بني هاشم : لعن الله بني هاشم : وقال : أردت الظالم منهم ، أو قال لرجل من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم قولا قبيحا من آبائه أو من نسله أو ولده على علم منه أنه من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم تقم قرينة في المسألتين تقتضي تخصيص بعض آبائه ، وإخراج النبي صلى الله عليه وسلم - فمن سبه منهم فحكم لو قال لرجل من القاضي برهان الدين الأخنائي المالكي بقتل بعض الأمراء حدا؛ لكونه لعن [ ص: 10 ] أجداد القاضي حسام الدين محمد بن جريز بعد أن قال له : أنا شريف ، وجدي الحسين بن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضربت عنقه ، ذكره الحافظ ابن حجر في "أبنائه" في حوادث سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة .
الثامن : في الصلاة عليهم .
روى الشيخان عن -رحمه الله تعالى- قال : عبد الرحمن بن أبي ليلى -رضي الله تعالى عنه- فقال : ألا أهدي لك هدية سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى ، قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : يا رسول الله ، كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال "قولوا : اللهم ، صل على كعب بن عجرة محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" . لقيت
وروى عن إسماعيل القاضي إبراهيم بن يزيد النخعي -رحمه الله تعالى- قال : قالوا : يا رسول الله ، قد علمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا : "اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، وأهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد" .
وروى الشيخان عن -رضي الله تعالى عنه- أبي حميد الساعدي محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد" . أنهم قالوا : يا رسول الله ، كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : "اللهم ، صل على
وروى عن أبو داود -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته ، وأهل بيته ، كما صليت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد" . "من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت ، فليقل : اللهم ، صل على
وروى النسائي في مسنده عن وأحمد -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد" . "من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل : اللهم ، اجعل صلواتك وبركاتك على
وروى الدارقطني وغيرهما عن والبيهقي -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي مسعود البدري وهو عندهما موقوف من قول "من صلى صلاة لم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه" أبي مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال : لو صليت صلاة لا [ ص: 11 ] أصلي فيها على آل محمد ما رأيت أن صلاتي تتم .
وصوب بأنه من قول الدارقطني أبي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، وهو حجة للقائل :
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر أنكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له
التاسع : في مكافأته -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة لمن صنع إلى أهل بيته معروفا .
روى في "الأوسط" الطبراني في "المختارة" والضياء المقدسي في التاريخ عن والخطيب -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عثمان بن عفان عبد المطلب يدا فلم يكافئه بها في الدنيا فعلي مكافأته غدا ، إذا لقيني" . "من صنع إلى أحد من خلف
وروى الملا وأبو سعيد النيسابوري عن -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي "من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته عنه يوم القيامة" .
وروى الديلمي عن -رضي الله تعالى عنه- قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : علي "أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ، المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه" .
العاشر : في دعائه -صلى الله عليه وسلم- لهم
وروى أبو سعيد النيسابوري وعمر الملا عن -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمران بن حصين "سألت ربي -عز وجل- أن لا يدخل النار أحدا من أهل بيتي فأعطاني ذلك" .
الحادي عشر : في أنهم أول من يشفع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى الديلمي في الفردوس ، عن -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر الأنصار ، ثم من آمن بي واتبعني من أهل اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم العجم" . "أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب" قال : "ثم
الثاني عشر : في نوح -صلى الله عليه وسلم- من ركبها نجا أنهم كسفينة
روى البزار والطبراني عن وأبو نعيم ابن عباس ، عن والبزار عبد الله بن الزبير ، وابن جرير ، والحاكم في "المتفق والمفترق" عن والخطيب أبي ذر ، في "الصغير" و"الأوسط" عن والطبراني -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري نوح في قوم نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق" وفي لفظ "هلك" ومثل [ ص: 12 ] حطة بني إسرائيل . "مثل أهل بيتي فيكم كسفينة
قال الحافظ أبو الخير السخاوي : وبعض طرق هذا الحديث يقوي بعضها بعضا .
الثالث عشر : في إخباره -صلى الله عليه وسلم- أنهم سيلقون بعده أثرة ، والحث على نصرتهم وموالاتهم .
وروى ابن ماجه وابن حبان عن والحاكم -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله بن مسعود "إنا أهل البيت اختار الله -عز وجل- لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي أثرة وتشريدا وتطريدا في البلاد ، حتى يأتي قوم من ها هنا" وأشار بيده نحو المشرق "أصحاب رايات سود ، فيسألون الخير فلا يعطونه مرتين أو ثلاثا ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها عدلا كما ملئت ظلما ، فمن أدرك ذلك اليوم فليأتهم ، ولو حبوا على الثلج" .
الرابع عشر : في وعد الله -عز وجل- نبيه صلى الله عليه وسلم
[روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم"
الخامس عشر : في بيان من هم أهل البيت
قال الله سبحانه وتعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] .
وروى والإمام ابن أبي شيبة أحمد ومسلم وصححه ، والترمذي وابن جرير والطبراني ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وصححه ، والحاكم وابن مردويه ، في السنن من طرق ، والبيهقي من وجه آخر ، والطبراني وابن أبي حاتم عن والطبراني أم سلمة ، وابن جرير والطبراني عن وابن مردويه عمرو بن أبي سلمة ، وابن جرير والحاكم عن وابن مردويه سعد ، والإمام وابن أبي شيبة أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وصححه والحاكم عن والبيهقي واثلة بن الأسقع ، وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن والحاكم -رضي الله تعالى عنهم- أبي سعيد -رضي الله تعالى عنها- : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيتها على منامة له ، عليه كساء خيبري ، فجاءت أم سلمة فاطمة -رضي الله تعالى عنها- ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ادعي زوجك وابنيك حسنا فدعتهم ، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : وحسينا" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم [الأحزاب : 33] ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال : "اللهم ، هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" ، قالها ثلاث مرات . قالت
[ ص: 13 ] (وفي حديث -رضي الله تعالى عنها- عائشة الحسن فأدخلهما معه ، ثم جاءت والحسين فاطمة فأدخلها معهم ، فأجلس حسنا فيه ، وجلس وحسينا عن يمينه ، وجلست علي فاطمة عن شماله) وفي رواية خرج صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء عنها : فألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي" وفي لفظ : آل للطبراني محمد ، وفي رواية "فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على إبراهيم؛ إنك حميد مجيد" .
