التنبيه الثلاثون :
في قدر ما بين السماء والأرض :
روى الإمام أحمد وأبو داود وحسنه ، والترمذي في صحيحه وابن خزيمة رضي الله عنهما قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «أتدرون كم بين السماء والأرض» ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : «بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء خمسمائة سنة ، وفوق السماء السابعة بحر من أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء وفوق ظهورهن العرش وبين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض ثم الله تعالى فوق ذلك . ابن عباس عن
وروى إسحاق بن راهويه بسند صحيح عن والبزار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر . «ما بين السماء والأرض خمسمائة عام وغلظ كل سماء خمسمائة عام [ ص: 118 ] كذلك إلى السماء السابعة ، والأرضون مثل ذلك . وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك»
وروى وابن المنير عن ابن جرير وناس من الصحابة رضي الله عنهم قالوا : ابن مسعود
إن الله عز وجل كان عرشه على الماء لم يخلق شيئا غير ما خلق ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء ، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين : الأحد والاثنين ، فخلق الأرض على الحوت ، وهو الذي ذكره الله تعالى في قوله ن والقلم وما يسطرون والحوت في الماء والماء على ظهر صفاة والصفاة على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة على الريح ، وهي الصخرة التي ذكر لقمان ليست في السماء ولا في الأرض ، فتحرك الحوت فاضطرب فتزلزلت الأرض فأرسى عليها الجبال فقرت وخلق الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين : الثلاثاء والأربعاء ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان ، والدخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبع سموات في يومين : الخميس والجمعة وإنما سمي الجمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات والأرض وأوحى في كل سماء أمرها أي خلق خلقها من الملائكة والخلق الذي فيهما من البحار والجبال والبرد وما لا يعلم ، ثم زين السماء الدنيا بالكواكب ، فجعلها زينة وحفظا من الشياطين .
وروى عن ابن أبي حاتم رضي الله عنه قال : «إن الله تعالى على عرشه وعرشه على سمواته ، وسمواته على أرضه هكذا» ، وقال بإصبعه : «مثل القبة» وروى جبير بن مطعم ابن حاتم عن القاسم بن أبي بزة- بالزاي المعجمة- قال : «ليس السماء مربعة ولكنها مقبوة يراها الناس خضراء» وروى ابن راهويه في الأوسط ، والطبراني ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم قال : «السماء الدنيا موج مكفوف والسماء الثانية زمردة بيضاء والثالثة حديد والرابعة نحاس والخامسة فضة والسادسة ذهب والسابعة ياقوتة حمراء» ، زاد الربيع بن أنس : «وما فوق ذلك صحاري من نور ، ولا يعلم ما فوق ذلك إلا الله تعالى وملك هو موكل بالحجب يقال له ابن أبي حاتم ميطاطروس» . وروى أبو الشيخ عن وابن أبي حاتم كعب قال : «السماء أشد بياضا من اللبن واخضرت من خضرة جبل قاف» .
شرح الغريب
«الموج» - بميم فواو فجيم- ما ارتفع من فوران الماء . «المكفوف» - بميم [ ص: 119 ] فكاف بفاءين بينهما واو- المحبوس .