[غزوة
أحد ]
ومن الحوادث في هذه السنة:
nindex.php?page=treesubj&link=30793غزاة أحد . وكانت يوم السبت لسبع خلون من شوال ، وكان سببها أنه لما رجع من حضر
بدرا من المشركين إلى
مكة وجدوا العير التي قدم بها
أبو سفيان موقوفة في دار الندوة ، فمشت أشراف قريش إلى أبي سفيان ، فقالوا:
[ ص: 162 ] نحن طيبوا الأنفس بأن تجهز بربح هذه العير جيشا إلى
محمد ، فقال
أبو سفيان: أنا أول من أجاب إلى ذلك ، وبنو عبد مناف معي ، فباعوها فصارت ذهبا ، وكانت ألف بعير ، وكان المال خمسين ألف دينار ، فسلم إلى أهل العير رءوس أموالهم ، وعزلت الأرباح ، وبعثوا الرسل إلى العرب يستنصرونهم ، وأجمعوا على إخراج الظعن معهم ليذكرنهم قتلى
بدر [فيحفظنهم] فيكون أجد لهم في القتال .
وكتب
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبرهم ، فخرجت قريش ومعهم
أبو عامر الراهب ، وكان عددهم ثلاثة آلاف فيهم سبعمائة دارع ، ومعهم مائتا فرس وثلاثة آلاف بعير ، وكانت الظعن خمس عشرة امرأة ، فساروا حتى نزلوا
ذا الحليفة فأقاموا يوم الأربعاء والخميس والجمعة ، وبات
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ، nindex.php?page=showalam&ids=228وسعد بن عبادة ، nindex.php?page=showalam&ids=168وأسيد بن حضير بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة من الناس ، وحرست
المدينة ، nindex.php?page=treesubj&link=30792ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه في درع حصينة ، وكأن سيفه ذا الفقار قد انفصم ، وكأن بقرا تذبح ، وكأنه مردف كبشا ، [فأولها] فقال: أما الدرع
فالمدينة ، والبقر قتل في أصحابي ، وانفصام سيفي مصيبة في نفسي ، والكبش كبش الكتيبة نقتله إن شاء الله ، وكان رأيه صلى الله عليه وسلم أن لا يخرج من
المدينة ، وكان ذلك رأي الأكابر من أصحابه ، وطلب فتيان أحداث لم يشهدوا بدرا أن يخرجوا حرصا على الشهادة فغلبوا على الأمر ، فصلى الجمعة ثم وعظهم وأمرهم بالجد والجهاد ، ثم صلى العصر ، ثم دخل بيته ومعه
أبو بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر فعمماه ولبساه وصف الناس له ، فخرج صلى الله عليه وسلم قد لبس لأمته وأظهر الدرع ، وحزم وسطها بمنطقة من أدم واعتم ، وتقلد السيف ، وألقى الترس في ظهره ، فندموا جميعا على ما صنعوا ، وقالوا: ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما بدا لك ، فقال صلى الله عليه وسلم:
لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه فامضوا على اسم الله ، فلكم النصر إن صبرتم .
[ ص: 163 ]
فعقد ثلاثة ألوية ، فدفع
nindex.php?page=treesubj&link=30794_30793لواء الأوس إلى nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير ، ولواء الخزرج إلى الحباب ، وقيل: إلى
nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة ، ولواء المهاجرين إلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقيل: إلى
nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير ، nindex.php?page=treesubj&link=31462واستخلف nindex.php?page=showalam&ids=100عبد الله بن أم مكتوم على المدينة ، ثم ركب صلى الله عليه وسلم فرسه ، وتقلد قوسه ، وأخذ قناة في يده ، وفي المسلمين مائة دارع ، وخرج السعدان أمامه:
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ، nindex.php?page=showalam&ids=228وسعد بن عبادة ، والناس على يمينه وشماله ، وعرض من عرض ، ورد من رد ، وكان فيمن رد:
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت ، وأسيد بن ظهير ، والبراء بن عازب ، وعرابة بن أوس ، وهو الذي قال فيه
الشماخ حيث يقول:
رأيت عرابة الأوسي يسمو إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لمجد
تلقاها عرابة باليمين
وأذن بلال المغرب ، فصلى بأصحابه واستعمل على الحرس تلك الليلة
محمد بن مسلمة في خمسين [رجلا] يطوفون بالعسكر . وبات بالشيخين اطمأن في طرق
المدينة ، وكان يهودي ويهودية أعميان يقومان عليهما فسميا بالشيخين لذلك ، وأدلج رسول الله صلى الله عليه وسلم في السحر ، فصلى بأصحابه الصبح وانخزل
ابن أبي في ثلاثمائة وكان رأيه أن لا يخرج من
