. ومن مناقبه الكبار : جمع المصحف ، وحرق ما سواه
وروى أبو بكر بن داود في كتاب المصاحف بسنده عن قال : قال سويد بن غفلة - رضي الله تعالى عنه - حين حرق علي المصاحف : لو لم يصنعه هو لصنعته ، وهكذا [ ص: 286 ] رواه عثمان أبو داود الطيالسي وعمر بن مسروق عن ، وسبب ذلك خشية الاختلاف في القرآن العظيم ، فإن شعبة كان في بعض الغزوات وقد اجتمع فيها خلق عظيم من أهل حذيفة الشام فكان بعضهم يقرأ على قراءة المقداد بن الأسود ، ، وجماعة من أهل وأبي الدرداء العراق يقرؤون على قراءة ، ابن مسعود وأبي ، فجعل من لم يعلم أن القراءة على سبعة أحرف يفضل قراءته على قراءة غيره ، وربما يجاوز ذلك إلى تخطئته وكفره ، فأدى ذلك إلى اختلاف شديد ، فركب إلى حذيفة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف كاختلاف اليهود والنصارى في كتبهم ، فعند ذلك جمع عثمان الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - وشاورهم في ذلك ، واتفقوا على كتابة المصحف وأن يجتمع الناس في سائر الأقاليم على القراءة به دون ما سواه فاستدعى بالصحف التي كان عثمان - رضي الله تعالى عنه - قد أمر الصديق بكتابته وجمعه ، فكان عند زيد بن ثابت أيام حياته ، ثم كان عند الصديق - رضي الله تعالى عنه - فلما توفي صار إلى عمر بن الخطاب ، فاستدعى به حفصة ، وأمر عثمان زيد بن ثابت الأنصاري أن يكتب وأن يملي عليه سعيد بن العاص الأموي ، يحضره عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، وأمرهم إذا اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلغة قريش ، فكتبوا لأهل الشام مصحفا ولأهل مصر آخر وبعث إلى البصرة مصحفا ، وإلى الكوفة آخر ، وآخر إلى مكة ، وآخر إلى المدينة ، وأقر بالمدينة مصحفا ، وليست كلها بخط ، بل ولا واحد منها ، وإنما هي بخط عثمان ، وإنما يقال لها المصاحف العثمانية نسبة إلى أمره وزمانه وخلافته . زيد بن ثابت
وروى وغيره بسنده عن البيهقي قال : قال سويد بن غفلة : أيها الناس ، يقولون : علي حرق المصاحف ، والله ما حرقها إلا عن ملأ من أصحاب عثمان محمد - صلى الله عليه وسلم - ولو وليت مثل ما ولي لفعلت مثل الذي فعل ، وكان ذلك بإجماع الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم - أجمعين .
[ ص: 287 ]