[ ص: 317 ] ثم دخلت سنة ست وسبعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
. أنه كثر الموت [ في المحرم ] بالحميات الحادة ، فهلك من الناس [ خلق ] كثير
وفي ليلة الثلاثاء لتسع خلون من ربيع الأول ، وهي ليلة اليوم العشرين من تموز: وافى مطر كثير مفرط ببرق .
وفي رجب: زاد السعر ، فبيعت الكارة الدقيق الخشكار بنيف وتسعين درهما .
وفي هذا الشهر: ورد الخبر بزلزلة كانت بالموصل ، هدمت كثيرا من المنازل ، وأهلكت خلقا كثيرا من الناس .
وكان الأمر قد صلح بين صمصام الدولة وأخيه شرف الدولة ، وجلس الطائع في صفر ، وبعث الخلع إلى شرف الدولة ، ثم إن العسكر مال إلى شرف الدولة وتركوا صمصام الدولة ، فانحدر صمصام الدولة إلى شرف الدولة راضيا بما يعامله به ، فلما وصل إليه قبل الأرض بين يديه ثلاث دفعات ، ثم قبل يده فقال له شرف الدولة : كيف [ ص: 318 ] أنت ، وكيف كانت حالك في طريقك ؟ ما عملت إلا بالصواب في ورودك ، تمض وتغير ثيابك وتتودع من تعبك ، فحمل إلى خيمة وخركاه قد ضربا له بغير سرادق ، فجلس واجما نادما .
شرف الدولة من الديلم تسعة عشر ألفا ، وكان الأتراك ثلاثة آلاف غلام ، فاستطال واجتمع عسكر الديلم فخاصمهم الأتراك ، فكانت بينهم وقعة ، فانهزم الديلم ، وقتل منهم ثلاثة آلاف في رمضان ، فأخذ الديلم يذكرون صمصام الدولة ، فقيل لشرف الدولة : أقتله فما تأمنهم ، وقدم شرف الدولة بغداد فركب الطائع إليه يهنئه بالسلامة ، ثم خفي خبر صمصام الدولة ، وذلك أنه حمل إلى القلعة ، ثم نفذ بفراش ليكحله ، فوصل الفراش ، وقد توفي شرف الدولة ، فكحله ، فالعجب إمضاء أمر ملك قد مات .
وفي ذي الحجة: قبل قاضي القضاة أبو محمد [ بن معروف ] شهادة أبي الحسن الدارقطني وأبي محمد بن عقبة ، وذكر أن ابن أبي الفوارس ندم على شهادته ، وقال: كان يقبل قولي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بانفرادي ، فصار ولا يقبل قولي على بقلي إلا مع آخر . الدارقطني
ومنع شرف الدولة من المصادرة ، ورد على الناس أملاكهم .