الباب الثاني عشر في إرادته- صلى الله عليه وسلم- أن يكتب لأصحابه كتابا فاختلفوا فلم يكتب
روى الشيخان عن قال : قال سعيد بن جبير يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى ، قلت يا ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ؟ قال : ابن عباس إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مد عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت ، فاختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم ومنهم من يقول ما قال عمر : فتنازعوا ولا ينبغي عند النبي التنازع ، فقالوا : ما شأنه أهجر ؟ استفهموه ! فذهبوا يعيدون عليه فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «قوموا» لما أكثروا اللغو والاختلاف عنده ، دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه . فقال : وأوصاهم عند موته بثلاث فقال : «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم قال : وسكت عن الثالثة ، أو قال : فنسيها فقال عمر . إن الرزيئة سحل الرزيئة ما حال بين رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبين أن يكتب لهم هذا الكتاب لاختلافهم ولغطهم» . ابن عباس اشتد برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجعه فقال : ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقال
وروى بسند صحيح عن أبو يعلى - رضي الله تعالى عنه- جابر
لا يظلمون ولا يظلمون» وكان في البيت لغط فنكل فرفضها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- . عمر أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده وفي رواية : «يكتب فيهما كتابا لأمته . [ ص: 248 ]
وروى من طريق الطبراني وبقية رجاله ثقات- عن ليث بن أبي سليم- - رضي الله تعالى عنهما- قال ابن عباس دعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بكتف فقال : ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تختلفون بعدي فأخذ من عنده من الناس وفي لفظ : «فقالت امرأة ممن حضر ويحكم عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إليكم فقال بعض القوم اسكتي فإنه لا عقل لك فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- أنتم لا أحلام لكم .
وروى الإمام أحمد وابن سعد - وفي سنده ضعف- عن رضي الله تعالى عنه- قال علي- أمرني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن آتيه بطبق أكتب فيه ما لا تضل أمتي من بعدي قال : فخشيت أن تسبقني نفسه قال : قلت إني أحفظ وأوعى قال : أوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم» .