ذكر - وصلاته صلاة الخوف مشاورته - صلى الله عليه وسلم
ثم
«أما بعد : يا معشر المسلمين أشيروا علي أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم» وقال : «فإن قعدوا قعدوا موتورين محروبين وإن يأتونا تكن عنقا . وفي لفظ : عينا - قطعها الله ، أم ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه ؟ »
فقال - رضي الله عنه - : الله ورسوله أعلم ، يا رسول الله إنما جئنا معتمرين ولم نجئ لقتال أحد ، ونرى أن نمضي لوجهنا ، فمن صدنا عن البيت قاتلناه ، ووافقه على ذلك أبو بكر أسيد بن الحضير . قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال :
وروى عن ابن أبي شيبة عن أبيه هشام بن عروة ومحمد بن عمر عن شيوخه . المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال بعد كلام إنا والله يا رسول الله لا نقول لك كما قالت أبي بكر : بنو إسرائيل لنبيها : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون» انتهى . [ ص: 38 ] أن
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «فسيروا على اسم الله» .
ودنا في خيله حتى نظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فصف خيله فيما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين القبلة - فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد - رضي الله عنه - فتقدم في خيله ، فقام بإزائه ، فصف أصحابه ، وحانت صلاة الظهر ، فأذن عباد بن بشر وأقام ، فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم القبلة - وصف الناس خلفه ، فركع بهم ركعة وسجد ، ثم سلم ، فقاموا على ما كانوا عليه من التعبئة . فقال بلال ، قد كانوا على غرة لو حملنا عليهم أصبنا منهم ولكن تأتي الساعة صلاة أخرى هي أحب إليهم من أنفسهم وأبنائهم ، فنزل خالد بن الوليد : جبريل بين الظهر والعصر بهذه الآية : وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا [النساء 102] فحانت صلاة العصر ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف ، وستأتي كيفيتها في أبواب صلواته - صلى الله عليه وسلم .