بني إسرائيل : تائب من
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ قال: أخبرنا محفوظ بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا قال: حدثنا المعافى بن زكريا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القاضي قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال: حدثنا ، عن إسماعيل بن عياش صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد الحضرمي ، عن : أن رجلا من كعب الأحبار بني إسرائيل أتى فاحشة ، فدخل نهرا يغتسل [ فيه ] فناداه الماء يا فلان ألم تستحي ألم تتب من هذا الذنب ، وقلت: إنك لا تعود فيه فخرج من الماء فزعا وهو يقول: لا أعصي الله عز وجل .
فأتى جبلا فيه اثنا عشر رجلا يعبدون الله تعالى فلم يزل معهم حتى قحط موضعهم ، فنزلوا يطلبون الكلأ ، فمروا على ذلك النهر ، فقال لهم الرجل: أما أنا فلست بذاهب معكم ، قالوا: لم ؟ قال: لأن ثم من قد اطلع مني على خطيئة فأنا أستحي منه أن يراني ، فتركوه ، ومضوا فناداهم النهر ، يا أيها العباد ، ما فعل صاحبكم ، قالوا: زعم [ لنا ] أن هاهنا من [ قد ] اطلع منه على خطيئة فهو يستحي منه أن يراه ، قال: يا سبحان الله ، إن بعضكم يغضب على ولده أو على بعض قراباته ، فإذا تاب ورجع إلى ما يحب أحبه ، وإن صاحبكم قد تاب ورجع إلى ما أحب ، فأنا أحبه .
فأتوه فأخبروه وعبدوا الله على شاطئ [ النهر ] فأخبروه ، فجاء معهم ، فأقاموا يعبدون الله زمانا ، ثم إن صاحب الفاحشة توفي ، فناداهم النهر: يا أيها العباد ، غسلوه من مائي ، وادفنوه على شاطئي حتى يبعث يوم القيامة من قربي ، ففعلوا ذلك به ، وقالوا: نبيت ليلتنا هذه على قبره لنبكي فإذا [ ص: 177 ] أصبحنا سرنا ، فباتوا على قبره يبكون .
فلما جاء وجه السحر غشيهم النعاس ، فأصبحوا وقد أثبت الله عز وجل على قبره اثنتي عشرة سروة ، وكان أول سرو أنبته الله عز وجل على وجه الأرض ، فقالوا: فما أنبت الله هذا الشجر في هذا المكان ، إلا وقد أحب عبادتنا فيه ، فأقاموا يعبدون الله على قبره ، كلما مات فيهم رجل دفنوه إلى جانبه ، حتى ماتوا بأجمعهم .
قال كعب : فكانت بنو إسرائيل يحجون إلى قبورهم رحمة الله عليهم .