الرابع : في كثرة أمراضه .  
روى  ابن السني   وأبو نعيم  عن هشام  عن  عروة  عن أبيه قال : «قلت  لعائشة :  يا أم المؤمنين ، وفي لفظ : يا خالة ، إني لأفكر في أمرك وأتعجب ، إني وجدتك عالمة بالطب ، فمن أين ؟ قالت : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما طعن في السن كثرت أسقامه ، فوفدت إليه وفود العرب والعجم فتنعت له ، فكنا نعالجه» . 
وروى ابن سعد عنها قالت : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا سقاما ، وكانت العرب تنعت له فيتداوى بما تنعت له العرب فيتداوى» . 
وروى  البيهقي   وأبو داود  عن  عائشة   -رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات» ومسح عنه بيده . 
وروى  مسلم  عنها قالت : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى رقاه جبريل ، بسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد ، وشر كل عين» . 
وروى  الخطيب  عن  أنس  قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى تقمح كفا من شونيز وشرب عليه ماء وعسلا .  
وروى  مسلم  عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا  [ ص: 110 ] مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات . 
وروى  الترمذي  عن  علي   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ،  وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان له خريف فيه» . 
وروى  أبو داود   والحاكم  عن  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من عاد مريضا لم يحضر أجله ، فقال عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ، أن يشفيك» . 
وروى  الترمذي   وابن ماجه  عن  أبي سعيد   -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا دخلتم على المريض فوسعوا له في الأجل ، فإن ذلك لا يرد شيئا وهو يطيب نفس المريض» . 
وروى  الحاكم  عن  ابن عمر   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا عاد أحدكم مريضا فليقل : اللهم ، اشف عبدك ، ينكأ لك عدوا ، أو يمشي لك إلى الصلاة» . 
وروى  أبو يعلى  عن  عثمان   -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعود مرضانا ويشهد جنائزنا . 
وروى  الحميدي  برجال ثقات عن عبد الرحمن بن أزهر   -رضي الله تعالى عنه- قال : «جرح  خالد بن الوليد  في يوم حنين ، فمر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام ، وهو يقول : من يدل على رحل  خالد بن الوليد ،  فخرجت وأنا أسعى بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أقول : من يدل على رحل  خالد ،  حتى أتاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مستند إلى رحل ، قد أصابته جراحة ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنده ، ودعا له ، أو نفث عليه . 
وروى  البخاري  في الأدب  وابن حبان  في صحيحه عن  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا عاد مريضا جلس عند رأسه ثم قال سبع مرات : 
«أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم أن يشفيك ، فإن كان في أجله تأخير عوفي من وجعه» . 
الخامس : في إرشاده -صلى الله عليه وسلم- إلي ما يفعله العائذ وما له من الفضل .  
روى  ابن حبان   والطبراني  في الكبير  وابن السني  في عمل يوم وليلة ،  والحاكم  عنه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «ضع يدك على المكان الذي تشتكي منه فامسح بها سبع مرات ،  [ ص: 111 ] وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر كل ما أجد ، في كل مسحة» . 
وروى  ابن عساكر  عن  أسماء بنت أبي بكر   -رضي الله تعالى عنها- قالت : خرج في عنقي خراج فتخوفت منه ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : «ضعي يدك عليه ثم قولي ثلاث مرات : بسم الله ، اللهم ، أذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك الطبيب المبارك ، والمكين عندك ، بسم الله» . 
وروى  الطبراني  في الكبير  وابن السني  في عمل يوم وليلة ، عن ميمونة بنت أبي عسيب-  أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «ضعي يدك اليمنى على فؤادك فامسحيه وقولي : بسم الله ، داوني بدوائك ، واشفني بشفائك ، واغنني بفضلك عمن سواك ، وأحدر عني أذاك» . 
وروى  البيهقي  في الشعب عن واثلة :  أن رجلا اشتكى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعا في حلقه ، فقال : «عليك بقراءة القرآن» . 
وروى  أبو داود  عن  أبي الدرداء   -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من اشتكى منكم شيئا ، أو اشتكى أخ له ، فليقل : ربنا الله الذي في السماء [تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء ، فاجعل رحمتك في الأرض ، اغفر لنا حوبنا وخطايانا ، أنت رب الطيبين] ، أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ» . 
وروى  الترمذي   وابن ماجه  عن  أبي سعيد   -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا دخلتم على المريض ، فنفسوا له في أجله ، فإن ذلك لا يرد شيئا ، وهو يطيب نفس المريض» . 
وروى  الحاكم  عن  ابن عمر   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا عاد أحدكم مريضا ، فليقل : اللهم ، اشف عبدك ينكأ لك عدوا ، أو يمشي لك إلى الصلاة» . 
وروى  الطبراني  في الأوسط عن  أنس   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  [ ص: 112 ] قال : «عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم ، فإن دعوة المريض مستجابة ، وذنبه مغفور» . 
وروى  البغوي  في مسند  عثمان  عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «عودوا المريض ، واتبعوا الجنائز ، والعيادة غبا أو ربعا ، إلا أن يكون مغلوبا فلا يعاد ، والتعزية مرة» . 
وروى  الإمام أحمد   وابن حبان   والبيهقي  عن  أبي سعيد   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «عودوا المريض ، واتبعوا الجنازة تذكركم الآخرة» . 
وروى  الطبراني  في الكبير عن سلمى امرأة أبي رافع  قالت : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات» . 
وروى  البخاري  عن  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل على مريض يعوده قال : «طهور إن شاء الله» . 
وروى  مسلم  عن  ثوبان   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع» . 
وروى الإمام  أحمد   وأبو داود   وابن السني   والطبراني  في الكبير  والحاكم  عن  ابن عمر   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل : اللهم ، اشف عبدك فلانا ، ينكأ لك عدوا ، أو يمشي لك إلى الصلاة» . 
وروى  ابن ماجه  عن رافع بن خديج -رضي  الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «اكشف البأس ، رب الناس ، إله الناس» . 
وروى  الخرائطي  في مكارم الأخلاق عن  عائشة   -رضي الله تعالى عنها- قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «اكشف البأس رب الناس ، لا يكشف الكرب غيرك» . 
وروى  أبو داود   والنسائي  عن ثابت  أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «اكشف البأس رب الناس» . 
وروى  الترمذي  عن  علي   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألفا حتى يمسي ، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألفا حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة» . 
وروى  أبو داود   والحاكم  عن  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنهما- أن  [ ص: 113 ] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من عاد مريضا لم يحضر أجله ، فليقل عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ، إلا عافاه الله من ذلك المرض» . 
وروى  الترمذي   وابن ماجه  عن  أبي هريرة   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من عاد مريضا ، أو زار أخا له في الله ، ناده مناد أن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلا» . 
وروى  البزار  برجال الصحيح عن  الأعمش  قال : سمعت حيان بن جد بن أبجر  الأكبر يقول : «دع الدواء ما احتمل جسدك الداء» . 
وروى  الإمام أحمد   والترمذي  عن  أبي أمامة   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته فيسأله كيف هو ، وتمام تحيتكم بينكم المصافحة» . 
وروى  ابن ماجه   وابن السني  في عمل يوم وليلة عن  عمر بن الخطاب   -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك ، فإن دعاءه كدعاء الملائكة» . 
				
						
						
