866 - زند - بالنون - بن الجون ، أبو دلامة الشاعر .
[قال المؤلف] : ومن قال: زيد [فقد] صحف ، وكان كوفيا أسود ، مولى لبني أسد ، وكان أبوه عبدا لرجل منهم يقال له: قصاقص فأعتقه ، أدرك آخر بني أمية - أعني أبا دلامة - لكن لم يكن له نباهة في أيامهم ونبغ في أيام بني العباس ، فانقطع إلى السفاح والمنصور والمهدي ، وكانوا يقدمونه ويفضلونه ويستطيبون نوادره ، ومدح وذكر قتل المنصور ، أبا مسلم فقال فيها:
أبا مسلم خوفتني القتل فانتحى عليك بما خوفتني الأسد الورد [ ص: 252 ] أبا مسلم ما غير الله نعمة
على عبده حتى يغيرها العبد
وقد قيل إنه بقي إلى خلافة ولا يثبت . وكان مطبوعا كثير النوادر . الرشيد
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد قال: سمعت يقول: لما ماتت ثعلبا حمادة بنت عيسى امرأة وقف المنصور ، والناس معه على حفرتها ينتظرون مجيء الجنازة المنصور وأبو دلامة ، فأقبل عليه فقال: يا المنصور أبا دلامة ما أعددت لهذا المصرع؟ قال: حمادة بنت عيسى يا أمير المؤمنين ، فأضحك القوم .
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا قال: حدثنا ابن دريد ابن أخي الأصمعي قال: سمعت يقول: أمر الأصمعي المنصور أبا دلامة بالخروج نحو عبد الله بن علي فقال له نشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تحضرني شيئا من عساكرك ، فإني شهدت تسعة عساكر انهزمت كلها ، وأخاف أن يكون عسكرك العاشر . أبو دلامة:
فضحك منه وأعفاه .
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن علي بن مخلد قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عمران قال: حدثنا تمام بن المنتصر قال: حدثنا قال: أخبرني أبو العيناء العتابي قال: دخل على أبو دلامة فطلب كلبا فأعطاه ، ثم قائده فأعطاه ، ثم دابة ، ثم جارية تطبخ الصيد ، فأعطاه قال: من يعولها ، أقطعني ضيعة أعيش فيها وعيالي . قال: قد أقطعك أمير المؤمنين مائة جريب من العامر ، ومائة من الغامر قال: وما الغامر؟ قال: الخراب الذي لا ينبت ، قال المهدي قد أقطعك أمير المؤمنين خمسمائة جريب من الغامر أرض أبو دلامة: بني أسد ، قال: فهل بقيت لك من حاجة ، قال: نعم . قال: تأذن لي أن أقبل يدك ، قال: ما إلى ذلك سبيل . [ ص: 253 ]
قال: والله ما رددتني عن حاجة أهون علي فقدا منها .
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الحاجي وحدثنا عنه محمد بن ناصر قال:
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن سليمان الواسطي قال: أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الواحد النحوي قال: حدثنا عن ثعلب ، محمد بن سلام قال: لقي بعض الحروب فقال روح بن حاتم لأبي دلامة - وقد دعاه رجل منهم إلى البراز - تقدم إليه ، قال: لست بصاحب قتال ، قال:
لتفعلن ، قال: إني جائع فأطعمني ، فدفع إليه خبزا ولحما ، وتقدم فهم به الرجل فقال له اصبر يا هذا أي محارب تراني؟ ثم قال: أتعرفني؟ قال: لا ، قال: فهل أعرفك؟ أبو دلامة:
قال: لا ، قال: فما في الدنيا أحمق منا ودعاه للغداء فتغديا جميعا وافترقا ، فسأل روح عما فعل ، فحدث فضحك ، ودعا به ، وسأله عن القصة فقال:
إني أعوذ بروح أن تقدمني إلى القتال فيخزي بي بني أسد
إن المهلب حب الموت ورثكم ولا ورثت لحب الموت من أحد
من أهل الكوفة ، ولد في خلافة وسمع خلقا كثيرا وكان من كبار أئمة المسلمين ، لا يختلف في إمامته وأمانته وحفظه وعلمه وزهده . سليمان بن عبد الملك
