[ذكر حزقيل بن بوزي]   
وهو الذي يقال له: ابن العجوز ، ويقال: إن ابن العجوز أشمويل ،  والله أعلم . 
قال  ابن إسحاق:  هو حزقيل بن بوذي ،  وإنما قيل له: ابن العجوز؛ لأنها سألت الله عز وجل الولد بعدما كبرت وعقمت فوهبه الله لها ، فلذلك قيل: ابن العجوز ، وهو الذي دعى للقوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت   [2: 243] .  [ ص: 381 ] 
قال  وهب بن منبه:  أصاب ناسا من بني إسرائيل بلاء وشدة من الزمان فشكوا ما أصابهم ، وقالوا: يا ليتنا متنا فاسترحنا مما نحن فيه ، فأوحى الله تعالى إلى حزقيل:  إن قومك صاحوا من البلاء وزعموا أنهم ودوا لو ماتوا فاستراحوا ، وأي راحة لهم في الموت ، أيظنون أني لا أقدر أن أبعثهم بعد الموت ، فانطلق إلى جبانة كذا وكذا فإن فيها أربعة آلاف -قال وهب:  وهم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت   [2: 243]- فقم فيهم فنادهم ، وكانت عظامهم قد تفرقت ، فرقتها الطير والسباع ، فناداها حزقيل ،  فقال: يا أيتها العظام ، إن الله يأمرك أن تجتمعي ، فاجتمع عظام كل إنسان منهم ، ثم نادى ثانية فقال: أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي اللحم ، فاكتست اللحم ، وبعد اللحم جلدا ، فكانت أجسادا ، ثم نادى الثالثة: أيتها الأرواح إن الله يأمرك أن تعودي في أجسادك ، فقاموا بإذن الله وكبروا تكبيرة واحدة . 
وقال  السدي  عن أشياخه: كانت قرية يقال لها داوردان  وقع بها الطاعون ، فهرب عامة أهلها ، فهلك من بقي في القرية ، وسلم الآخرون ، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين ، فقال الذين سلموا: أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا ، لو صنعنا كما صنعوا بقينا! ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم . 
فوقع في قابل فخرجوا وهم بضعة وستون ألفا حتى نزلوا ذلك المكان ، وهو واد أفيح ، فناداهم ملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه: موتوا ، فماتوا . 
فمر بهم نبي يقال له هزقيل ،  فوقف عليهم وجعل يفكر فيهم ، فأوحى الله إليه: أتريد أن أريك كيف أحييهم؟ قال: نعم ، فقيل له: ناد ، فنادى: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي ، فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام ، ثم أوحى إليه أن ناد: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحما ودما ، ثم قيل له: ناد ، فنادى يا أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومي ، فقاموا . 
 [ ص: 382 ] 
قال مجاهد: قالوا حين أحيوا: سبحانك ربنا وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، فرجعوا إلى قومهم أحياء ، سحنة الموت على وجوههم ، لا يلبسون ثوبا إلا عاد دسما مثل الكفن ، حتى ماتوا لآجالهم التي كتبت لهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					