وفيه أنواع :
الأول : في . نسبه وصفته وولده وإسلامه وهجرته
هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن (خويلد ) بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي ، يلتقي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قصي ، وأمه عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلمت وهاجرت إلى صفية بنت عبد المطلب المدينة ، أسلم قديما ، وعمره خمس عشرة سنة ، قال الحافظ : كان عم أبو نعيم يعلق الزبير في حصير ، ويدخن عليه بالنار ، وهو يقول : ارجع إلى الكفر ، فيقول الزبير : لا أكفر أبدا . الزبير
وكان أسمر ربعة من الرجال ، معتدل اللحم ، خفيف اللحية ، قيل : كان طويلا إذا ركب تخط رجلاه الأرض .
وأولاده من - رضي الله تعالى عنهم - : أسماء بنت الصديق عبد الله ، وعروة ، والمنذر وعاصم ، والمهاجر ، وخديجة الكبرى ، وأم الحسن ، ، وله أولاد من غيرها - رضي الله تعالى عنهم - . وعائشة
الثاني : في - رضي الله تعالى عنه - . بعض فضائله
أسلم قديما وهو ابن ثماني سنين ، وقيل : ابن ست عشرة سنة ، فعذبه عمه بالدخان لكي يترك الإسلام فلم يفعل ، وهاجر إلى الحبشة مرتين وإلى المدينة ، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين ، وكان أول من سل سيفا في سبيل الله حين سمع ما ألقاه الشيطان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ ، فخرج ابن مسعود يستبق الناس بسيفه ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بأعلى الزبير مكة فلقيه ، فقال : ما لك يا زبير ؟ فقال : أخبرت أنك أخذت ، قال : فصلى عليه ودعا له ولسيفه .
وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهد اليرموك وفتح مصر ، وكان يتجر ويأخذ عطاء .
روى الإمام والشيخان أحمد وعبد بن حميد والترمذي والخطيب في تاريخه وابن عساكر وابن أبي شيبة في المعرفة - والإمام وأبو نعيم أحمد عن والبيهقي جابر عن وابن عساكر والإمام الزبير أحمد وأبو يعلى وابن أبي شيبة وقال : حسن صحيح ، والترمذي والطبراني والحاكم في فضائل الصحابة عن وأبو نعيم علي في الإفراد عن والدارقطني أبي موسى والزبير بن بكار وابن عدي عن وابن عساكر عمر وأبو يعلى وابن سعد والزبير بن بكار [ ص: 313 ] عن وابن عساكر أبي عمر ، والإمام أحمد وابن كثير في الكبير ، وأيضا عن والطبراني - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عبد الله بن الزبير وفي لفظ : «وأنتما حواري » قاله الزبير لطلحة والزبير ، وفي لفظ : «لكل نبي حواري وإن حواري - وفي لفظ : «وابن عمتي » «الزبير ابن عمتي حواري من أمتي » .
روى الشيخان عن - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال لي أبي : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عبد الله بن الزبير بني قريظة فيأتيني بخبرهم » ، فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه فقال : «ارم ، فداك أبي وأمي » . «من يأتي
الثالث : . في كرمه ووصيته ووفاته وعمره
كان من الشجعان المعدودين هو وعلي وحمزة ، كان له ألف مملوك يؤدون إليه الضربية ما دخل في بيت ماله درهم واحد يتصدق بها - وفي رواية - «كان يقسمها كل ليلة وما يقوم إلى منزله بشيء منه » .
روى عنه قال : لما وقف على يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه ، فقال : يا بني ، ما أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما وإن من أكبر همي لديني ، أفترى ديننا بقي من مالنا شيئا ؟ البخاري
ثم قال : يا بني ، بع مالنا واقض ديني ، وأوص بالثلث ، قال عبد الله : «فجعل يوصيني بدينه » ، ويقول : يا بني ، إن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاك ، فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبة من مولاك ؟ قال : الله ، فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى ، اقض عنه دينه فيقضيه ، قال : فقتل الزبير ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الزبير الغابة ، وإحدى عشرة دارا بالمدينة ، ودارين بالبصرة ، ودارا بالكوفة ، ودارا بمصر ، قال : وما كان دينه إلا أن الرجل يأتيه بالمال فيستودعه إياه ، فيقول : لا ، ولكنه سلف ، إني أخشى عليه الضيعة ، وما ولى إمارة قط ولا جباية ، ولا خراج ولا شيئا إلا أن يكون غزوة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو مع الزبير أبي بكر وعمر قال وعثمان عبد الله : فحسبت ما كان عليه من الدين فكان ألفي ألف ومائتي ألف ، وكان اشترى الزبير الغابة بسبعين ومائة ألف ، فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف ، ثم قال : من كان له عندنا شيء فليوافنا بالغابة ، فلما فرغ عبد الله من قضاء دينه ، قال بنو : اقسم بيننا ميراثنا ، قال : لا ، والله ، لا أقسم بينكم حتى أنادي بالمواسم أربع سنين ، ألا من كان له دين على الزبير فليأتنا فلنقضيه ، فجعل ينادي كل سنة بالموسم فلما قضى أربع سنين قسم بينهم ودفع الثلث ، وكان الزبير أربع نسوة فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف ، فجمع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف كما رواه للزبير . البخاري
[ ص: 314 ] قيل : وجدوا عليه من الدين ألفي ألف ومائتي ألف فوفاه عنه وأخرجوا بعد ذلك ثلث ماله الذي أوصى به ، ثم قسمت التركة ، فأصاب كل واحد من الزوجات ألف ألف ومائتا ألف فعلى هذا يكون جميع ما خلفه من الدين والوصية والميراث تسعة وخمسين ألف ألف وثمانمائة ألف ، وهذا هو الصحيح ، وما في قال في مجمع الأحباب : وفيه نظر ، وكان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فيتصدق به في مجلسه ، ولا يقوم بدرهم منه وكان له مال جزيل وصدقات كثيرة ، قيل : سبعة من الصحابة أوصوا إليه ، منهم البخاري ، عثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف ، فكان ينفق على عيالهم من ماله ، ويوفر أموالهم ، وترك القتال يوم الجمل ، وانصرف ، فلحقه جماعة من القوم فقتلوه وابن مسعود بوادي السباع ناحية البصرة في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ، وكان عمره سبعا (وستين ) سنة ، وقيل أربعا وستين ، وقبره مشهور ، وقال فيه - رضي الله تعالى عنه - : حسان بن ثابت
فكم كربة ذب الزبير بسيفه عن المصطفى والله يعطي ويجزل فما مثله فيهم ولا كان قبله
وليس يكون الدهر ما كان يزبل ثناؤك خير من فعال معاشر
وفعلك يا ابن الهاشمية أفضل