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: حدثنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا سهل بن علي الدوري قال: حدثني الحسين بن علي بن يزيد الصدائي قال: حدثنا البراء بن رستم قال: سمعت يقول: ما رأيت أفضل من يونس بن عبيد فقال له: يا سفيان الثوري ، أبا عبد الله رأيت سعيد بن جبير ، وإبراهيم ، وعطاء ، ومجاهدا وتقول هذا؟ قال: هو ما أقول ، ما رأيت أفضل من . [ ص: 254 ] سفيان الثوري
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان قال: حدثنا عبد الباقي بن قانع قال: حدثنا قال: حدثنا بشر بن موسى عمرو بن علي قال: سمعت يقول: ما عاشرت في الناس رجلا أرق من عبد الرحمن بن مهدي وكنت أرمقه في الليلة بعد الليلة ينهض مرعوبا ينادي: النار النار ، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات . سفيان الثوري ،
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد قال: أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: حدثنا صالح بن أحمد العجلي قال: حدثني أبي قال:
دخل سفيان على فقال السلام عليكم ، كيف أنتم . ثم جلس فقال: حج المهدي [رضي الله عنه] فأنفق في حجته ستة عشر دينارا ، وأنت حججت ، فأنفقت في حجتك بيوت الأموال قال: فأي شيء تريد ، أكون مثلك؟ قال: فوق ما أنا فيه ودون ما أنت فيه . فقال وزيره عمر بن الخطاب أبو عبيد الله: يا أبا عبد الله ، قد كانت كتبك تأتينا فننفذها .
قال: من هذا؟ قال: أبو عبيد الله وزيري . قال: احذره ، فإنه كذاب ، أنا كتبت إليك . ثم قام فقال له : إلى أين يا المهدي أبا عبد الله؟ قال: أعود ، وكان قد ترك نعله حين قام ، فعاد فأخذها ثم مضى ، فانتظره فلم يعد ، قال: وعدنا أن يعود فلم يعد ، قيل: المهدي
إنه عاد لأخذ نعله فغضب . وقال: قد آمن الناس إلا سفيان الثوري ، ويونس بن فروة الزنديق ، فإنه لبطلب وإنه لفي المسجد الحرام ، فذهب فألقى نفسه بين النساء فجللنه ، قيل له: لم فعلت؟ قال: إنهن أرحم ثم خرج إلى البصرة ، فلم يزل بها حتى مات . فلما احتضر قال: ما أشد الغربة انظروا إلي هاهنا أحدا من أهل بلادي؟ فنظروا فإذا أفضل رجلين من أهل الكوفة عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر ، والحسن بن عياش أخو أبي بكر ، فأوصى إلى الحسن في تركته ، وأوصى إلى عبد الرحمن بالصلاة عليه .
توفي بالبصرة في هذه السنة .
قال مؤلف الكتاب وقد أوردت أخبار في كتاب كبير ، فلهذا اقتصرت هاهنا على هذا المقدار . [ ص: 255 ] سفيان الثوري
868 - المؤمل بن أميل المحاربي الشاعر .
مدح وله أشعار . المهدي
أخبرنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز أبو بكر بن ثابت قال: قرأت على الجوهري ، عن قال: أخبرني أبي عبد الله المرزباني محمد بن العباس قال: ذكر المؤمل بين يدي فقال: كانوا يقولون المبرد ، المؤمل البارد . فقال أبو العباس في شعره ذلك [ولكنه] شاعر ، قال: أنشدني له عبد الصمد بن المعدل:
لا تغضبن على قوم تحبهم فليس ينجيك من أحبابك الغضب
ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا إن القضاة إذا ما خوصموا غلبوا
يا جائرين علينا في حكومتهم والجور أعظم ما يؤتى ويرتكب
لسنا إلى غيركم منكم نفر إذا جرتم ولكن إليكم منكم الهرب
شفى المؤمل يوم الحيرة النظر ليت المؤمل لم يخلق له بصر
869 - نصر بن مالك صاحب الشرطة .
توفي من فالج أصابه ، ودفن في مقابر بني هاشم ، وصلى عليه ، وولي الشرطة بعده المهدي حمزة بن مالك . [ ص: 256 ]