التاسعة عشر بعد المائة .
وبأنه بين له صلى الله عليه وسلم في أمر الدجال ما لم يبين لأحد .
روى الإمام عن أحمد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري وإني قد بين لي في أمره ما لم يبين لأحد ، إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور» «ما بعث نبي إلا حذر أمته الدجال ، . [ ص: 320 ]
عشرون بعد المائة .
وبأنه صلى الله عليه وسلم وعد بالمغفرة وهو يمشي حيا صحيحا ، عد هذه ابن عبد السلام وابن كثير رضي الله عنهما قال الله سبحانه وتعالى : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر [الفتح 1 ، 2] .
روى بسند جيد عن البزار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «فضلت على الأنبياء بست لم يعطهن أحد قبلي : غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر» . . الحديث .
وروى رضي الله عنهما قال : ابن عباس ما أمن الله أحدا من خلقه إلا محمدا صلى الله عليه وسلم قال :
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر [الفتح 2] وقال للملائكة : ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم [الأنبياء 29] .
رواه أبو يعلى عن والطبراني رضي الله عنه : والله ما تدري نفس مغفور لها ليس هذا الرجل الذي بين لنا أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم . رواه عمر بن الخطاب الحاكم .
وروى ابن سعد عن مجمع بن جارية رضي الله عنه قال : لما كنا بضجنان حتى توافينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقرأ : إنا فتحنا لك فتحا مبينا [الفتح 1] فلما نزل بها جبريل عليه السلام قال : يهنيك يا رسول الله ، فلما هنأه جبريل عليه السلام هنأه المسلمون . وقد تقدم الكلام على ذلك في المعجزات .
الحادي والعشرون بعد المائة .
وبشرح صدره صلى الله عليه وسلم .
الثانية والعشرون بعد المائة .
وبوضع وزره صلى الله عليه وسلم .
الثالثة والعشرون بعد المائة .
وبرفع ذكره صلى الله عليه وسلم . قال الله سبحانه وتعالى : ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك [الانشراح 1- 2] .
وروى الطبراني والبيهقي عن وأبو نعيم رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس . [ ص: 321 ] «سألت ربي مسألة وددت أني لم أكن سألته ، قلت : يا رب إنه كان قبلي رسل منهم من كان يحيي الموتى ، ومنهم من سخرت له الريح ، قال : ألم أجدك يتيما فآويتك ؟ ألم أجدك ضالا فهديتك ؟ ألم أجدك عائلا فأغنيتك ؟ ألم أشرح لك صدرك ، ووضعنا عنك وزرك ، ألم أرفع لك ذكرك ؟ قلت : بلى يا رب»
وروى ابن جرير وابن أبي حاتم عن وابن حبان رضي الله عنه أبي سعيد الخدري ورفعنا لك ذكرك [الانشراح 4] قال : «قال لي جبريل : قال الله : إذا ذكرت ذكرت معي» . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى :
وروى عن ابن أبي حاتم أبي قتادة رضي الله عنه في الآية قال : رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة ، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله .
الرابعة والعشرون بعد المائة .
وبأنه صلى الله عليه وسلم عرضت عليه أمته بأسرهم حتى رآهم .
الخامسة والعشرون بعد المائة .
وبأنه صلى الله عليه وسلم عرض عليه ما هو كائن في أمته حتى تقوم الساعة .
روى عن الطبراني حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . «عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة أولها وآخرها» فقال : يا رسول الله ، عرض عليك من خلق ، فكيف بمن لم يخلق ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صوروا لي بالماء والطين حتى إني لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه»
وروى الديلمي عن أبي رافع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مثلت لي أمتي في الماء والطين ، وعلمت الأسماء كلها كما علم آدم الأسماء كلها» .
وروى ابن جرير وابن أبي حاتم والبزار وأبو يعلى عن والبيهقي رضي الله عنه في حديث المعراج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «عرضت علي أمتي فلم يخف علي التابع ولا المتبوع منهم ، ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر ، ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه صغار الأعين ، كأنما خرمت أعينهم بالخيط ، فلم يخف علي ما هم لاقون من بعدي» .
وروى الإمام أحمد والطبراني وصححه والحاكم والبيهقي عن وأبو نعيم رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أم حبيبة . «أريت ما تلقى أمتي من بعدي ، وسفك بعضهم دماء بعض ، وكان ذلك سابقا من الله أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة؛ ففعل»
وتقدم في المعجزات في باب إخباره صلى الله عليه وسلم بالكوائن بعده من ذلك شيء كثير .
السادسة والعشرون بعد المائة .
وبأنه صلى الله عليه وسلم عرض عليه الخلق كلهم؛ آدم فمن بعده كما علم آدم أسماء كل شيء ، قاله أبو إسحاق الإسفراييني في تعليقه والعراقي في شرح المهذب . [ ص: 322 ]
السابعة والعشرون بعد المائة .
وبأنه صلى الله عليه وسلم سيد الناس يوم القيامة .
الثامنة والعشرون بعد المائة .
وبأنه صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق على الله فهو أفضل من سائر النبيين والمرسلين والملائكة المقربين .
