فهر بكسر الفاء وسكون الهاء فراء منقول من الفهر، وهو من الحجارة الطويل. قاله السهيلي . قال : الفهر حجر ملء الكف يذكر ويؤنث وفي "تقويم المفسد" عن الخشني من أنث الفهر أخطأ. الأصمعي:
وكنيته أبو غالب. وأمه جندلة، بجيم فنون ساكنة فدال مهملة، بنت عامر بن الحارث ابن مضاض الجرهمي، وكان رئيس أهل مكة وكان له من الولد: غالب، وأسد، وعوف. وجون، وريص والحارث، بطن، ومحارب، بطن، وهما من قريش الظواهر. وقيس. وهو قريش في قول أبي بكر محمد بن شهاب الزهري ونسبه البيهقي والحافظ لأكثر أهل العلم.
قال وهو الذي أدركت عليه من أدركت من نساب ابن شهاب: العرب : أن من جاوز فهرا فليس من قريش. وبه قال الشعبي وهشام بن محمد الكلبي، ومصعب بن عبد الله الزبيري وخلق، وصححه الحافظ شرف الدين الدمياطي والحافظ أبو الفضل العراقي وغيرهما.
[ ص: 281 ] قال الحافظ صلاح الدين بن العلائي: وعليه جمهور أهل النسب.
وقيل: إن قريشا هم بنو النضر بن كنانة. وإليه ذهب محمد بن إسحاق، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وبه قال الإمام وأبو عبيد القاسم بن سلام. رضي الله تعالى عنه وعنهم وغيره. الشافعي
قال الحافظ صلاح الدين العلائي: وهو الصحيح الذي عليه المحققون والحجة له حديث رضي الله تعالى عنه قال: الأشعث بن قيس كندة فقلت: ألستم منا يا رسول الله؟ قال: "لا نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا". قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد
رواه قال ابن ماجة. العلائي رجاله ثقات.
ووجه الدلالة منه ظاهر. أي لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمهات.
وقيل: إن قريشا بنو إلياس بن مضر . نقله الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر عن التميمية وصححه قال: وهو اختيار أبي عمرو بن العلاء وأبي الحسن الأخفش وحماد ابن سلمة وعبيد الله بن الحسن بن سوار. وروى مثله عن أبي الأسود الدؤلي. [ ص: 282 ] وقيل إنهم جميع بني مضر بن نزار. ونقله الأستاذ عن القيسية وبه قال مسعر بن كدام. وروى مثله عن حذيفة بن اليماني رضي الله تعالى عنهما.
وقيل إنهم بنو قصي بن كلاب. حكاه الماوردي وأبو عمرو بن الأثير في الجامع وغيرهما وهو قول قال في النور: وهو قول باطل. وكأنه قول رافضي، لأنه يقتضي أن يكون المبرد. أبو بكر ليسا من وعمر قريش، وإذا لم يكونا من قريش فإمامتهما باطلة، وهذا خلاف إجماع المسلمين. انتهى.
واختلفوا على أقوال: أحدها بدابة عظيمة في البحر من أقوى دوابه سميت به لم سمي بقريش قريش لقوتها لأنها تأكل ولا تؤكل وتعلو ولا تعلى. قاله حين سأله ابن عباس ، واستشهد له بقول الشاعر الجمحي: معاوية
وقريش هي التي تسكن البحر بها سميت قريش قريشا سلطت بالعلو في لجة البحر
على ساكني البحور جيوشا تأكل الغث والسمين ولا تت
رك يوما لذي الجناحين ريشا هكذا في العباد حي قريش
يأكلون البلاد أكلا كشيشا ولهم في آخر الزمان نبي
يكثر القتل فيهم والخموشا تملأ الأرض خيله ورجال
يحشرون المطي حشرا كميشا
[وقيل: من تزيين الكلام وتحسينه] .
قال وهو بعيد لأن المعروف في اللغة أن التقريش هو التحريش لا أن التقريش هو تزيين الكلام وتحسينه. وقيل إنما سميت الزجاجي: قريشا ، من التقريش وهو التفتيش، لأنهم كانوا يفتشون عن ذي الخلة ويسدون خلته. ذكره بعض العلماء.
وقيل إنما سميت قريشا بقريش ابن بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، فكان دليل بني النضر وصاحب مبرتهم، وكانت العرب تقول: قد جاءت عير قريش، وخرجت عير قريش.
نقله أبو عمرو وغيره. وهو ما يعضد قول ابن إسحاق.
وقيل إنما سميت قريشا لما جمعهم قصي بن كلاب حين قدم مكة كما تقدم، والتقرش: التجمع. نقله أبو عمرو وغيره.
إذا علم ذلك: فقريش فرقتان: بطاح. وظواهر. فقريش البطاح: من دخل مكة مع قصي الأبطح. والظواهر: من أقام. بظواهر مكة ولم يدخل الأبطح ولهذا مزيد بيان في اسمه الأبطحي صلى الله عليه وسلم.
والنسبة إلى قريش: قرشي وقريشي والثاني هو القياس.
واختلف القائلون أن فهرا هو قريش . هل الأول اسم، والثاني لقب؟ أو بالعكس. قولان رجح الزبير وغيره أن فهرا لقب وأن الاسم الذي سمته به أمه: قريش . والله تعالى أعلم.
وله من الذكور سبعة: غالب، والحارث، وأسد، وعوف، وريث، وجون ومحارث. ومن الإناث واحدة وهي جندلة.