوس ، قال : سئل حين قتل عبد الله بن سلام ، رضي الله عنه : عثمان في كتابكم ، عثمان قال : نجده يوم القيامة أميرا على القاتل والخاذل . [ ص: 281 ] كيف تجدون صفة
وروى عن أبو القاسم البغوي سعيد بن عبد العزيز رضي الله عنه قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل لذي قربات الحميري ، وكان من أعلم يهود : يا ذا قربات ، من بعده ؟ قال : الأمير ، يعني رضي الله عنه ، قيل : فمن بعده ؟ قال : قرنا من حديد ، يعني أبا بكر رضي الله عنه قيل : فمن بعده ؟ قال : الأزهر ، يعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قيل : فمن بعده ؟ قال : الوضاح المنصور ، يعني عثمان معاوية .
وروى إسحاق بن راهويه عن والطبراني عبد الله بن معقل رضي الله عنه قال : قال ابن سلام : لما قتل قال : هذا رأس الأربعين ، وسيكون عندها صلح . علي
وروى ابن سعد عن أبي صالح رضي الله عنه قال : كان الحادي يحدو رضي الله عنه وهو يقول : بعثمان
إن الأمير بعده وفي علي خلف مرضي فقال الزبير كعب : لا ، بل فأخذ معاوية ، بذلك ، وقال : يا معاوية أبا إسحاق ، أنى يكون هذا ، وها هنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علي والزبير ؟ قال : أنت صاحبها .
وروى الطبراني عن والبيهقي محمد بن يزيد الثقفي رضي الله عنه قال : اصطحب قيس بن خرشة ، وكعب الأحبار حتى إذا بلغا صفين ، وقف كعب ثم نظر ساعة ثم قال : ليهراقن بهذه البقعة دماء المسلمين شيء لا يهراق ببقعة من الأرض مثله ، فقال قيس : ما يدريك ، فإن هذا من الغيب الذي استأثر الله به ؟ فقال كعب : ما من الأرض شبر إلا مكتوب في التوراة التي أنزل الله على موسى ما يكون عليه وما يخرج منه إلى يوم القيامة .
وروى عن الحاكم عبيد الله بن الزبير رضي الله عنه أنه قال : لما أتي برأس المختار ، قال : ما حدثني بحديث إلا وجدت مصداقه إلا أنه حدثني أن رجلا من ثقيف سيقتلني ، قال كعب الأحبار ما درى أن الأعمش : الحجاج خبئ له .
وروى في زوائد الزهد ، عن عبد الله ابن الإمام أحمد ، هشام بن خالد الربعي رضي الله عنه قال : قد قرأت في التوراة أن السماء والأرض تبكي على أربعين سنة . عمر بن عبد العزيز
وروي أيضا عن محمد بن فضالة رضي الله عنه أن راهبا قال : إنا من أئمة العدل عمر بن عبد العزيز موضع رجب من الأشهر الحرم . نجد
وروي أيضا عن الوليد بن هشام بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال : نزلنا أرض كذا ، فقال رجل : ألا تسمع ما يقول هذا الراهب ؟ زعم أن سليمان بن عبد الملك توفي قال : فمن استخلف بعده ؟ قال : الأشج فلما قدمت عمر بن عبد العزيز ، الشام إذا هو كما قال ، فلما كان [ ص: 282 ] العام الرابع نزلنا ذلك المنزل ، فأتاه ذلك الرجل ، فقال : يا راهب ، الحديث الذي حدثتناه وقع ، كما قلت ، قال : فإنه والله ، إنه قد سقي السم ، فأتيناه ، فوجدناه كذلك . عمر
وروى من طريق ابن عساكر المغيرة بن النعمان عن رجل من أهل البصرة ، قال : خرجت أريد بيت المقدس ، فأواني المطر إلى صومعة راهب ، فأشرف علي ، فقال : إنا نجد في كتابنا أن قوما من أهل دينكم يقتلون بعذراء ، لا حساب عليهم ، ولا عذاب ، فما مكثت إلا يسيرا حتى جيء بحجر بن عدي وأصحابه ، فقتلوا بعذراء ، وروى عن البيهقي كعب : تظهر رايات سود لبني العباس ، حتى ينزلوا الشام ، ويقتل الله على أيديهم كل جبار وعدو لهم ، والآثار في هذا كثيرة .
السادسة عشرة وبشق الصدر في أحد القولين والأصح ، قلت : الراجح المشاركة ، فقد روى سعيد بن منصور بسند صحيح عن وابن جرير رضي الله عنهما في قصة تابوت بني إسرائيل ابن عباس فيه سكينة من ربكم قال : طست من ذهب من الجنة ، كان يغسل فيها قلوب الأنبياء ، ورواه من طريق آخر عن عن السدي أبي مالك عن رضي الله عنه ولكن سند هذا الطريق ضعيف ، ولم أر لعدم المشاركة ما يعتمد عليه ببعض الفحص ، ولم يتعرض الشيخ في الكبرى لدلائل ما رجحه هنا ، وتقدم في شرح قصة المعراج ما يتعلق بشق الصدر أنه وقع أربع مرات فراجعه . ابن عباس
السادسة عشرة .
وتجعل خاتم النبوة يظهر بأن قلبه حيث يدخل الشيطان ، وقد أبيت القول في ذلك في شرح غريب قصة المعراج؛ فراجعه .
السابعة عشرة .
وبأنه له صلى الله عليه وسلم ألف اسم .
الثامنة عشرة .
وباشتقاق اسمه من اسم الله تعالى .
التاسعة عشرة .
وبأنه سمي من أسماء الله تعالى بنحو سبعين اسما ، وتقدم بيان ذلك في بيان أسمائه الشرعية .