فإن قلت: ما قلت: سر غريب نبهت عليه في كتاب «الرموز في كشف أغطية الكنوز» وأنا ضنين بذلك ولكني أبوح هنا بشيء من قشوره، وذلك أن الشمس في الفلك الرابع المتوسط: الحكمة في كون الحجر من ياقوت الجنة دون غيره من جواهرها؟
لو لم يكن وسط الأشياء أحسنها ما اختارت الشمس من أفلاكها الوسطا
وهي الممدة لما فوقها وما تحتها من الأفلاك، والمعدة في الفلك الرابع من الأنفس وهي الممدة لما فوقها وما تحتها مستقرها النار، وخلق الله تعالى فيها عينا نباعة بحمض معينة على الهضم والتبريد، ومكة في الفلك المتوسط من الدنيا وهو محل النار، وهي الممدة للدنيا، قال الله تعالى: [ ص: 176 ] جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس أي: قياما لدينهم ودنياهم، وجعل الحجر من ياقوت الجنة الذي لا يبالي بالنار ويحصل منه التبريد المعنوي والحسي:وطالما أصلي الياقوت جمرا غضا ثم انطفا الجمر والياقوت ياقوت