حج آدم صلى الله عليه وسلم
روى عن سعيد بن منصور رحمه الله تعالى أن عطاء بن أبي رباح آدم صلى الله عليه وسلم هبط بأرض الهند ومعه أربعة أعواد من الجنة، فهي هذه التي يتطيب بها الناس، وأنه حج هذا البيت وطاف بين الصفا والمروة وقضى مناسك الحج.
وروى الأزرقي عن عثمان بن ساج قال: أخبرني سعيد رحمه الله تعالى أن آدم صلى الله عليه وسلم حج على رجليه سبعين حجة ماشيا.
وروى أيضا عن رضي الله تعالى عنه قال: أبي هريرة آدم صلى الله عليه وسلم فقضى المناسك، فلما فرغ قال: يا رب إن لكل عامل أجرا. قال الله تعالى: يا حج آدم أما أنت فقد غفرت لك، وأما ذريتك فمن جاء منهم هذا البيت فباء بذنبه فقد غفرت له.
باء بذنبه: اعترف به.
وروى ابن خزيمة في العظمة وأبو الشيخ والديلمي عن رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ابن عباس "إن آدم أتى هذا البيت ألف أتية لم يركب قط فيهن من الهند على رجليه، ثلاثمائة حجة وسبعمائة عمرة، وأول حجة حجها آدم وهو واقف بعرفة أتاه جبريل فقال: يا آدم بر نسكك، أما نحن فقد طفنا بهذا البيت قبل أن تخلق بخمسين ألف سنة".
وروى الأزرقي والجندي عن وابن عساكر رضي الله تعالى عنهما قال: حج ابن عباس آدم فطاف بالبيت سبعا فلقيته الملائكة في الطواف فقالوا: بر حجك يا آدم، إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام. قال: فماذا كنتم تقولون في الطواف؟ قالوا: كنا نقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. قال آدم: فزيدوا فيها: ولا حول ولا قوة إلا بالله. فزادت الملائكة فيها ذلك.
ثم حج إبراهيم بعد بنائه البيت فلقيته الملائكة في الطواف فسلموا عليه فقال لهم:
ماذا كنتم تقولون في طوافكم؟ قالوا: كنا نقول قبل أبيك آدم : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. فأعلمناه بذلك فقال: زيدوا: "ولا حول ولا قوة إلا بالله" فقالوها. فقال إبراهيم: زيدوا فيها: العلي العظيم. فقالت الملائكة ذلك.