الخامس : في لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة دخوله على أم سليم زينب . وليمته - صلى الله عليه وسلم - عليها وفي هدية
روى ابن سعد عن - رضي الله تعالى عنه - قال : أنس حيسا من عجوة في تور من فخار قدر ما يكفيه وصاحبته وقالت : اذهب به إليه . فدخلت عليه وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب ، فقال : «ضعه » . فوضعته بينه وبين الجدار ، فقال لي : «ادع أم سليم أبا بكر وعمر وعثمان » . وذكر ناسا من أصحابه سماهم . فجعلت أعجب من كثرة من أمرني أن أدعوه وقلة الطعام ، إنما هو طعام يسير وكرهت أن أعصيه ، فدعوتهم فقال : «انظر من كان في المسجد فادعه » . فجعلت آتي الرجل وهو يصلي أو هو نائم فأقول : أجب رسول الله فإنه أصبح اليوم عروسا ، حتى امتلأ البيت ، فقال لي : «هل بقي في المسجد أحد » ؟ قلت : لا . قال : «فانظر من كان في الطريق فادعهم » . قال : فدعوت حتى امتلأت الحجرة ، فقال : «هل بقي من أحد » ؟ قلت : لا يا رسول الله . قال : «هلم التور » . فوضعته بين يديه فوضع أصابعه الثلاث فيه وغمزه وقال للناس : «كلوا بسم الله » . فجعلت أنظر إلى التمر يربو أو إلى السمن كأنه عيون تنبع حتى أكل كل من في البيت ومن في الحجرة وبقي في التور قدر ما جئت به ، فوضعته عند زوجته ثم خرجت إلى أمي لأعجبها مما رأيت ، فقالت : لا تعجب ، لو شاء الله أن يأكل منه أهل وعليا المدينة كلهم لأكلوا . فقلت : كم تراهم بلغوا ؟ قال : أحدا وسبعين رجلا ، وأنا أشك في اثنين وسبعين لأنس . تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فدخل بأهله فصنعت
وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن وابن منيع - رضي الله تعالى عنه - قال : أنس زينب فأشبع المسلمين خبزا ولحما حتى امتد وخرج الناس وبقي رهط يتحدثون في البيت وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فصنع كما كان يصنع إذا تزوج فأتى أمهات المؤمنين ، فسلم عليهن وسلمن عليه ودعا لهن ثم رجع وأنا معه . الحديث . أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على