تنبيهات
الأول : قوله صلى الله عليه وسلم : المدينة" "إني حرمت ، حجة في أنها حرم ، وبه قال الجمهور ، ونقله عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرة من الصحابة ، خلافا لمن قال بخلاف ذلك . وذكر دليل وروده مما يطول به الباب .
الثاني : في : بيان غريب ما سبق
"لابتي المدينة" : تثنية لابة وهي الحرة : أرض ذات حجارة سود ، وللمدينة لابتان : شرقية وغربية ، وهي بينهما ، ويقال : لابة ولوبة ونوبة بالنون ، ثلاث لغات ، وجمع اللابة في القلة : لابات ، وفي الكثرة : لاب ولوب . [ ص: 319 ]
"العضاه" : بالقصر وكسر العين المهملة وتخفيف الضاد المعجمة : كل شجر فيه شوك ، واحدتها عضاهة وعضيهة .
"المأزمان" : بهمزة بعد الميم وبكسر الزاي : تثنية مأزم : الطريق بين جبلين ، أي حرم ما بين جبلي المدينة .
"يهراق" : يصب .
"يخبط" : يضرب .
"العلف" بسكون اللام : مصدر علفت ، وأما العلف بالفتح : فهو اسم للحشيش والتبن ونحوهما .
"يختلى" : يجز ويقطع .
"الخلا" : بالقصر : الرطب من الحشيش ، الواحدة خلاة .
"لا ينفر" : بمثناة تحتية فنون ففاء : أي لا يزجر ويمنع من الرعي .
"أشاد" : بشين معجمة ودال مهملة : أي أشاعها ، والإشادة : رفع الصوت ، والمراد به : تعريف اللقطة وإنشادها .
"عير" : بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية وبالراء : الحمار ، ويقال : عير ، جبل يسمى باسمه ، ويمين الأول بالوارد والثاني بالصادر .
"ثور" : بالمثلثة ، مرادف فحل البقر : جبل صغير خلف أحد ، قال المطري بعد أن رد على من أنكر كون ثور بالمدينة وقال : إنه خلف أحد من شماليه مدور صغير يعرفه أهل المدينة خلف عن سلف . وقال القطب الحلبي : "حكى لنا شيخنا الإمام أبو محمد عبد السلام بن مزروع البصري أنه خرج رسولا إلى العراق ، فلما رجع إلى المدينة كان معه دليل ، أي من عرب المدينة ، فكان يذكر له الأماكن والجبال" . قال : "فلما وصلنا إلى أحد إذا بقربه جبل صغير ، فسألته عنه فقال : هذا يسمى ثورا ، فعلمت صحة الرواية" . وقال المحب الطبري : "أخبرني الثقة العالم أبو محمد عبد السلام البصري أن حذاء أحد ، عن يساره ، جانحا إلى ورائه جبلا صغيرا يقال له ثور ، وأخبرني أنه تكرر عنه سؤاله لطوائف من الأعراب العارفين بتلك الأرض وما فيها من الجبال ، فكل أخبر أن ذلك الجبل اسمه ثور ، وتواردوا على ذلك" ، : "فعلمنا أن ذكر ثور في الحديث صحيح ، وأن عدم علم أكابر العلماء به [هو] لعدم شهرته وعدم بحثهم عنه" ، قال :
"وهذه فائدة جليلة" . [ ص: 320 ]