الحادي والثلاثون : في وإقراره إياها ابن عمر إنكارها على
[روى عن ] مسلم قال : عروة بن الزبير مستندين إلى حجرة وابن عمر . وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستن . قال فقلت : يا [عائشة أبا عبد الرحمن ! اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب ؟ [ ص: 181 ] قال : نعم . فقلت : أي أمتاه ! ألا تسمعين ما يقول لعائشة أبو عبد الرحمن ؟ قالت : وما يقول ؟ قلت : يقول : اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب ] فقالت : يغفر الله لأبي عبد الرحمن لعمري ما اعتمر في رجب ] . [وما اعتمر من عمرة إلا وإنه لمعه قال : يسمع . فما قال : لا ، ولا نعم . سكت ] وابن عمر . كنت أنا
الثاني والثلاثون : في بريرة . زهدها ، وكرمها ، وصدقها ، وعتقها ،
[روى عن أبو نعيم ] عن عروة ابن المنكدر عن أم ذرة [وكانت تغشى - قالت : بعث إليها بمال في غرارتين ، قالت : أراه ثمانين أو مائة ألف ، فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست تقسم بين الناس ، فأمست وما عندها من ذلك درهم . فلما أمست قالت : يا جارية هلمي فطري ، فجاءتها بخبز وزيت فقالت لها عائشة أم ذرة : أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحما بدرهم نفطر عليه . قالت : لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت ] .
روى عن البخاري رضي الله عنها عائشة بريرة للعتق ، وأراد مواليها أن يشترطوا ولاءها ، فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - : اشتريها ، فإنما الولاء لمن أعتق وأتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم ، فقلت : هذا ما تصدق به على عائشة بريرة ، فقال : هو لها صدقة ولنا هدية ] . أنها أرادت أن تشتري
الثالث والثلاثون : في - رضي الله تعالى عنها - . خوفها وورعها وتعبدها وحيائها
روى عن أبو نعيم عبد الله بن عثمان بن خيثم عن قال : ابن أبي مليكة على ابن عباس [فقالت : لا حاجة لي بتزكيته ، فقال عائشة عبد الرحمن بن أبي بكر : يا أمتاه إن من صالح بيتك جاء يعودك ، قالت : فأذن له فدخل عليها فقال : يا أمه أبشري فوالله ما بينك وبين أن تلقي ابن عباس محمدا والأحبة إلا أن يفارق روحك جسدك ، كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبا ، قالت أيضا ؟ قال : هلكت قلادتك بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقطها فلم يجدوا ماء ، فأنزل الله عز وجل فتيمموا صعيدا طيبا [النساء 43 ] فكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة وكان من أمر مسطح ما كان فأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سمواته فليس مسجد يذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى في آناء الليل وأطراف النهار . فقالت : يا دعني منك ومن تزكيتك فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا ابن عباس . استأذن
وروي عن - رضي الله تعالى عنها - قالت : كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإني واضعة ثوبي ، وأقول : إنما هو زوجي ، وأبي ، فلما دفن عائشة ، والله ما [ ص: 182 ] دخلته إلا مشدودة على ثيابي حياء من عمر . عمر
الرابع والثلاثون : في غيرتها
روى ، أبو يعلى وأبو الشيخ بسند جيد عن وابن حبان - رضي الله تعالى عنها - قالت : عائشة كان متاعي فيه خف ، وكان على جمل ناج ، وكان متاع صفية فيه ثقل ، وكان على جمل ثقال بطيء يتبطأ بالركب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «حولوا متاع على جمل عائشة صفية ، وحولوا متاع صفية على جمل حتى يمضي الركب » . قالت عائشة : فلما رأيت ذلك ، قلت : يا لعباد الله ، غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «يا عائشة أم عبد الله ، إن متاعك فيه خف ، وكان متاع صفية فيه ثقل فأبطأ بالركب فحولنا متاعها على بعيرك ، وحولنا متاعك على بعيرها » فقلت : ألست تزعم أنك رسول الله ، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : «أوفي هذا شك يا أم عبد الله ؟ قالت : فقلت : ألست تزعم أنك رسول الله ؟ فهلا عدلت . فسمعني وكان فيه غرب أي حدة فأقبل علي فلطم وجهي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «مهلا يا أبو بكر » ، فقال : يا رسول الله أما سمعت ما قالت : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه » أبا بكر .
الخامس والثلاثون : في . وفاتها - رضي الله تعالى عنها - وأين دفنت
كانت وفاتها في رمضان ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت منه على الصحيح عند الأكثرين سنة ثمان وخمسين ، رواه ابن أبي خيثمة عن عيينة وجزم به المدائني .
وروى أيضا عن سنة سبع وخمسين . هشام بن عروة
وصلى عليها - رضي الله تعالى عنه - خليفة أبو هريرة مروان بالمدينة ، وحج مروان واستخلفه ودفنت بالبقيع .
وروى ابن أبي خيثمة عن عن عروة بن الزبير - رضي الله تعالى عنها - قالت له : إذا أنا مت فادفني مع صواحبي عائشة بالبقيع ، وكان في بيتها موضع ، قالت : لا أراني به أبدا .