قالت فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : إنك على خير ، وفي رواية أم سلمة : لابن مردويه عنها : في البيت سبعة جبريل ، وميكائيل ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، وأنا على باب البيت ، قلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك على خير؛ من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم . وفي رواية : فأدخلت رأسي في الستر ، فقلت : يا رسول الله ، وأنا معكم ؟ فقال : إنك على خير مرتين . وفي رواية : فقلت : وأنا معهم يا رسول الله ؟ فقال : أنت على مكانك ، وأنت على خير . وفي حديث والحسين ، واثلة : فقلت : يا رسول الله ، وأنا من أهل بيتك ؟ قال : أنت من أهلي .
وفي حديث -رضي الله تعالى عنها- عائشة الحسن فأدخلهما معه ، ثم جاء والحسين فأدخله معهم ، ثم جاءت علي فاطمة فأدخلها معهم ، فأجلس حسنا في حجره ، وجلس وحسينا عن يمينه وجلست علي فاطمة عن شماله . خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء
وروى ابن جرير وابن أبي حاتم عن والطبراني -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد وفاطمة علي وحسن وحسين إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] . نزلت هذه الآية في خمسة؛ في وفي
وروى ابن سعد وابن أبي حاتم والطبراني عن وابن مردويه -رضي الله تعالى عنه- قال : أبي سعيد علي بفاطمة -رضي الله تعالى عنها- جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا إلى بابها يقول : "السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] انتهى . لما دخل
وروى ابن جرير وابن المنذر عن والطبراني أبي الحمراء -رضي الله تعالى عنه- قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر ، وفي لفظ الطبراني : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى باب فرفع يده على جنبي الباب ، ثم قال : الصلاة الصلاة علي ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] .
[ ص: 14 ] وروى عن ابن مردويه -رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أشهر يأتي كل يوم باب علي (بن أبي طالب) عند وقت كل صلاة فيقول : "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] .
وروى والإمام ابن أبي شيبة أحمد وحسنه والترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه ، عن والطبراني -رضي الله تعالى عنه- أنس فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب
وروى عن مسلم -رضي الله تعالى عنه- قال : زيد بن أرقم لزيد -رضي الله تعالى عنه- : ومن أهل بيته ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، آل وآل علي ، عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس . انتهى . أذكركم الله في أهل بيتي ، فقيل
السادس عشر : في تعظيم السلف لأهل البيت
روى في "غزوة البخاري خيبر" عن -رضي الله تعالى عنها- أن عائشة قال أبا بكر -رضي الله تعالى عنهما- والذي نفسي بيده ، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . لعلي
وروي عن -رضي الله تعالى عنه- أنه قال عمر -رضي الله تعالى عنهما- والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام أبي للعباس الخطاب .
وروى عن البخاري قال : ذهب عروة بن الزبير -رضي الله تعالى عنهما- مع أناس من عبد الله بن الزبير بني زهرة إلى -رضي الله تعالى عنها- وكانت أرق شيء عليهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم . عائشة
وروى عن رزين بن عبيد قال : كنت عند -رضي الله تعالى عنهما- فأتى ابن عباس زين العابدين بن الحسين بن علي -رضي الله تعالى عنهم- فقال له مرحبا بالحبيب ابن الحبيب . ابن عباس :
وعن -رحمه الله تعالى- قال : صلى الشعبي -رضي الله تعالى عنه- على جنازة ، ثم قربت له بغلته ليركبها ، فجاء زيد بن ثابت فأخذ بركابه ، فقال ابن عباس ، زيد : خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هكذا نفعل بعلمائنا ، فقبل يد زيد بن ثابت وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا . ابن عباس ،
وعن عبد الله بن حسن بن حسين -رضي الله تعالى عنه- قال : أتيت عمر بن [ ص: 15 ] عبد العزيز في حاجة لي فقال لي : إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي ، أو اكتب بها؛ فإني أستحي من الله أن يراك على بابي .
وعن -رضي الله تعالى عنهما- قال : لو أتى ابن عباس أبو بكر وعمر -رضي الله تعالى عنهم- بحاجة بدأت بحاجة وعلي قبلهما؛ لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أقدمه عليهما . علي
أورد الثلاثة القاضي في "الشفاء" انتهى .
وروى عن فاطمة بنت أبي طالب -رضي الله تعالى عنها- قالت : دخلت على -رضي الله تعالى عنه- وهو يسير عمر بن عبد العزيز بالمدينة ، فأخرج من عنده ، وقال : يا بنت والله! ما على ظهر الأرض (أهل بيت) أحب إلي منكم . علي ،
وفي "المجالسة" للدينوري أن أبا عثمان النهدي -رحمه الله تعالى- كان من مساكين الكوفة ، فلما قتل -رضي الله تعالى عنهما- تحول إلى الحسين بن علي البصرة ، وقال : لا أسكن بلدا قتل فيه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي "الشفاء" أن لما تعرض له مالكا جعفر بن سليمان والي المدينة ونال منه ما نال ، وحمل مغشيا عليه دخل عليه الناس ، فأفاق ، فقال : أشهدكم أني جعلت ضاربي في حل .
[ ص: 16 ]