فمن الحوادث فيها:
القرمطي صاحب هجر ] [ وفاة
أنه ورد الخبر في صفر إلى الكوفة بوفاة أبي يعقوب يوسف بن الحسن الجنابي [ القرمطي ] صاحب هجر ، فأغلقت أسواق الكوفة ثلاثة أيام .
وفي ربيع الأول: زلزلت بغداد ،
وفي ربيع الآخر: عبر عز الدولة إلى الجانب الغربي على جسر عقدة ، ودخل إلى قطربل ، وتفرق عنه ديلمته ، ودخل أوائل أصحاب عضد الدولة ، ثم نزل عضد الدولة بالخيم في الشفيعي ، وخرج الطائع متلقيا له ، وضربت القباب المزينة ، ودخل البلد ، ثم عضد الدولة ومعه الطائع ، ليقاتل عز الدولة بختيار ، فلما أراد الخروج دخل عليه خرج أبو علي الفارسي ، فقال له: ما رأيك في صحبتنا ؟ فقال: أنا من رجال الدعاء لا اللقاء ، فخار الله للملك في عزيمته وأنجح قصده في نهضته ، وجعل العافية زاده والظفر تجاهه ، والملائكة أنصاره ، ثم إنه أنشأ يقول:
ودعته حيث لا تودعه نفس ولكنها تسير معه ثم تولى وفي الفؤاد له
ضيق محل وفي الدموع سعه
قالوا له إذ سار جانبه فبدلوه البعد بالقرب
والله ما شطت نوى ظاعن سار من العين إلى القلب
وكتب له عهدا ، وقرئ العهد بحضرته ، ولم تجر العادة بذلك ، وإنما كانت العهود تدفع إلى الولاة بحضرة الخلفاء ، فإذا أخذه الرجل منهم قال له: هذا عهدي إليك ، فاعمل [ به ] وحمله على فرس بمركب ذهب ، وقاد بين يديه آخر بمركب مثله ، فخرج وجلس في الطيار إلى داره ، وجلس من الغد بالخلع والتاج على السرير للهناء ، وتقدم بإخراج عشرين ألف درهم في الصدقات ، ففرقت على سائر الملل ، وبعث إليه الطائع هدايا كثيرة طريفة ، فبعث هو خمسمائة جمل ، وحمل خمسين ألف ألف دينار ، وألف ألف درهم ، وخمسمائة ثوب أنواعا وثلاثين صينية فضة فيها العنبر والمسك والنوافح .
وفي شهر رمضان: وردت المدود العظيمة بسامراء فقلعت سكر السهلية ، وتناهت زيادة دجلة حتى انتهت إلى إحدى وعشرين ذراعا ، وانفجر بالزاهر من الجانب [ ص: 254 ] الشرقي بثق غرق الدور والشوارع ، وانفجر بثق من الخندق غرق مقابر باب التبن ، وقطيعة أم جعفر ، وخرج سكان الدور الشارعة على دجلة منها ، وغار الماء من آبارها وبلاليعها ، وأنقم الناس نفوسهم خوفا من غرق البلد كله ، ثم نقص الماء .
وفي يوم الأحد سابع ذي القعدة كانت بسيراف زلزلة هدمت المنازل ، وأتت على ما فيها من الأموال ، وهلك بها أكثر من مائتي إنسان .