التنبيه الخمسون :
فإن قيل بيت المقدس وسلم عليهم وعرفهم ثم سأل عنهم ثم يراهم تلك الليلة في السماوات ويسأل عنهم كيف أم الأنبياء في جبريل ؟ فإنه لو رآهم وعرفهم لما احتاج إلى سؤال جبريل عنهم . والجواب أنه لما اجتمع بهم ببيت المقدس وأمهم على الهيئة البشرية تحقق وجودهم في الأرض ، ثم لما وصل إلى الملكوت العلوي لم يجدهم على تلك الحالة التي شاهدهم عليها ، وإنما هم على صفات روحانية يشكل الله تعالى لهم أشكالا لائقة بالملكوت العلوي تأنيسا لهم بأصلهم البشري وتكريما لهم وتعظيما للقدرة الإلهية حيث شاهدهم تلك الساعة في الأرض ثم رآهم في منازلهم في السماء ، فلذلك سأل عنهم استثباتا لا تعجبا ، فإنه عالم أن الله تعالى الذي أصعده إلى هذا المكان في لحظة قادر على نقلهم إلى السماوات في أسرع من طرفة عين سبحانه وتعالى .