ثم دخلت سنة إحدى وخمسين ومائتين  
فمن الحوادث فيها: 
أنه وثب بغا الصغير  ووصيف  على باغر التركي  فقتلاه ، فشغبت الأتراك عند مقتله ، وذلك لخمس خلون من المحرم ، وهموا بقتل بغا  ووصيف ،  فانحدر  المستعين  إلى بغداد  لأجل الشغب ، واختلف جند بغداد  وجند سامراء ،  وبايع أهل سامراء  المعتز ،  وأقام أهل بغداد  على الوفاء ببيعة  المستعين ،  ثم صار الجند إلى  المستعين ،  فرموا أنفسهم بين يديه وسألوه الصفح عنهم ، فقال لهم: أنتم أهل بغي وبطر وفساد ، واستقلال للنعم ألم ترفعوا إلي في أولادكم فألحقتهم بكم وهم نحو من ألفي غلام ، وفي بناتكم فأمرت بتصييرهن في عدد المتزوجات وهن نحو من أربعة آلاف امرأة ، وأدررت عليكم الأرزاق حتى سبكت لكم آنية الذهب والفضة؟! قالوا: أخطأنا ، ونحن نسأل العفو . قال: قد عفوت عنكم ،  فقال أحدهم: إن كنت قد صفحت فاركب معنا إلى سامراء  فقال: اذهبوا أنتم وأنا أنظر في أمري ، فانصرفوا وأجمعوا على إخراج المعتز ،  والبيعة له ، وكان المعتز  والمؤيد  في حبس في الجوسق ، فخلعوا  المستعين ،  وأخرجوا المعتز  فبايعوه بالخلافة . 
 [ ص: 43 ] 
				
						
						
