ومن الحوادث في سنة ست من النبوة
[فمن ذلك:] حمزة وعمر : إسلام
وقيل إن ذلك في سنة خمس .
وأما سبب إسلام حمزة : فروى : أن ابن إسحاق أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس عند الصفا ، فآذاه وشتمه ونال [ ص: 385 ] منه بعض ما يكره ، فلم يكلمه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ، وكانت مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك ، ثم انصرف فعمد إلى نادي قريش عند الكعبة [فجلس معهم] ، فلم يلبث أن أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له ، وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف حمزة بن عبد المطلب بالكعبة ، وكان أعز قريش وأشدها شكيمة ، فلما مر بالمولاة قالت له: يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام وجده هاهنا جالسا فسبه وآذاه وبلغ منه ، فلم يكلمه محمد ، فاحتمل حمزة الغضب ، فخرج سريعا ، فدخل المسجد ، فرأى أبا جهل جالسا في القوم فضربه بالقوس ضربة شجه بها شجة منكرة وقال له: أتشتمه وأنا على دينه ، أقول ما يقول؟ فرد ذلك علي إن استطعت . وتم حمزة على إسلامه ، فعرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز ، وأن عمه حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه .
وأما سبب إسلام عمر : ففيه ثلاثة أقوال ، سنذكرها في باب خلافة رضي الله عنه عمر