عن رضي الله عنه أنس ، وأوضع راحلته ، وإن كان على دابة حركها من حبه ، وفي لفظ : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدر المدينة ، وفي لفظ : دوحاتها ، وفي لفظ : درجاتها ، طرح رداءه عن منكبيه وقال : "هذه أرواح طيبة" "تباشرا بالمدينة" وقال : "اللهم اجعل لنا بها قرارا ورزقا حسنا" . رواه الشيخان والمحاملي ومحمد بن الحسن المخزومي .
وروى الإمام والشيخان أحمد واللفظ له عن وابن إسحاق رضي الله عنها أنها قالت : عائشة المدينة قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى ، وكان واديها يجري نجلا- يعني ماء آجنا- فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم ، وصرف الله ذلك عن نبيه" . قالت : "فكان "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعامر بن فهيرة موليا وبلال في بيت واحد ، فأصابتهم الحمى ، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيادتهم ، فأذن ، فدخلت إليهم أعودهم ، وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب ، وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك ، فدنوت من أبي بكر فقلت : يا أبت كيف تجدك؟ فقال : أبي بكر
كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
قالت : فقلت : والله ما يدري أبي ما يقول ، ثم دنوت من عامر بن فهيرة فقلت : كيف تجدك يا عامر؟ فقال :لقد وجدت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مجاهد بطوقه كالثور يحمي جلده بروقه
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
وقال : المدينة كما حببت إلينا مكة" - "اللهم حبب إلينا
وفي لفظ للجندي ورزين "وأشد" ، بالواو بدلا من "أو" -
"وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها ، ثم انقل وباءها إلى مهيعة - وهي الجحفة" ،
وإنه ليتقي شرب الماء من عينها التي يقال لها عين خم .
وروى البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه ومحمد بن الحسن المخزومي عن رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر المدينة حتى نزلت مهيعة ، فأولتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة . رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس ، خرجت من
وروى عن الزبير بن بكار مرسلا قال : عروة بن الزبير "أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، فجاء إنسان قدم من ناحية طريق مكة ، فقال له : "هل لقيت أحدا" ؟ قال : لا يا رسول الله إلا امرأة سوداء عريانة ثائرة الشعر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تلك الحمى ولن تعود بعد اليوم أبدا" .
وروي أيضا عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أصحابه ، وقدم رجل فتزوج امرأة كانت مهاجرة ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال : يا أيها الناس - ثلاثا- "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يطلبها أو امرأة يخطبها فإنما هجرته إلى ما هاجر إليه" ، ثم رفع يديه وقال : "اللهم انقل عنا الوباء" - ثلاثا- فلما أصبح قال : أتيت الليلة بالحمى ، فإذا عجوز سوداء ملببة في يدي الذي جاء بها فقال : هذه الحمى فما ترى فيها؟ فقلت : "اجعلوها بخم" "إنما الأعمال بالنيات" .
وروى عن البيهقي قال : كان وباء هشام بن عروة المدينة معروفا في الجاهلية ، وكان إذا كان الوادي وبيئا فأشرف عليه إنسان فقيل له : انهق نهيق الحمار ، فإذا فعل ذلك لم يضره ، قال الشاعر :
لعمري لئن عشرت من خشية الردى نهيق الحمار إنني لجزوع
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلون كذلك فقال لهم :
"اعلموا أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم
، فتجشم المسلمون القيام على ما بهم من الضعف والسقم التماسا للفضل . [ ص: 299 ]
وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة" ، رواه الشيخان . "اللهم اجعل
وعن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عبد الله بن زيد إبراهيم حرم مكة وإني حرمت المدينة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة" ، "إن
- حديث متفق عليه-
وعن عبد الله بن الفضل بن العباس رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المدينة بمثل مكة" ، "أدعوك لأهل
قال عبد الله : إنا لنتعرف ذلك ، إنا ليجزئ المد عندنا والصاع بمثلي ما يجزئ بمكة ، رواه في تاريخه . البخاري
وروى عن الزبير بن بكار إسماعيل بن النعمان قال : "دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لغنم كانت ترعى بالمدينة فقال : "اللهم اجعل نصف أكراشها مثل ميلها بغيرها من البلاد" .
وعن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : علي بن أبي طالب إبراهيم عبدك وخليلك دعا لأهل مكة بالبركة ، وأنا محمد عبدك ورسولك وأنا أدعو لأهل المدينة أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم مثلما باركت لأهل مكة ، واجعل مع البركة بركتين" ، رواه "اللهم إن وصححه الترمذي برجال الصحيح . والطبراني
وعن رضي الله عنه قال : أبي هريرة وضعه على عينيه- قال : "اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا ، وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مدنا ، اللهم إن الطبراني : إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإنه دعاك لمكة ، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه" . قال ثم يدعو أصغر وليد فيعطيه ذلك الثمر . رواه كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا أخذه رسول الله- زاد مسلم والترمذي والطبراني .