التنبيه الثامن والسبعون :
مالكا خازن النار ، وذلك أنه لم يضحك لأحد قبله ، ولا هو ضاحك لأحد بعده . قال الله تعالى : ذكر صلى الله عليه وسلم أنه لم يلقه ملك من الملائكة إلا ضاحكا مستبشرا إلا عليها ملائكة غلاظ شداد [التحريم : 6] وهم موكلون بغضب الله تعالى ، فالغضب لا يزايلهم أبدا .
وفي هذا الحديث معارضة
لما رواه الإمام أحمد عن وأبو الشيخ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس لجبريل : «ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟» قال : «ما ضحك منذ خلقت النار»
. وهذا الحديث يعارضه ما
رواه وغيره الدارقطني ميكائيل راجعا في طلب القوم وعلى جناحيه الغبار ، فضحك إلي ، فتبسمت إليه» إن رسول الله تبسم في الصلاة ، فسئل عن ذلك فقال : «رأيت
قال السهيلي : «وإذا صح الحديثان فوجه الجمع بينهما أن يكون لم [ ص: 143 ] يضحك منذ خلقت النار إلا هذه المرة التي ضحك فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيكون الحديث عاما يراد به الخصوص أو يكون الحديث الأول حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هذا الحديث الآخر ، ثم حدث بعد بما حدث به من ضحكه إليه» .