الهرم بفتح الهاء وكسر الراء. وأما بالفتح والسكون فمال لأبي سفيان بن حرب بالطائف أيضا. القلص بضم القاف واللام وبالصاد المهملة: جمع قلوص، وهي من الإبل بمنزلة الجارية من النساء، وهي الشابة. رواسم: جمع رسوم وهي الناقة التي تؤثر في الأرض من شدة الوطء. الأزوال: بالزاي واللام: النساء. بقي: بالقاف. طاسم بطاء وسين مهملتين وهو حي من عاد. المنيضين: جمع منيض المعالج للشيء يقال: نضت الشيء إذا عالجته. [ ص: 266 ] ونقل عن البلاذري رحمه الله تعالى أن ركبا من جذام صدروا عن الحج ففقدوا رجلا منهم غالته بيوت محمد بن السائب مكة ، فلقوا حذافة بن غانم بن عامر بن عوف فأخذوه فربطوه ثم انطلقوا به، فتلقاهم عبد المطلب مقبلا من الطائف معه ابنه أبو لهب يقوده وقد ذهب بصره، فلما نظر إليه حذافة هتف به فقال عبد المطلب لابنه أبي لهب: ويلك ما هذا؟ قال: هذا حذافة بن غانم مربوطا مع ركب. قال: فالحقهم فاسألهم ما شأنهم. فلحقهم فأخبروه فرجع إلى عبد المطلب فأخبره فقال: ما معك. قال: والله ما معي شيء. قال فالحقهم لا أم لك فأعطهم بيدك وأطلق الرجل. فلحقهم أبو لهب فقال: قد عرفتم تجارتي ومالي وأنا أحلف لكم لأعطينكم عشرين أوقية ذهبا وعشرا من الإبل وحمرا وفرسا، وهذا ردائي رهنا بذلك. فقبلوا منه فأطلقوا حذافة فأقبل به، فلما سمع عبد المطلب صوت أبي لهب قال: وأبي إنك لعاص ارجع لا أم لك! قال: يا أبتاه هذا الرجل معي فناداه عبد المطلب: يا حذافة أسمعني صوتك. فقال حذافة: ها أنا ذا بأبي أنت وأمي يا ساقي الحجيج أردفني. فأردفه حتى دخل مكة فقال حذافة:
بنو شيبة الحمد الذي كان وجهه يضيء ظلام الليل كالقمر البدر كهولهم خير الكهول ونسلهم
كنسل ملوك لا قصار ولا خزر لساقي حجيج ثم للخير هاشم
وعبد مناف ذلك السيد الفهر ملوك وأبناء الملوك وسادة
تفلق عنهم بيضة الطائر الصقر متى تلق منهم خارجا في شبابه
تجده على أحراء والده يجري هم ملأوا البطحاء مجدا وسؤددا
وهم نكلوا عنا غواة بني بكر وهم يغفرون الذنب ينقم مثله
وهم تركوا رأي السفاهة والهجر أخارج إما أهلكن فلا تزل
بشيبة منكم شاكرا آخر الدهر
وروى عن البلاذري أن محمد بن السائب عبد المطلب أول من خضب بالوسمة لأن الشيب أسرع إليه فدخل على بعض ملوك اليمن فأشار عليه بالخضاب فغير شيبته بالحنة ثم علاه بالوسمة، فلما انصرف وصار بقرب مكة جدد خضابه وقد كان تزود من الوسمة شيئا كثيرا، فدخل منزله وشعره مثل حلك الغراب، فقالت امرأته نتيلة أم العباس : يا شيب ما أحسن هذا الصبغ لو دام. فقال عبد المطلب:
لو دام لي هذا السواد حمدته وكان بديلا من شباب قد انصرم
تمتعت منه والحياة قصيرة ولا بد من موت نتيلة أو هرم
وماذا الذي يجدي على المرء خفضه ونعمته يوما إذا عرشه انهدم.
ثم إن أهل مكة خضبوا بعده.
الوسمة: كنبقة وتسكن: نبت يختضب بورقه.
وكان عبد المطلب جسيما أبيض وسيما طوالا فصيحا ما رآه أحد قط إلا أحبه، وصار إليه السقاية والرفادة، وشرف في قومه وعظم شأنه. وكان يعرف فيه نور النبوة وهيبة الملك.
ومكارمه أكثر من أن تحصر، فإنه كان سيد قريش غير مدافع نفسا وأبا وبيتا وجمالا وبهاء وفعالا.
قال رحمه الله تعالى: الرشاطي وله عدة بنين وبنات يأتي ذكرهم عند ذكر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم وعماته، وتوفي وله مائة وعشرون سنة، وقيل خمس وثمانون وقيل غير ذلك. وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية.