الرابعة والخمسون بعد المائة . 
باستئذان ملك الموت عليه -صلى الله عليه وسلم- ولم يستأذن على نبي قبله ،  وسيأتي بيان ذلك في الوفاة إن شاء الله تعالى .  [ ص: 335 ] 
الخامسة والخمسون بعد المائة . 
وبتحريم نكاح أزواجه من بعده   -صلى الله عليه وسلم- وأمة وطئها ، قال الله سبحانه وتعالى : وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ، ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا   [الأحزاب 53] ولم يثبت ذلك لأحد من الأنبياء ، بل قصة سارة  مع الجبار ، وقول إبراهيم  له : هذه أختي وأنه هم أن يطلقها ليتزوجها الجبار قد يستدل به على أن ذلك لم يكن لسائر الأنبياء ، وما قيل في تعليل ذلك : إنهن أمهات المؤمنين ، وإن في ذلك غضاضة ينزه عنها منصبه الشريف ، وأنه -صلى الله عليه وسلم- حي في قبره ، ولهذا حكى  الماوردي  وجها أنه لا يجب عليهن عدة الوفاة ، وفيمن فارقها في الحياة كالمستعيذة والتي رأى بكشحها بياضا ، أوجه : . 
أحدها : يحرمن أيضا ، وهو الذي نص عليه  الشافعي ،  وصححه في الروضة ، لعموم الآية وليس المراد "بمن بعده" بعدية الموت بل بعدية النكاح . 
وقيل : لا . 
والثالث : وصححه  إمام الحرمين  والرافعي  في "الشرح الصغير" تحرم المدخول بها فقط ، والخلاف جار أيضا فيمن اختارت الفراق لكن الأصح فيها عند  إمام الحرمين   والغزالي  الحل ، وبه قطع جماعة ، لتحصل به فائدة التخيير ، وهو التمكن من زينة الدنيا ، وفي أمة فارقها بعد وطئها أوجه : . 
ثالثها : تحرم إن فارقها بالموت كمارية ، ولا تحرم إن باعها في الحياة ، قيل : وسبب نزول هذه الآية أن رجلا قال : لو مات محمد  لتزوجت  عائشة  أو  أم سلمة  فنزلت ، رواه  الطبراني  بسند ضعيف جدا عن  ابن عباس   -رضي الله عنهما- ورواه أيضا ابن بشكوال من طريق  الكلبي  عنه وسمى القائل طلحة بن عبيد الله القرشي ،  وقد غلط جماعة من العلماء في طلحة هذا فظنوه  طلحة بن عبيد الله  أحد العشرة ، وليس هو كذلك ، إنما هو آخر ، شاركه في اسمه واسم أبيه ونسبه ، فإن  طلحة  المشهور الذي هو أحد العشرة طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمر بن كعب بن سعد بن تميم التيمي ،  وطلحة صاحب القصة طلحة بن عبيد الله بن شافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن كعب بن تميم التيمي .  
روى موسى  في الذيل نقلا عن  ابن شاهين  في ترجمة طلحة هذا : هو الذي نزل فيه : وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله   [الأحزاب 53] الآية ، نبه على ذلك  ابن شاهين ،   وأبو موسى المديني  والحافظ  والشيخ  وغيرهم رضي الله عنهم . 
				
						
						
