ومن الحوادث قصة العجل  
وذلك أن جبرئيل  جاء إلى موسى  على فرس ليذهب به إلى مناجاة ربه ، فرآه السامري  فأنكره . 
 [ ص: 353 ] 
واسم السامري منجا ،  كذلك ضبطه  ابن المنادي .  
وقال: إن لهذا لشأنا ، فأخذ من تربة حافر الفرس ، فانطلق موسى  واستخلف هارون ،  وواعدهم ثلاثين ليلة ، وأتمها الله تعالى له بعشر ، فوقع في تلك الزيادة زللهم بعبادة العجل . 
وكان السبب في اتخاذه أن هارون  قال لهم: يا بني إسرائيل إن الغنيمة لا تحل لكم  وإن حلي القبط غنيمة ، فاجمعوا واحفروا له فادفنوه ، فإن جاء موسى  فأحلها فأخذتموها وإلا كان شيئا لم تأكلوه . فجمعوه في حفرة ، فجاء السامري  تلك الصفة فألقاها ، وقال: كن عجلا ، فصار عجلا جسدا له خوار ، وكان السامري  من قوم يعبدون البقر ، وكان حب ذلك في قلبه ، فقال لهم: هذا إلهكم وإله موسى فنسي   [20: 88] . 
يقول: ترك موسى  إلهه وذهب يطلبه ، فعكفوا عليه يعبدونه ، فقال لهم هارون:  إنما فتنتم به   [20: 90] . 
وإن الله عز وجل أخبر موسى  بالقصة بقوله: فإنا قد فتنا قومك من بعدك   [20: 85] . 
ثم إن موسى  طلب الرؤية  بقوله: رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل   [7: 143] فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا  فلما أفاق قال: سبحانك تبت إليك   [7: 143] . 
فأخذ الألواح ورجع إلى قومه غضبان أسفا   [7: 150] لما صنعوا ، فألقى الألواح وأخذ برأس أخيه ، فاعتذر كما قص الله ، ثم التفت إلى السامري ،  فقال: فما خطبك يا سامري   [20: 95] . قال: بصرت بما لم يبصروا به   [20: 96] . 
فأخذ موسى  العجل فذبحه ، ثم برده بالمبرد وذراه في البحر ، وندم من عبد العجل .  [ ص: 354 ] 
				
						
						
