2778 - إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان [ أبو يعقوب ] النسوي .
روى عن جده الحسن بن سفيان ، ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، وكان ثقة أمينا الدارقطني ، توفي بطريق وانتقى عليه خراسان مرجعه من الحج .
2779 - أحمد بن جعفر ، أبو الحسن الخلال .
، توفي في رمضان هذه السنة . كان ثقة مستورا ، حسن الحال
2780 - [ فناخسرو بن الحسن بن ] بويه بفتح الواو ابن فناخسرو بن تمام بن كوهي بن شيرزيل ، أبو شجاع الملقب عضد الدولة .
كذا ذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا ، ونسبه إلى سابور بن أردشير ، وكان أبوه [ ص: 291 ] يكنى أبا علي ، ويلقب ركن الدولة ، وهو شاهنشاه ، وكان دخوله إلى أول من خوطب في الإسلام بالملك بغداد في ربيع الأول سنة سبع وستين وثلاثمائة ، وخرج الطائع إليه متلقيا له ولم يتلق سواه ، ودخل إلى الطائع ، فطوقه وسوره وشافهه بالولاية ، وأمر أن يخطب له على المنابر ببغداد ، ولم تجر بذلك عادة لغير الخليفة ، وأذن له في ضرب الطبل على بابه في أوقات الصلوات الثلاث .
ودخل بغداد وقد استولى الخراب عليها وعلى سوادها بانفجار بثوقها ، وقطع المفسدين طرقاتها ، فبعث العسكر إلى بني شيبان ، وكانوا يقطعون الطريق ، فأوقع بهم ، وأسر منهم ثماني مائة رجل وسد بثق السهلية ، وبثق اليهودي ، وأمر الأغنياء بعمارة مسناتهم ، وأن يغرسوا في كل خراب لا صاحب له ، وغرس هو الزاهر ، وهو دار أبي علي بن مقلة ، وكانت قد صارت تلا ، وغرس التاجي عند قطربل ، وحوطه على ألف وسبعمائة جريب ، وأمر بحفر الأنهار التي دثرت ، وعمل عليها أرحاء الماء .
وحول من البادية قوما فأسكنهم بين فارس وكرمان ، فزرعوا ، وعمروا البرية ، وكان ينقل إلى بلاده ما لا يوجد بها من الأصناف ، فمنها: نقله إلى كرمان : حب النيل ، وبلغ في الحماية أقصى حد ، وأخر الخراج إلى النوروز العضدي ، ورفع الجباية عن الحاج ، وأقام لهم السواني في الطريق ، وحفر المصانع والآبار ، وأطلق الصلات لأهل الحرمين ، ورد رسومهم القديمة ، وأدار السور على مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
[ وكسا المساجد ] فأدر أرزاق المؤذنين والقراء ، وربما تصدق بثلاثين ألفا ، وصدق مرة بثلاثين بدرة ، وعمل الجسر ، وبنى القنطرتين [ ص: 292 ] العتيقة والجديدة على الصراة ، فتمت الجديدة بعد وفاته ، وكان بجكم قد عمل مارستان فشرع فيه ، فلم يتم ، فعمله عضد الدولة وجلب إليه ما يصلح لكل فن ، وعمل بين يديه سوقا للبزازين ، ووقف عليه وقوفا كثيرة ، وعمل له أرحاء بالزبيدية من نهر عيسى ، ووقفها عليه .
وكان يبحث عن أشراف الملوك ، وينقب عن سرائرهم ، وكانت أخبار الدنيا عنده [ حتى ] لو تكلم إنسان بمصر رقي إليه ، حتى إن رجلا بمصر ذكره بكلمة فاحتال حتى جاء به ، ووبخه عليها ثم رده فكان الناس يحترزون في كلامهم وأفعالهم من نسائهم وغلمانهم ، وكانت له حيل [ عجيبة ] في التوصل إلى كشف المشكلات ، وقد ذكرت منها جملة في كتاب "الأذكياء" فكرهت الإعادة .
