التنبيه الثامن والأربعون :
وقع في رواية شريك عن رضي الله عنه أن كل سماء فيها أنبياء قد سماهم «فوعيت منهم أنس إدريس في السماء الثانية وهارون في السماء الرابعة وآخر [ ص: 127 ]
في الخامسة لم أحفظ اسمه ، وإبراهيم في السادسة وموسى في السابعة» . وفي رواية عن أنس رضي الله عنهما قال : «فذكر أنه وجد في السماوات أبي ذر آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم» ، ولم يثبت منازلهم ، غير أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة» . انتهى . وهذا موافق لرواية شريك في إبراهيم ، وهما مخالفان لرواية عن قتادة عن أنس مالك بن صعصعة ، والأكثر وافقوه ، وسياقه يدل على رجحان روايته ، فإنه ووافقه ضبط اسم كل نبي والسماء التي هو فيها ، عن ثابت البناني كما هو عند أنس ، فقال في روايته : مسلم
بيحيى وعيسى وهما ابنا خالة» ، وذكر في الثالثة «ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية وفيها فإذا يوسف وفي الرابعة إدريس وفي الخامسة هارون وفي السادسة موسى وفي السابعة إبراهيم ، وفي سياق في روايته عن الزهري عن أنس أنه لم يثبت أسماءهم ، وسياق أبي ذر شريك فيه أنه لم يضبط منازلهم .
ولا شك أن رواية من ضبط أولى ، ولا سيما مع اتفاق قتادة وثابت وقد وافقهما يزيد بن أبي مالك عن إلا أنه خالف في أنس إدريس وهارون ، فقال : هارون في الرابعة وإدريس في الخامسة ، ووافقهم رضي الله عنه ، في رواية إلا أنه قال : «رأى أبو سعيد الخدري يوسف في الثانية وعيسى ويحيى في الثالثة» . قلت : والأول أثبت ، وأما إبراهيم فالأرجح من الروايات أنه في السماء السابعة لقوله فيها : إنه رآه مسندا ظهره إلى البيت المعمور ، وهو في السابعة بلا خلاف .
وأما «ما جاء عن رضي الله عنه أن البيت المعمور في السماء السادسة عند شجرة طوبى فإن ثبت حمل على البيت الذي في السادسة بجانب شجرة طوبى لأنه جاء عنه إن في كل سماء بيتا يحاذي الكعبة وكل منها معمور بالملائكة ، وكذا القول فيما جاء عن علي وغيره أن الربيع بن أنس البيت المعمور في السماء .