التنبيه الثالث والخمسون : 
قوله : «فرفع إلى البيت المعمور» 
معناه  أنه أري له . وقد يحتمل أن يكون المراد الرفع والرؤية معا ، لأنه قد يكون بينه وبين البيت عوالم حتى لا يقدر على إدراكه ، فرفع إليه وأمد في بصره وبصيرته حتى رآه ، ويحتمل أن تكون تلك العوالم التي كانت بينه وبين البيت المعمور أزيلت حتى أدركه بصره . وقد يحتمل أن يكون العالم بقي على حاله والبيت على حاله ، وأمد في بصره وبصيرته حتى أدركه وعاينه ، والقدرة صالحة للكل ، يشهد لذلك 
قوله صلى الله عليه وسلم : «رفع إلي بيت المقدس  على ما سيأتي فيه» ، 
والتأويل فيه كالتأويل في البيت المعمور . 
وأكثر الروايات : «رفعت إلى سدرة المنتهى» ، بضم الراء وسكون العين وضم التاء من «رفعت» ، وبعده حرف الجر . ولبعضهم «ورفعت» بفتح العين وسكون التاء ، أي «السدرة لي» باللام أي من أجلي ، ويجمع بين الروايتين بأن المراد أنه رفع إليها أي ارتقي بها فظهرت له والرفع إلى الشيء يطلق على التقريب منه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					