وكانت هيمنته عظيمة ، فلو لطم إنسان إنسانا قابله أشد مقابلة ، فانكف الناس عن التظالم ، وكان غزير العقل شديد التيقظ ، كثير الفضل ، بعيد الهمة محبا للفضائل ، مجتنبا للرذائل ، وكان يباكر دخول الحمام ، فإذا خرج صلى الفجر ، ودخل إليه خواصه ، فإذا ترحل النهار سأل عن الأخبار الواردة ، فإن تأخرت عن وقتها قامت عليه القيامة ، وسأل عن سبب التعويق ، فإن كان من غير عذر أنزل البلاء عليهم ، حتى إن [ ص: 293 ] بعضهم يعوق بمقدار ما تغدى ، فيضرب .
وكانت الأخبار تصل من شيراز إلى بغداد في سبعة أيام ، وتحمل معهم الفواكه الطرية ، ثم يتغدى والطبيب قائم ، وهو يسأله عن منافع الأطعمة ومضارها ، ثم ينام ، فإذا انتبه صلى الظهر ، وخرج إلى مجلس الندماء والراحة ، و [ سماع ] الغناء ، وكذلك إلى أن يمضي من الليل صدر ، ثم يأوي إلى فراشه .
فإذا كان يوم موكب برز للأولياء ، فلقيهم ببشر معه هيبة ، وكان يقتل ويهلك ظنا منه أن ذلك سياسة ، فيخرج بذلك الفعل عن مقتضى الشريعة ، حتى إن جارية شغلت قلبه بميله إليها عن تدبير المملكة ، فأمر بتغريقها ، وأخذ غلام بطيخا من رجل غصبا ، فضربه بسيف فقطعه نصفين .
وكان يحب العلم والعلماء ، ويجري الرسوم للفقهاء والأدباء والقراء ، فرغب الناس في العلم ، وكان هو يتشاغل بالعلم ، فوجد له في تذكرة "إذا فرغنا من حل إقليدس كله تصدقت بعشرين ألف درهم ، وإذا فرغنا من كتاب أبي علي النحوي تصدقت بخمسين ألف درهم ، وكل ابن يولد لنا كما نحب أتصدق بعشرة آلاف درهم ، فإن كان من فلانة فبخمسين ألف درهم ، وكل بنت فبخمسة آلاف ، فإن كان منها فبثلاثين ألفا ، وكان يحب الشعر ، فمدح كثيرا ، وكان يؤثر مجالسة الأدباء على منادمة الأمراء ، وقال شعرا كثيرا نظرت في جميعه؛ فمن شعره:
يا طيب رائحة من نفحة الخيري إذا تمزق جلباب الدياجير كأنما رش بالماورد أو عبقت
فيه دواخين ند عند تبخير كأن أوراقه في القد أجنحة
صفر وحمر وبيض من زنابير
ليس شرب الكأس إلا في المطر وغناء من جوار في السحر
[ ص: 294 ] غانيات سالبات للنهى ناغمات في تضاعيف الوتر
راقصات زاهرات نجل رافلات في أفانين الحبر
مطربات محسنات مجن رافضات الهم إبان الفكر
مبرزات الكأس من مخزنها مسقيات الخمر من فاق البشر
عضد الدولة وابن ركنها مالك الأملاك غلاب القدر
سهل الله له بغيته في ملوك الأرض ما دار القمر
وأراه الخير في أولاده ليساس الملك منه بالغرر
وأهدى إليه أبو إسحاق الصابئ إسترلابا في يوم مهرجان ، وكتب معه:
أهدى إليك بنو الأملاك واختلفوا في مهرجان جديد أنت مبليه
لكن عبدك إبراهيم حين رأى علو قدرك عن شيء تدانيه
لم يرض بالأرض مهداة إليك فقد أهدى لك الفلك الأعلى بما فيه
قتلت صناديد الرجال فلم أدع عدوا ولم أمهل على ظنة خلقا
وأخليت دور الملك من كل نازل فشردتهم غربا وبددتهم شرقا
فلما بلغت النجم عزا ورفعة وصارت رقاب الخلق أجمع لي رقا
رماني الردى سهما فأخمد جمرتي فها أنا ذا في حفرتي عاطلا ملقى
فأذهبت دنياي وديني سفاهة فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى
فلما توفي بلغ خبره إلى مجلس بعض العلماء ، وفيه جماعة من أكابر أهل العلم ، فتذاكروا الكلمات التي قالها الحكماء عند موت الإسكندر وقد رويت لنا من طرق مختلفة الألفاظ ، ونحن نذكر أحسنها ، وذلك الإسكندر لما مات قام عند تابوته جماعة من الحكماء : أن
فقال أحدهم: سلك الإسكندر طريق من فني ، وفي موته عبرة لمن بقي .
