التنبيه الأربعون : 
إنما رأى أكلة الربا  منتفخة بطونهم لأن العقوبة مشاكلة للذنب ، فآكل الربا يربو بطنه كما أراد أن يربو ماله بأكل ما حرم عليه فمحقت البركة من ماله وجعلت نفخا في بطنه حتى يقوم كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس . وإنما جعلوا بطريق آل فرعون يمرون عليهم غدوا وعشيا ، لأن آل فرعون هم أشد الناس عذابا فضلا عن غيرهم من الكفار ، وهم لا يستطيعون القيام . ومعنى كونهم في طريق جهنم بحيث يمر بالكفار عليهم أن الله سبحانه وتعالى قد أوقف أمرهم بين أن ينتهوا فيكون خيرا لهم وبين أن يعودوا ويصروا فيدخلهم النار ، وهذه صفة من هو في طريق النار ، قال الله تعالى : فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله  ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون   [البقرة : 275] وفي بعض الأحاديث أنه رأى بطونهم كالبيوت يعني أكلة الربا ، وفيها حيات ترى من خارج البطون . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					