روى أن البخاري -رضي الله تعالى عنه- كان إذا قحطوا استقوا [ ص: 103 ] عمر بن الخطاب فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم تسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك صلى الله عليه وسلم فاسقنا ، فيسقون ، وقد قال بالعباس عباس بن عتبة بن أبي لهب :
بعمي سقى الله الحجاز وأهله عشية يستسقي بشيبة عمر توجه بالعباس في الجدب راغبا
إليه فما إن رام حتى أتى المطر ومنا رسول الله فينا تراثه
فهل فوق هذا في المفاخر مفتخر
ومناقبه كثيرة مشهورة ، رضي الله تعالى عنه وأرضاه .
الرابع عشر : في رضي الله تعالى عنه للعباس تعظيم الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-
قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفون ابن شهاب : من فضله ، فيقدمونه ويشيرونه ، ويأخذون برأيه . للعباس
وقال عن أبيه : إن ابن أبي الزناد ، لم يمر العباس بعمر وهما راكبان إلا نزلا حتى يجاوزهما وعثمان إجلالا ، ويقولون : عم رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه العباس؛ أبو عمر .
الخامس عشر : في به ، ودعائه له . علي بن أبي طالب بر
روى السلفي في المشيخة البغدادية عن -رضي الله تعالى عنهما- قال : اعتل أبي ابن عباس فعاده العباس ، فوجد في أخمص رجليه ، فأخذ بهما من يدي ، وجلس موضعي وقال : أنا أحق بعمي منك ، إن كان الله -عز وجل- توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمي علي فقد أبقى لي حمزة ، عم الرجل صنو أبيه ، وبره به بره بأبيه ، اللهم هب لعمي عافيتك ، وارفع له درجتك ، واجعله عندك في عليين . العباس ،
السادس عشر : في السقاية ، ورخصته له في ترك المبيت للعباس بمنى لأجلها إعطائه -صلى الله عليه وسلم-
روي عن -رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قال له ادفع لي مفاتيح العباس : البيت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا بل أعطيكم شيئا يرزأكم ولا ترزؤونها" .
السابع عشر : في إثبات رخصته للأمة على ممر الزمان بسببه رضي الله تعالى عنه
[روى البخاري عن ومسلم -رضي الله تعالى عنهما- أنه قال : ابن عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت العباس بن عبد المطلب بمكة ليالي منى من أجل سقايته ، فأذن له] . استأذن
الثامن عشر : في فراسته رضي الله تعالى عنه
التاسع عشر : في سياسته رضي الله تعالى عنه
روى أبو محمد بن السقاء ، عن -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال لي [ ص: 104 ] ابن عباس يا بني ، إن أمير المؤمنين -يعني- يدعوك ويستشيرك ، فاحفظ عني ثلاث خصال : لا يجربن عليك كذبة ، ولا تفش له سرا ، ولا تغتابن عنده أحدا . العباس :
العشرون : في صدقته بداره لتوسيع المسجد
روي عن كعب قال : كان -رضي الله تعالى عنه- دارا ، فلما أراد للعباس أن يوسع المسجد طلبها من عمر فقال : قد جعلتها صدقة مني على العباس ، مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الحادية والعشرون : في عتقه
روى عن ابن أبي عاصم -رضي الله تعالى عنه- قال : أعتق مجاهد سبعين عبدا . العباس بن عبد المطلب
الثانية والعشرون : في جمل من مكارم أخلاقه ووفاته -رضي الله تعالى عنه- وما يتعلق به في الاكتفاء
قال وكان الزبير بن بكار : -رضي الله تعالى عنه- ثوبا لعاري للعباس بني هاشم ، وجفنة لجائعهم ، وكان يمنع الجار ، ويبذل المال ، ويعطي من النوال .
قال كانت جفنة ابن المسيب : تدور على فقراء العباس بني هاشم ، وكان يطعم الجائع ، ويؤدب السفيه .
قال هذا والله هو السؤدد ، وكان عونا للمستضعفين الزهري : بمكة ، وكان وصولا لأرحام قريش ، محسنا إليهم ، وكانت الصحابة تكرمه ، وتعظمه ، وتقدمه وتشاوره ، وتأخذ برأيه ، وكان شديد الصوت .
قال النووي : ذكر في "المؤتلف" أن الحازمي كان يقف على العباس "سلع" فينادي في الأماكن غلمانه في آخر الليل وهم في الغابة فيسمعهم ، قال : وبين سلع والغابة ثمانية أميال .
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وثلاثون حديثا ، اتفقا على حديث ، وانفرد بحديث ، البخاري بثلاثة . ومسلم
روى عنه ابناه [عبد الله وكثير وجابر والأحنف بن قيس وعبد الله بن الحارث ، وغيرهم من الصحابة . توفي -رضي الله تعالى عنه- وهو معتدل القامة ، وله ثمان وثمانون سنة ، يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من رجب سنة اثنين وثلاثين في خلافة -رضي الله تعالى عنه- ودفن عثمان بالبقيع رضي الله تعالى عنه .