ذكر مقتل أبي جهل 
أخبرنا عبد الأول ،  قال: أخبرنا  الداودي ،  قال: أخبرنا ابن أعين ،  قال: أخبرنا  [ ص: 115 ]  الفربري ،  قال: حدثنا  البخاري ،  قال: أخبرنا  مسدد ،  قال: حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشون ،  عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ،  عن أبيه ، عن جده عبد الرحمن ،  أنه قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر ، فنظرت عن يميني وعن شمالي ، فإذا أنا بغلامين من الأنصار . حديثة أسنانهما ، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما ، فغمزني أحدهما ، فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم ، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: بلغني أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي نفسي بيده لئن رأيته لم يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا ، قال: فغمزني الآخر ، فقال لي مثلها ، فتعجبت لذلك ثم لم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس ، فقلت [لهما]: ألا تريان هذا صاحبكما الذي تسألان عنه فابتدراه فاستقبلهما فضرباه حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه ، فقال: "أيكما قتله؟" فقال كل واحد منهما: أنا قتلته ، قال: "مسحتما سيفيكما؟" قالا: لا ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في السيفين ، فقال: "كلاكما قتله ، وقضى بسلبه لمعاذ [بن عمرو] بن الجموح .  [ ص: 116 ] 
وهما معاذ بن عمرو ، ومعاذ بن عفراء . 
[قال مؤلف الكتاب]: أخرجاه في الصحيحين . 
وفي رواية  ابن مسعود   (: أن  [معاذ] بن عفراء  ضرب أبا جهل  هو وأخوه عوف بن الحارث ،  حتى أثبتاه ، فعطف عليهما فقتلهما ، ثم وقع صريعا فوقف عليه معوذ . 
وفي رواية ، عن معاذ بن عمرو بن الجموح ،  قال: ضربت أبا جهل [بن هشام]  ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه ، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى ، وضربني ابنه عكرمة  على عاتقي ، فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي فقاتلت عليه يومي ، وإني لأسحبها خلفي ، فلما أذتني جعلت عليها رجلي ثم تمطيت بها حتى طرحتها . وعاش معاذ  إلى زمان عثمان   . قال: ثم مر بأبي جهل   - وهو عقير - معوذ بن عفراء ،  فضربه حتى أثبته وتركه وبه رمق ، وقاتل معوذ  حتى قتل ، فمر به  عبد الله بن مسعود ،  فوضع رجله على عينيه ، فقال: لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعبا ، فقال: لمن الدائرة؟ فقال: لله ولرسوله ، ثم اجتز رأسه ، فأتى به رسول الله صلي الله عليه وسلم . 
أخبرنا  ابن الحصين ،  قال: أخبرنا  ابن المذهب ،  قال: أخبرنا أحمد بن جعفر ،   [ ص: 117 ] قال: أخبرنا  عبد الله بن أحمد ،  قال: حدثني أبي ، قال: أخبرنا  وكيع ،  قال: حدثنا  إسرائيل ،  عن أبي إسحاق ،  عن أبي عبيدة   [قال]: قال عبد الله .  انتهيت إلى أبي جهل  يوم بدر ،  وقد ضربت رجله ، وهو صريع ، وهو يذب الناس عنه بسيف له ، فقلت: الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله ، فقال: هل هو إلا رجل قتله قومه؟ [قال]: فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل ، فأصبت يده ، فندر سيفه ، فأخذته فضربته به ، حتى قتلته ، قال: ثم خرجت حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأنما أقل من الأرض ، فأخبرته ، فقال: "الحمد لله الذي لا إله غيره " فرددها ثلاثا قال: قلت الله الذي لا إله إلا هو ، [قال] فخرج يمشي معي حتى قام عليه ، فقال: "الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله ، هذا كان فرعون هذه الأمة"  . وقتل أبو جهل [لعنه الله] وهو ابن سبعين سنة .  
				
						
						