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنا سيد الناس يوم القيامة» .
فإذا كان سيدهم في الآخرة كان سيدهم في الدنيا من باب أولى؛ لأن مقام الآخرة أشرف من الدنيا ، لاجتماع النبيين والمرسلين وغيرهم ، وإنما خص يوم القيامة بالذكر ، لظهور سؤدده في ذلك المقام لكل أحد من غير منازع ، بخلاف الدنيا؛ فقد نازعه ملوك الكفار وزعماء المشركين ، وهذا قريب من قوله تعالى : لمن الملك اليوم لله الواحد القهار [غافر 16] مع أن الملك له سبحانه وتعالى قبل ذلك ، لكن كان في الدنيا من يدعي الملك ، أو من يضاف إليه مجازا فانقطع كل ذلك ، قاله النووي .
ورواه بلفظ : أبو داود «أنا سيد الناس» .
ولم يذكر يوم القيامة .
ورواه الشيخان بلفظ : فكأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله قبل أن يطلع على أنه سيد الناس ، فلما اطلع على ذلك قال : «أنا سيد ولد آدم» . «أنا سيد الناس»
وروى وحسنه عن الترمذي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : أبي سعيد . «وما من بني آدم فمن دونه إلا تحت لوائي»
وروى الحارث عن مسلم بن سلام رضي الله عنه قال : إن أكرم الناس أو خلق الله تعالى عليه أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وإن الجنة في السماء ، وإن النار في الأرض ، فإذ كان يوم القيامة بعث الله الخليقة أمة واحدة ونبيا نبيا ، حتى يكون محمد وأمته آخر الأمم من كذا ، ثم يوضع جسر جهنم ثم ينادي مناد : أين محمد وأمته ؟ فيقوم وتتبعه أمته برها وفاجرها .
تنبيه :
قال الهروي : السيد هو الذي يفوق قومه في الخير وغيره .
وقال غيره : هو الذي يفزع إليه في الشدائد والنوائب ، فيقوم بأمورهم ، ويتحمل عنهم مكارههم ، ويدفعها عنهم ، ذكره النووي .
وروى في المعرفة عن أبو نعيم عبد الله بن غنم رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فإذا سحابة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سلم علي ملك ، فقال : لم أزل أستأذن ربي في لقائك حتى إذا كان أوان أذن لي أن أبشرك أنه ليس أحد أكرم على الله منك» . [ ص: 323 ]
وروى عن البيهقي رضي الله عنه قال : ابن مسعود . «إن محمدا أكرم الخلق على الله يوم القيامة»
وروى أيضا عن قال : إن أكرم الخليقة على الله عبد الله بن سلام أبو القاسم صلى الله عليه وسلم .
ولازم هذه الأحاديث تفضيله على جميع الخلائق صلى الله عليه وسلم .
قال العلماء : ولا يرد على ذلك حديث : وحديث «لا تخيروني من بين الأنبياء على موسى» وحديث : أنه قيل له : يا خير البرية ، قال : «ذاك إبراهيم» لأن عن ذلك أجوبة منها : أنه قال ذلك قبل أن يعلم أنه خير الخلق . «لا تفضلوا بين الأنبياء»؛
ومنها : أنه قاله على سبيل التواضع ونفي الكبر .
ومنها : أنه منع للتفضيل في حق النبوة والرسالة ، فإن الأنبياء على حد واحد ، إذ هي شيء واحد لا يتفاضل ، وإنما التفاضل بأمور أخر زائدة عليها ، وكذلك الرسل ، ومنهم أولو العزم من الرسل ، ومنهم من رفع مكانا عليا ، ومنهم من أوتي الحكم صبيا .
التاسعة والعشرون بعد المائة .
وبأنه صلى الله عليه وسلم أفرس العالمين . عد هذه ابن سراقة .
ثلاثون بعد المائة .
وبأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد يغلبه بالقوة . قاله ابن منيع ، وتقدم في باب شجاعته صلى الله عليه وسلم بيان ذلك .
الحادية والثلاثون بعد المائة .
وبأنه صلى الله عليه وسلم أيد بأربعة وزراء جبريل وميكائيل وأبي بكر رضي الله عنهما . وعمر
روى البزار عن والطبراني رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس جبريل وميكائيل ، واثنين من أهل الأرض أبي بكر وعمر» . «أن الله تعالى أيدني بأربعة وزراء ، اثنين من أهل السماء
وروى عن الحاكم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد جبريل وميكائيل ، ومن أهل الأرض أبو بكر وعمر» . «وزرائي من أهل السماء
الثانية والثلاثون بعد المائة .
وبأنه صلى الله عليه وسلم أعطي من أصحابه سبعة عشر مجيبا ، وكل نبي أعطي سبعة .
روى الحاكم عن وابن عساكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي قيل «كل نبي أعطي سبعة رفقاء ، وأعطيت أربعة عشر» من هم ؟ قال : أنا لعلي : وحمزة وابناي وجعفر وعقيل وأبو بكر وعمر وعثمان والمقداد وسلمان وعمار وطلحة والزبير .