ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1411 - إسحاق بن إبراهيم بن [مخلد بن إبراهيم ، أبو ] يعقوب الحنظلي ، المعروف بابن راهويه .
ولد سنة إحدى وستين ومائة ، وقيل سنة ست وستين ومائة .
وولد مثقوب الأذنين فقال له الفضل بن موسى الشيباني : يكون هذا رأسا في الخير أو في الشر .
وقال له : لم قيل لك عبد الله بن طاهر ؟ فقال : ولد أبي في الطريق فقيل ابن راهويه راهويه .
رحل إسحاق في طلب العلم إلى العراق ، والحجاز ، واليمن ، والشام ، وسمع من ، جرير بن عبد الحميد ، وإسماعيل بن علية ، وسفيان بن عيينة ووكيع [بن الجراح ] ، وأبا معاوية ، ، وعبد الرزاق ، والنضر بن شميل ، وعيسى بن يونس ، وغيرهم . وأبا بكر بن عياش
روى عنه : ، البخاري ، وخلق كثير . واجتمع له الحديث والفقه ، والحفظ والصدق ، والورع والزهد . ومسلم
وكان يقول : لا أعلم أحمد بن حنبل لإسحاق بالعراق نظيرا وقال مرة : لم نر مثله . [ ص: 260 ]
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال : أخبرنا قال : ] أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت ابن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن نعيم قال : أخبرنا محمد بن صالح بن هانئ قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول :
أحفظ سبعين ألف حديث كأنها نصب عيني .
أخبرنا قال : أخبرنا [أبو منصور ] القزاز قال : أخبرنا [أحمد بن علي ] الخطيب محمد بن علي بن مخلد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال : حدثنا أحمد بن كامل قال : قال عبد الله بن طاهر لإسحاق بن راهويه : قيل لي إنك تحفظ مائة ألف حديث ؟ قال : مائة ألف حديث ما أدري ما هو ، ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته ، ولا حفظت شيئا قط فنسيته .
توفي [إسحاق ] بن راهويه ليلة الخميس للنصف من شعبان هذه السنة بنيسابور .
قال : توفي وهو ابن سبع وسبعين سنة . البخاري
1412 - بشر بن الوليد بن خالد ، أبو الوليد الكندي .
سمع ، مالك بن أنس وصالحا المري ، ، وشريك بن عبد الله وأبا يوسف ، ومنه أخذ الفقه .
روى عنه جماعة منهم : البغوي ، وكان عالما دينا فقيها ثقة ، جميل [ ص: 261 ] المذهب ، حسن الطريقة ، وولي القضاء بعسكر المهدي من جانب بغداد الشرقي لما عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي ، وذلك سنة ثمان ومائتين ، وأقام على ولايته سنتين ، وعزل وولي قضاء مدينة المنصور في سنة عشر ، فلم يزل يتولاه إلى أن صرف عنه في سنة ثلاث عشرة ومائتين .
أخبرنا قال : أخبرنا [أبو منصور ] القزاز قال : أخبرنا أبو بكر [أحمد بن علي بن ثابت ] الحافظ علي بن المحسن وقال : أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال : لما عزل المأمون إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقضى على مدينة المنصور بشر بن الوليد الكندي ، وكان عالما دينا خشنا في باب الحكم ، واسع الفقه ، وهو صاحب أبي يوسف وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعها .
قال طلحة : وحدثني عبد الباقي بن قانع عن بعض شيوخه : أن شكى يحيى بن أكثم إلى بشر بن الوليد وقال : إنه لا ينفذ قضائي ، وكان المأمون يحيى قد غلب على حتى كان أكثر من ولده ، فأقعده المأمون معه على سريره ، ودعا المأمون فقال له : ما بشر بن الوليد ليحيى يشكوك ويقول إنك لا تنفذ أحكامه ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده ، ولا في جواره ، فصاح به وقال : اخرج فخرج المأمون [بشر ] فقال يحيى يا أمير المؤمنين ، قد سمعت فاصرفه ، فقال : ويحك ، هذا لم يراقبني ، فكيف أصرفه ؟ ولم يفعل .
