الخامس : في من دون غيرها في بعض الأحوال أم سلمة - رضي الله تعالى عنهن - ابتدائه صلى الله عليه وسلم بها إذا دار على نسائه ، وتخصيصه
روى عمر الملا ، عن - رضي الله تعالى عنها - قالت : عائشة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى العصر دخل على نسائه واحدة واحدة ، يبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختم بي .
وروى الإمام عن أحمد عن أمه عن موسى بن عقبة أم كلثوم ، قالت : ، قال لها : يا أم سلمة ، إني قد أهديت إلى أم سلمة حلة وأوقية مسك ، ولا أرى النجاشي إلا قد مات ولا أرى هديتي إلا مردودة فهي لك . فكان كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وردت عليه هديته فأعطى كل واحدة من نسائه أوقية وأعطى النجاشي المسك والحلة أم سلمة . لما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
السادس : في - رضي الله تعالى عنها - . مبايعتها ، ومحافظتها على دينها وبرها
روى عن مسلم - رضي الله تعالى عنها - قالت : أم سلمة أبو سلمة قلت : غريب بأرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه . فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : «أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه » مرتين . فكففت عن البكاء فلم أبك . لما مات
وروى أيضا عنها رضي الله عنها قالت : . قلت يا رسول الله ، إني امرأة أشد ضفر رأسي فأنقضه لغسل الجنابة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا ، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضي عليك الماء فتطهري
وروى الشيخان عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : أبي سلمة ، أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا ، إنما هم بني ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : نعم ، لك أجر ما أنفقت عليهم . قلت : يا رسول الله ، هل لي أجر في بني
[ ص: 191 ] السابع : في الحديبية . جزالة رأيها في قصة
روى الإمام والشيخان عن أحمد ، المسور بن مخرمة ، قالا : ومروان بن الحكم مكة ، وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم فلما فرغ قال للناس : قوموا فانحروا ، ثم احلقوا قالا : فوالله ما قام منهم رجل ، حتى قالها ثلاثا ! فلما لم يقم أحد ، ولا تكلم أحد منهم قالت : لن يقوموا حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج ففعل ذلك ، فلما رأوا ذلك ، قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا . وتقدم مبسوطا في غزوة إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صالح أهل الحديبية .
الثامن : في - رضي الله تعالى عنها - . وفاتها
قال ابن أبي خيثمة - رحمه الله تعالى - توفيت في ولاية أم سلمة سنة إحدى وستين على الصحيح ، واستخلف يزيد بن معاوية يزيد سنة ستين بعد ما جاء خبر - رضي الله تعالى عنهما - عليهم ، ولها أربع وثمانون سنة على الصواب . الحسين بن علي
وروى برجال ثقات عن الطبراني الهيثم بن عدي - رحمه الله تعالى - قال : أول من مات من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وآخر من مات منهن زينب بنت جحش زمن أم سلمة سنة اثنتين وستين . يزيد بن معاوية
التاسع : في - رضي الله تعالى عنها - ولدها
كان لها ثلاثة أولاد : سلمة أكبرهم ، ، وعمر وزينب أصغرهم ربوا في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - واختلف الرواة فيمن زوجها من النبي - صلى الله عليه وسلم - فروى الإمام أحمد أنه والنسائي ، وقيل عمر سلمة ، وعليه الأكثر ، وزوجه - صلى الله عليه وسلم - أبو عمر أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب ، عاش في خلافة ، ولم تحفظ له رواية ، وأما عبد الملك بن مروان - رضي الله تعالى عنه - فله رواية وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وله تسع سنين ، وكان مولده عمر بالحبشة ، في السنة الثانية من الهجرة ، واستعمله - رضي الله تعالى عنها - على فارس ، علي والبحرين ، وتوفي بالمدينة سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد الملك . وأما زينب فولدت بأرض الحبشة وكان اسمها (برة ) فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب ، دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل فنضح في وجهها الماء فلم يزل ماء الشباب في وجهها - رضي الله تعالى عنها - حتى كبرت وعجزت .
روى عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : الطبراني زينب وهي عجوز كبيرة ما نقص من وجهها شيء . كانت أمي إذا دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغتسل تقول أمي : اذهبي فادخلي ، قالت : فدخلت ، فنضح في وجهي بالماء ، وقال : ارجعي ، وقال العطاف : قالت أمي : فرأيت وجه
وتزوجها عبد الله بن زمعة بن الأسود الأسدي وولدت له ، وكانت من أفقه أهل زمانها .
[ ص: 192 ]