ومن ذلك: : حديث العجوزتين
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ قال: أخبرنا قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو علي عيسى بن محمد الطوماري قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء قال: أخبرنا عبد المنعم [ ص: 168 ] ابن إدريس ، عن أبيه قال: ذكر قال: قال وهب بن منبه : قال النبي صلى الله عليه وسلم: أبو هريرة " كل الأعاجيب كانت في بني إسرائيل ، حدثوا عنهم ولا حرج ، فلو حدثتكم حديث العجوزتين لعجبتم ، قالوا: حدثنا يا رسول الله . قال: كان في بني إسرائيل رجل له امرأة يحبها ومعه أم عجوز كبيرة امرأة صدق ، ومع امرأته أم لها عجوز كبيرة امرأة سوء ، وكانت تغري ابنتها بأم زوجها ، وكان زوجها يسمع منها وكان يحبها ، فقالت لزوجها: لا أرضى عنك أبدا ، حتى تخرج عني أمك وكلتا العجوزتين ، قد ذهب بصرهما ، فلم تدعه حتى خرج بأمه فوضعها في فلاة من الأرض ، ليس معها طعام ولا شراب ليأكلها السباع ، ثم انصرف عنها .
فلما أمست غشيتها السباع ، فجاءها ملك من الملائكة ، فقال لها: ما هذه الأصوات التي أسمع حولك قالت: خير ، هذه أصوات بقر وإبل وغنم ، قال: خيرا فليكن ، ثم انصرف عنها وتركها ، فلما أصبحت أصبح الوادي ممتلئا إبلا وبقرا وغنما ، فقال ابنها: لو جئت أمي فنظرت ما فعلت ، فجاء فإذا الوادي ممتلئ إبلا وغنما وبقرا ، قال: أي أماه ما هذا . قالت: أي بني هذا رزق الله وعطاؤه إذ عققتني وأطعت امرأتك في ، فاحتمل أمه وساق معها ما أعطاها الله تعالى من الإبل والبقر والغنم .
فلما رجع بها إلى امرأته وبمالها قالت له امرأته والله لا أرضى عنك أو تذهب بأمي فتضعها حيث وضعت أمك فيصيبها مثل ما أصاب أمك ، فانطلق بالعجوز فوضعها حيث وضع أمه ، ثم انصرف عنها ، فلما أمست غشيها السباع وجاءها الملك الذي أرسله الله إلى العجوز قبلها ، فقال: أيتها العجوز ما هذه الأصوات التي أسمع حولك ؟ قالت: شر ، والله وعر ، هذه أصوات سباع تريد أن تأكلني ، قال: شر فليكن ، ثم انصرف عنها فأتاها سبع فأكلها .
فلما أصبح قالت له امرأته: اذهب فانظر ما فعلت أمي ، فذهب لينظر فلم يجد منها إلا فضل ما ترك السبع ، فرجع إلى امرأته ، فأخبرها ، فحزنت على أمها حزنا شديدا ، وحمل عظامها في كساء حتى وضعها بين يدي ابنتها فماتت كمدا .