قال المصنف : كان بشر مع ميله إلى أصحاب الرأي لا يعين على ، وسعى به رجل إلى أحمد بن حنبل فقال : إنه لا يقول القرآن مخلوق ، فحبسه في بيته [ ص: 262 ] ونهاه أن يفتي ، فلما ولي المعتصم أطلقه ، وأمره أن يفتي ويحدث وأشكل عليه أمر القرآن ، فقال بالوقف ، فذمه أصحاب الحديث وتركوه . وتغير بالكبر حتى قالوا : قد خرف . المتوكل
وتوفي في هذه السنة عن سبع وتسعين سنة ، ودفن في مقبرة باب الشام .
1413 - الربيع بن ثعلب ، أبو الفضل المروزي .
ولد بمرو ، وسكن بغداد ، وحدث بها عن الفرج بن فضالة .
روى عنه البغوي ، وكان رجلا صالحا من خيار المسلمين ، صدوقا .
توفي في شوال هذه السنة ببغداد .
1414 - محمد بن بكار بن الريان ، أبو عبد الله الرصافي ، مولى بني هاشم .
سمع الفرج بن فضالة وخلقا كثيرا .
روى عنه : ، الصاغاني وأحمد بن أبي خيثمة ، وإبراهيم بن هاشم البغوي وغيرهم . ووثقه يحيى ، ، وقال صالح جزرة : هو صدوق يحدث عن الضعفاء . والدارقطني
توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة .
1415 - محمد بن الحسين [البرجلاني ] أبو جعفر ، ويعرف بابن أبي شيخ البرجلاني .
نسب إلى محلة البرجلانية ، وهو صاحب كتب الزهد والرقائق .
سمع الحسين بن علي الجعفي ، ، وخلقا كثيرا . [ ص: 263 ] وزيد بن الحباب
روى عنه فأكثر ، ابن أبي الدنيا وأبو العباس بن مسروق وغيرهما .
وسأل رجل عن شيء من حديث الزهد فقال : عليك أحمد بن حنبل بمحمد بن الحسين البرجلاني وقال : مات في هذه السنة . ابن أبي الدنيا
1416 - محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان ، أبو عبد الله البراثي .
[كان من أهل الدين والفضل ، وكان ذا مال وثروة .
روى عن هشيم ، ، وكان وسفيان بن عيينة يأنس إليه في أموره . بشر بن الحارث
أخبرنا القزاز قال : أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرني قال : أبو القاسم الأزهري
حدثنا محمد بن العباس قال : حدثنا . قال : سمعت أبو محمد الزهري يقول : ما لك ؟ يقع على أحد شيء من السماء ؟ ولكن كان إبراهيم الحربي لبشر صديق . قال : كان أبو محمد الزهري أبو عبد الله البراثي ] صديقا لبشر . وكان يجهز إلى الثغر ، وكان موسرا ذا مال ، قال : فكان يومئ إلى أن إبراهيم الحربي بشرا كان يأنس بأبي عبد الله البراثي ويقبل منه الصلة .
1417 - يحيى بن عمار ، أبو زكريا الحر .
سمع ، إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد . كتب عنه ، أحمد بن حنبل ، وقال : هو ثقة . ويحيى بن معين
توفي في هذه السنة .
1418 - أبو عبيدة البسري .
وبسر قرية فوق دمشق . [ ص: 264 ]
أخبرنا أبو بكر العامري قال : أخبرنا أبو سعد بن أبي صادق قال : أخبرنا قال : حدثنا ابن باكويه عبد الواحد بن بكر الورثاني قال : سمعت محمد بن داود الدينوري يقول : سمعت أبا بكر بن معمر يقول : سمعت ابن أبي عبيدة البسري يحدث عن أبيه : أنه غزا سنة من السنين ، فخرج في السرية فمات المهر الذي كان تحته وهو في السرية ، فقال : أي رب ! أعرنا إياه حتى نرجع إلى بسرى - يعني قريته - فإذا المهر قائم ، فلما غزا ورجع إلى بسرى قال : يا بني خذ السرج عن المهر . قال : قلت : يا أبة إنه عرق ، فقال : يا بني ، هو عارية ، فحين أخذت السرج وقع المهر ميتا .