ومن الحوادث أيضا في سنة ثمان من مولده صلى الله عليه وسلم : كسرى أنوشروان ، وولاية ابنه هرمز: [ ص: 289 ] موت
فإنه مات في سنة ثمان من مولد نبينا صلى الله عليه وسلم ، وولي ابنه هرمز فكان يحسن إلى الضعفاء ، ويؤثر العدل ، فكان إذا سافر نادى مناديه في الجند: أن تحاموا مواضع الحرث . فكانوا يضبطون دوابهم عن الفساد فيها ، حتى إن ابنه أبرويز كان معه في سفر قعا مركوبه فوقع في حرث ، فأفسد ، فأمر هرمز أن يجدع أذنيه ، ويبتر ذنبه ، ويغرم ابنه ما أفسد الفرس . ففعلوا ذلك .
ومر بعض أصحابه بكرم فأخذ عناقيد حصرم ، فاستغاث صاحب الكرم ، فخاف عقوبة هرمز ، فدفع إليه منطقة محلاة [ذهبا] ليسكت [عنه] ، ورأى قبوله ذلك منة عليه .
وكان هرمز يميل على أهل الشرف والبيوتات ، فقتل منهم ثلاثة عشر ألفا وستمائة رجل وقصر بالأساورة ، وأسقط كثيرا من العظماء [فتغيروا عليه] وكان قد عزل يزن عن اليمن ، واستعمل مكانه المرزوان ، فخالفه أهل جبل يقال له الصانع ، فامتنعوا من حمل الخراج إليه ، فأقبل نحوهم ، فإذا جبل لا يطمع في دخوله إلا من باب واحد ، يمنع ذلك الباب رجل واحد يصعد جبل يحاذيه ، وبين رأس الجبلين قريب إلا أنه لا يطمع فيه ، فضرب فرسه فوثب المضيق ، فإذا هو على رأس الحصن ، فقالوا: هذا شيطان فقتل وسبى .