وقال الثاني: خلف الإسكندر ماله لغيره ، ونحكم فيه بغير حكمه .
وقال الثالث: أصبح الإسكندر مشتغلا بما عاين ، وهو بالأعمال يوم الجزاء أشغل .
وقال الرابع: كنت مثلي حديثا ، وأنا مثلك وشيكا .
وقال الخامس: إن هذا الشخص كان لكم واعظا ، ولم يعظكم قط بأفضل من مصرعه .
وقال السادس: كان [ ص: 296 ] الإسكندر كحلم نائم انقضى ، أو كظل غمام انجلى .
وقال السابع: لئن كنت أمس لا يأمنك أحد؛ لقد أصبحت اليوم وما يخالفك أحد .
وقال الثامن: هذه الدنيا الطويلة العريضة طويت في ذراعين .
وقال التاسع: أجاهلا كنت بالموت فنعذرك ، أم عالما به فنلومك ؟ ! .
وقال العاشر: كفى للعامة أسوة بموت الملوك ، وكفى للملوك عظة بموت العامة .
وقال بعض من حضر ذلك المجلس الذي أشيع فيه بموت عضد الدولة ، وتذكرت فيه هذه الكلمات: فلو قلتم أنتم مثلها لكان ذلك يؤثر عنكم .
فقال أحدهم: لقد وزن هذا الشخص الدنيا بغير مثقالها وأعطاها فوق قيمتها ، وحسبك أنه طلب الربح فيها فخسر روحه فيها .
وقال الثاني: من استيقظ للدنيا فهذا نومه ، ومن حلم فيها فهذا انتباهه .
وقال الثالث: ما رأيت غافلا في غفلته ، ولا عاقلا في عقله مثله ، لقد كان ينقض جانبا ، وهو يظن أنه مبرم ، ويغرم [ وهو ] يظن أنه غانم .
وقال الرابع: من جد للدنيا هزلت به ، ومن هزل راغبا عنها جدت له .
وقال الخامس: ترك هذا الدنيا شاغرة ، ورحل عنها بلا زاد ولا راحلة .
وقال السادس: إن ماء أطفأ هذه النار لعظيم ، وإن ريحا زعزعت هذا الركن لعصوف .
وقال السابع: إنما سلبك من قدر عليك .
وقال الثامن: لو كان معتبرا في حياته لما صار عبرة في مماته .
وقال التاسع: الصاعد في درجاتها إلى سفال ، والنازل في درجاتها إلى معال .
وقال العاشر: كيف غفلت عن [ كيد ] هذا الأمر حتى نفذ فيك ، وهلا اتخذت دونه جنة تقيك ؟ ! إن فيك [ ص: 297 ] لعبرة للمعتبرين ، وإنك لآية للمستبصرين .
2781 - محمد بن إسحاق بن هبة الله بن إبراهيم بن المهتدي بالله ، أبو أحمد الهاشمي .
حدث عن الحسين بن يحيى بن عياش القطان ، روى عنه ، وتوفي ليلة الجمعة لأربع بقين من شوال هذه السنة . عبد العزيز الأزجي
2782 - محمد بن أحمد بن تميم ، أبو نصر السرخسي .
