ومن الحوادث في سنة سبع من النبوة وقعة بعاث:
وكانت بين الأوس والخزرج .
أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي البزاز قال: أنبأنا أبو إسحاق البرمكي قال: أخبرنا قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيويه أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الهثيم قال:
حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن قال: قال زيد بن ثابت:
كانت وقعة بعاث [ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، قد تنبأ ، ودعا إلى الإسلام ، ثم هاجر [ ص: 386 ] بعدها بست سنين إلى المدينة ، وكان حضير أبو أسيد بن حضير رئيس الأوس يوم بعاث ، وقد قيل إنها كانت] قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين .
أخبرنا قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثني أبي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل يعقوب بن إبراهيم قال: أخبرنا أبي ، عن إسحاق قال: حدثني حسين بن عبد الرحمن عن قال: محمود بن لبيد أبو الجليس أنس بن نافع ومعه فتية من بني عبد الأشهل منهم: إياس معاذ يلتمس الحلف من قريش على قومهم من الخزرج ، فسمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: "هل لكم إلى خير مما جئتم له" ؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: "أنا رسول الله ، بعثني الله إلى العباد ، أدعوهم أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئا ، وأنزل علي كتاب كريم" ثم ذكر الإسلام ، وتلا عليهم القرآن . فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا: أي قوم ، هذا والله خير مما جئتم له ، فأخذ أبو الجليس حفنة من البطحاء ، فضرب بها وجه إياس بن معاذ ، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانصرفوا إلى المدينة . وكانت لما قدم فلم يلبث وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ، إياس بن معاذ أن هلك .
قال فأخبرني من حضره من قومي عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ، ويحمده ، ويسبحه حتى مات ، وما كانوا يشكون أنه قد مات مسلما . لقد كان يستشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم . محمود بن لبيد: