859 - ، إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر العجلي ويقال: التميمي .
أصله من بلخ وكان من أولاد الملوك ، وروى عن جماعة من التابعين كأبي إسحاق السبيعي ، وأبي حازم ، وقتادة ، ومالك بن دينار ، وأبان ، واشتغل بالتزهد عن الرواية ، وكان يكون والأعمش ، بالكوفة ثم بالشام .
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده قال: أخبرنا أبي [قال: سمعت عبد الله بن محمد بن الحارث قال:
سمعت إسماعيل بن بشر البلخي] قال: سمعت عبد الله بن محمد العابد يقول:
سمعت يونس بن سليمان البلخي يقول: كان من الأشراف ، وكان أبوه كثير المال والخدم ، فخرج إبراهيم بن أدهم إبراهيم يوما إلى الصيد مع الغلمان والخدم والجنائب والبزاة فبينا إبراهيم في ذلك وهو على فرسه يركضه ، إذا هو بصوت من فوقه: يا إبراهيم ، ما هذا العبث أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون اتق الله ، وعليك بالزاد ليوم الفاقة ، قال: فنزل عن دابته ورفض الدنيا وأخذ في عمل الآخرة . [ ص: 241 ]
أخبرنا محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا قال: أخبرنا حمد بن أحمد أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا الغطريفي قال: حدثنا إسحاق بن ديمهر قال: حدثنا قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد بشر بن المنذر قال: كنت إذا رأيت كأنه ليس فيه روح لو نفخته الريح لوقع ، قد اسود متدرعا بعباءة . إبراهيم بن أدهم
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بإسناده ، عن شقيق بن إبراهيم يقول: قلت لإبراهيم بن أدهم: تركت خراسان ، قال: ما تهنيت بالعيش إلا في بلاد الشام أفر بديني من شاهق إلى شاهق ، ومن جبل إلى جبل ، فمن يراني يقول: موسوس ، ومن يراني يقول: حمال .
عن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أحمد بن داود يقول: مر يزيد بإبراهيم بن أدهم وهو ينظر كرما ، فقال: ناولني من هذا العنب ، فقال: ما أذن لي صاحبه ، فقلت: السوط ، وجعل يقنع رأسه فطأطأ إبراهيم رأسه ، وقال: اضرب رأسا طالما عصى الله . قال: فأعجز الرجل عنه .
أخبرنا محمد قال: أخبرنا حمد قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو الحسين بن محمد بن محمد الجرجاني قال: حدثنا الحسن بن علي الطوسي قال:
حدثنا قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي محبوب بن موسى قال: أخبرني علي بن بكار قال: كنا جلوسا بالمصيصة وفينا فقدم رجل من إبراهيم بن أدهم ، خراسان فقال: أيكم فقال القوم: هذا . قال: إن إخوتك بعثوني إليك ، فلما سمع بذكر إخوته قام فأخذ بيده فنحاه ، فقال: ما جاء بك؟ فقال: أنا مملوك معي فرس وبغلة وعشرة آلاف درهم ، بعث بها إليك إخوتك ، قال: إن كنت صادقا فأنت حر ، وما معك لك ، اذهب فلا تخبر أحدا . فذهب . إبراهيم بن أدهم ،
عن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا علي الجرجاني يحدث قال: صلى أبا [ ص: 242 ] سليمان الداراني خمس عشرة صلاة بوضوء واحد . إبراهيم بن أدهم
قال مؤلف الكتاب رحمه الله: اقتصرت ها هنا على ما ذكرت من أخباره ، لأني قد جمعت أخباره في مجلد فكرهت الإعادة في التواليف .
توفي إبراهيم بالجزيرة ، وحمل إلى صور فدفن هناك .
860 - ، الحسن بن أبي جعفر أبو سعيد الجعفري واسم جعفر: عجلان .
أسند عن أبي الزبير ، وغيرهما . وثابت البناني ،
أخبرنا قال: أخبرنا ابن ناصر قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: حدثنا أبو نعيم الأصفهاني عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس قال:
حدثنا قال: حدثنا سلمة بن شبيب إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا قال: القواريري
حدثني أبو عمران التمار قال: غدوت يوما قبل الفجر إلى مسجد الجفري ، فإذا باب المسجد مغلق ، وإذا حسن جالس يدعو ، وإذا ضجة في المسجد وجماعة يؤمنون على دعائه فقام فأذن وفتح باب المسجد ، فدخلت ، فلم أر في المسجد أحدا ، فلما أصبح وتفرق عنه الناس ، قلت له: يا أبا سعيد ، إني والله رأيت عجبا ، قال: وما رأيت؟ فأخبرته بالذي رأيت وسمعت ، قال: أولئك جن من أهل نصيبين يجيئون فيشهدون معي ختم القرآن كل ليلة جمعة .
861 - زمعة بن صالح المكي .
روى عن سلمة بن وهرام ، وابن طاووس . وروى عنه: وكيع .
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبد الجبار قال:
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الدقاق قال: أخبرنا أبو الحسين بن صفوان قال: أخبرنا أبو بكر القرشي قال: حدثني المفضل بن غسان ، عن قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل القاسم بن راشد الشيباني قال: كان زمعة نازلا عندنا ، وكان له أهل وبنات ، وكان يقوم فيصلي ليلا طويلا ، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته: [ ص: 243 ]
أيها الركب المعرسون ، أكل هذا الليل ترقدون ، ألا تقومون ، فترحلون . فيسمع من هاهنا باك ، ومن هاهنا داع ، ومن هاهنا قارئ ، ومن هاهنا متوضئ . فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى .
862 - . سليمان الخواص
كان من المتعبدين الفطناء أخبرنا أبو بكر العامري قال: أخبرنا عبد الغفار بن محمد الشيروي قال: حدثنا قال: حدثنا ابن باكويه محمد بن علي بن سعيد الأموي قال: حدثنا محمد بن سهل الكرماني قال: حدثنا يوسف بن موسى المروزي قال: حدثنا محمد بن سلام قال:
سمعت يزيد بن سعيد يقول: دخل سعيد بن عبد العزيز على سليمان الخواص فقال له:
أراك في ظلمة ، قال: ظلمة القبر أشد من هذا . قال: أراك وحدك . قال: إن للصاحب على الصاحب حقا فخفت أن لا أقوم بحق صاحبي ، قال: فأخرج سعيد صرة فيها شيء ، فقال له: تنفق هذا ، وأنا أحلها لك بين يدي الله تعالى ، إنه حلال . قال: لا حاجة لي فيها ، فقال له: رحمك الله ما ترى ما الناس فيه دعوة . قال: فصرخ سليمان صرخة ، ثم قال: ما لك يا سعيد ، فتنتني بالدنيا وتفتني بالدين ، ما لي وللدعاء من أنا ، فخرج سعيد ، فأخبر بما كان فقال الأوزاعي ، دعوا الأوزاعي: سليمان ، لو كان سليمان من الصحابة كان مثلا .
863 - ، شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام العتكي مولاهم ، واسطي الأصل بصري الدار .
ولد بواسط سنة ثلاث ومائتين ، ونشأ بها ، وانتقل إلى البصرة ، ورأى الحسن ، وسمع وابن سيرين ، قتادة ، ويونس بن عبيد ، وأيوب السجستاني ، وخالدا الحذاء ، وعبد الملك بن عمير ، وأبا إسحاق السبيعي ، وطلحة بن مصرف ، ومنصور بن المعتمر ، وغيرهم . والأعمش
وقد روى عنه: أيوب ، والأعمش ، وابن عيينة ، وابن المهدي ، وكان أكبر من بعشر سنين ، وكان عالما حافظا للحديث صدوقا زاهدا متعبدا ، عارفا بالشعر . [ ص: 244 ] سفيان الثوري
قال لم نر أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي: شعبة .
أخبرنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن القاسم الضبعي قال:
أخبرنا أبو عمرو الخفاف قال: حدثنا الدوري قال: حدثنا قرار أبو نوح قال: رأى علي قميصا فقال: بكم أخذت هذا؟ قلت: بثمانية دراهم . قال: ويحك ، أما تتقي الله تلبس قميصا بثمانية دراهم ؟ ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم ، وتصدقت بأربعة . شعبة
قال الضبعي: وحدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري قال: حدثنا أبي قال:
سمعت محمد بن معاوية إلى جنبه يقول: خرج وسليمان بن حرب يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه وما كان عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا ، فقال الليث بن سعد خرج سليمان بن حرب: يوما فقوموا حماره وسرجه ولجامه بثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما . شعبة
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الأزهري قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا [أبو عبد الله بن مغلس] قال: حدثنا عمرو بن علي الفلاس قال: سمعت أبا بحر البكراوي يقول: ما رأيت أعبد لله من لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه ليس بينهما لحم . شعبة ،
قال مؤلف الكتاب : كان متشاغلا بالعلم ، لا يكسب شيئا من الدنيا ، وكان له إخوة يقومون بأموره ، فاشترى أحد إخوته طعاما من السلطان فخسر فيه ، فقدم شعبة على شعبة في ذلك فعابه بالدخول عليهم المهدي سفيان الثوري ، فقال هو لم يحبس أخوه . شعبة:
أخبرنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز أبو بكر بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن علي بن مخلد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أخبرنا محمد بن يحيى [ ص: 245 ] الصولي قال: حدثنا قال: حدثنا المبرد العباس بن الفرج الرياشي قال: حدثنا أبو عاصم قال: اشترى أخ من طعام السلطان فخسر هو وشركاؤه ، فحبس على ستة آلاف دينار تخصه ، فخرج لشعبة إلى شعبة ليكلمه فيه فلما دخل عليه قال له: يا أمير المؤمنين أنشدني المهدي قتادة وسماك بن حرب لأمية بن أبي الصلت:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء كريم لا يغيره صباح
عن الخلق الكريم ولا مساء فأرضك أرض مكرمة بنتها
بنو تيم وأنت لهم سماء
أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: وهب المهدي ثلاثين ألف درهم فقسمها ، وأقطعه ألف جريب لشعبة بالبصرة ، فقدم البصرة فلم يجد شيئا يطيب له فتركها ولم يرجع .
توفي شعبة بالبصرة في هذه السنة وهو ابن سبع وسبعين سنة .
864 - عبد الله بن صفوان الجمحي .
والي المدينة . توفي فولي مكانه زفر بن عاصم .
865 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي .
سمع القاسم بن عبد الرحمن ، وسلمة بن كهيل وعاصم بن بهدلة وغيرهم .
روى عنه: الثوري ، وشعبة ، وابن عتبة ، ووكيع وغيرهم . [ ص: 246 ] ويزيد بن هارون
قال سئل الأثرم: عن أبو عبد الله أحمد بن حنبل أبي عمير وعبد الرحمن المسعودي: أيهما أحب إليك؟ قال: كلاهما ثقة ، المسعودي عبد الرحمن أكثرهما حديثا ، قيل: له إخوة؟ قال: نعم . قيل له: هما من ولد أو من ولد عبد الله بن مسعود عتبة؟ فقال: هما من ولد عبيد الله بن عتبة بن مسعود ، وابن عتبة بن عبد الله بن مسعود ، فقال: ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود .
قال: وقال رجل للمسعودي: إنك من ولد عتبة بن مسعود فغضب ، وقال: أنا من ولد وقد اتفقوا على أن عبد الله بن مسعود . عبد الرحمن ثقة ، وإنما ذكروا أنه اختلط في آخر عمره .
توفي سنة ستين ، وقيل: سنة خمس وستين ، والأول أصح . [ ص: 247 ]