وفيه أنواع :
الأول : في . اشتقاق لفظ الملك وكيفية تصريفه
فقيل : هو مشتق من الألوكة وهي الرسالة وكذلك المألكة (ومنه قولهم : ألكني إليه ) قال الشاعر :
أبلغ النعمان عني مألكا أنه قد طال حبسي وانتظاري
أي : رسالة ، ويقال فيها : ألوك أيضا قال لبيد :وغلام أرسلته أمه بألوك فبذلنا ما سأل
قال - رحمه الله تعالى- : إنما سميت الرسالة مألكة ، لأنها تلوك في الفم من قولهم : فرس مألك اللجام أي : يعلكه ، وعلى هذا أصله مألك لكنهم قالوا في جمع مألك : ملائكة ، فأتوا بالهمزة في موضع عين الكلمة فيكون واحده مألكا ، وقد جاء ذلك في الشعر أنشد أبو وجزة : الخليل بن أحمد
فلست لإنسي ولكن لملأك ينزل من جو السماء يصوب
وقال ابن كيسان : هو الملاك فيكون فعالا ، وأصله ملأك أيضا ، لورود الهمزة في الجمع ، لكن لا قلب فيه على هذا القول . [ ص: 485 ]
وقال : أصله ملأك أيضا ، لكن من لأك إذا أرسل ، وقال أبو عبيدة أبو عمرو بن الحاجب - رحمه الله تعالى- الوجه هو القول الأول إذ ليس فيه إلا ارتكاب القلب ، ولا بد فيه من إرادة الهمزة في مفرده لورودها في جمعه ، قال ابن كيسان : فعال بعيد ، لأن مثل ذلك نادر ، ويفعل كثيرا وحمله على الكثير أولى من حمله على النادر ، لا سيما مع مناسبته للرسالة بخلاف الملك .
وأما قول أبي عبيد الله : إنه مفعل من لأك إذا أرسل فبعيد ، لأنه يكون مرسلا لا مرشدا ، وإذا كان من الألوكة كان مرسلا فترجح الأول .