قدم بغداد ، وحدث بها عن محمد بن إدريس الشامي ، وأحمد بن إسحاق السرخسي ، ، وغيره ، وكان ثقة ابن رزقويه . وروى عنه
2783 - محمد [ بن جعفر ] بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن وهب ، أبو بكر الحريري المعدل ، ويعرف: بزوج الحرة .
سمع ابن جرير الطبري ، والبغوي ، وابن أبي داود ، والعباس بن يوسف الشكلي ، روى عنه ، ابن رزقويه والبرقاني وابن شاذان ، : هو بغدادي جليل ، أحد العدول الثقات البرقاني . قال
حدثنا القزاز ، أخبرنا الخطيب ، أخبرنا علي بن المحسن القاضي قال: حدثني أبي قال: حدثني الأمير أبو الفضل جعفر [ بن ] المكتفي بالله قال: كانت بنت بدر [ ص: 298 ] مولى المعتضد زوجة أمير المؤمنين ، فأقامت عنده سنين ، وكان لها مكرما ، وعليها مفضلا الإفضال العظيم ، فتأثلت حالها ، وانضاف ذلك إلى عظيم نعمتها الموروثة . المقتدر بالله
وقتل ، فأفلتت من النكبة ، وسلم لها جميع أموالها ، وذخائرها ، حتى لم يذهب لها شيء ، وخرجت عن الدار ، وكان يدخل إلى مطبخها حدث يحمل [ فيه ] على رأسه شيء يعرف المقتدر بمحمد بن جعفر ، وكان حركا فيقف على القهرمانة بخدمته ، فنقلوه إلى أن صار وكيل المطبخ ، وبلغها خبره ورأته ، فردت إليه الوكالة في غير المطبخ ، وترقى أمره حتى صار ينظر في ضياعها وعقارها ، وغلب عليها حتى صارت تكلمه من وراء ستر ، وخلف باب ، ، فلم يجسر على ذلك ، فجسرته وبذلت [ له ] مالا حتى تم لها ذلك ، وقد كانت حاله تأثلت بها ، وأعطته لما أرادت ذلك منه أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة؛ لئلا يمنعها أولياؤها منه لفقره ، وأنه ليس بكفؤ ، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوجوها منه ، واعترض الأولياء ، فغالبتهم بالحكم والدراهم ، فتم له ذلك ولها ، فأقام معها سنين ، ثم ماتت ، فحصل له من مالها نحو ثلاثمائة ألف دينار ، فهو يتقلب إلى الآن فيها . وزاد اختصاصه بها حتى علق بقلبها ، فاستدعته إلى تزويجها
قال أبي: قد رأيت أنا هذا الرجل وهو شيخ عاقل شاهد مقبول ، توصل بالمال إلى أن قبله أبو السائب القاضي ، حتى أقر في يده وقوف الحرة ووصيتها؛ لأنها وصت إليه في مالها ووقوفها ، وهو إلى الآن لا يعرف إلا بزوج الحرة ، وإنما سميت الحرة؛ لأجل تزويج بها ، وكذا عادة الخلفاء لأجل غلبة المماليك عليهم إذا كانت لهم زوجة قيل لها: الحرة . المقتدر
قال ابن ثابت : قال لنا أبو علي بن شاذان : كان محمد بن جعفر زوج الحرة جارنا ، وسمعت منه مجالس من أماليه ، وكان يحضره في مجلس الحديث القاضي الجراحي ، وأبو الحسين بن الظفر ، والدارقطني وغيرهم من الشيوخ ، [ ص: 299 ] وتوفي ليلة الجمعة ، ودفن يوم الجمعة لأربع خلون من صفر هذه السنة ، ودفن بالقرب من قبر ، وابن حيويه ، ، وحضرت مع أبي الصلاة عليه . معروف الكرخي
2784 - منصور بن أحمد بن هارون الفقيه ، أبو صادق .
سمع من جماعة ، ولم يحدث قط ، وكان من الزهاد الهاربين من الرئاسات ، وقال الزهديات ، وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة ، وهو ابن خمس وستين سنة .