المدينة فقال: عصاني وأطاع الولدان ، فبقي رسول الله في سبعمائة ، وأقبل يسوي الصفوف ، وجعل أحدا وراء ظهره واستقبل
المدينة ، وجعل
عينين - جبلا بقناة - عن يساره ، وجعل عليه خمسين من الرماة ، عليهم
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير ، واستعمل المشركون [على ميمنتهم]
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد ، وعلى الميسرة
nindex.php?page=showalam&ids=28عكرمة بن أبي جهل ، وعلى الخيل
nindex.php?page=showalam&ids=90صفوان بن أمية ، وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=13عمرو بن العاص ، وعلى الرماة
عبد الله بن [ ص: 164 ] أبي ربيعة ، وكانوا مائة رام ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب لبني عبد الدار يومئذ: إنكم أضعتم اللواء يوم
بدر ، فأصابنا ما رأيتم ، فادفعوا إلينا اللواء نكفيكم ، وإنما أراد تحريضهم على الثبات ، فغضبوا وأغلظوا له القول ، ودفعوا اللواء إلى
طلحة بن أبي طلحة ، وحضرت الملائكة ولم تقاتل ،
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا ، وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=262أبو دجانة: وما حقه؟ قال: أن تضرب به في العدو حتى ينحني ، قال: أنا . فأخذه وجعل يتبختر في الصفين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن" . وكان
nindex.php?page=treesubj&link=30794أول من أنشب الحرب أبو عامر الراهب ، طلع في خمسين من قومه ، فنادى: أنا أبو عامر ، فقال المسلمون: لا مرحبا بك ، فتراموا بالحجارة حتى ولى أبو عامر ، وجعل نساء المشركين يضربن بالدفوف والأكبار ، ويحرضن ويقلن:
نحن بنات طارق نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعانق أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق
فصاح
طلحة من يبارز ، فبرز إليه
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب فضربه على رأسه [حتى] فلق هامته - وهو كبش الكتيبة - فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمون ، ثم شدوا على المشركين ، وحمل لواءهم أخوه
عثمان بن أبي طلحة ، فضربه
حمزة بالسيف ، فقطع يده ، ثم حمله
أبو سعد بن أبي طلحة [فرماه
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص فقتله ، فحمله
مسافع بن طلحة ] فرماه
عاصم فقتله ، [ثم حمله
الحارث بن طلحة فرماه عاصم فقتله] ثم حمله
كلاب بن طلحة فقتله
الزبير ، ثم حمله
الجلاس بن طلحة فقتله
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله ، ثم حمله
أرطأة بن شرحبيل فقتله
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه ، ثم حمله
[ ص: 165 ] شريح بن فارط ، فقتله بعض المسلمين ، ثم حمله
صؤاب غلام لهم ، فقتله بعض المسلمين .
فلما قتل أصحاب اللواء انكشف المشركون منهزمين ونساؤهم يدعون بالويل ، وتبعهم المسلمون يضعون فيهم السلاح ، ووقعوا ينتهبون العسكر ويأخذون الغنائم .
فلما رأى الرماة ذلك أقبل جماعة منهم وخلوا الجبل ، فنظر
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد إلى خلاء الجبل وقلة أهله فكر بالخيل ، وتبعه
عكرمة فحملوا على من بقي من الرماة فقتلوهم ، وقتلوا أميرهم
nindex.php?page=showalam&ids=4700عبد الله بن جبير وانتقضت صفوف المسلمين ، ونادى إبليس: قتل محمد ، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصابة من الصحابة أربعة عشر فيهم
أبو بكر فأصيبت رباعيته وكلم في وجهه .
وفي الذي فعل به ذلك قولان: أحدهما أنه
عتبة بن أبي وقاص ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص : كنت حريصا على قتل
عتبة ، فكفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=653768اشتد غضب الله على من دمى وجه رسوله . الثاني: أنه
ابن قميئة فإنه علا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ، فضربه على شقه الأيمن فاتقاها
طلحة بيده فشلت يده .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
nindex.php?page=treesubj&link=31788_30798وابن قميئة هو الذي رمى وجه رسول الله بحجر ، فكسر أنفه ورباعيته وشجه في وجهه .
أخبرنا
أبو بكر بن عبد الباقي ، قال: أخبرنا
أبو محمد الجوهري ، قال: أخبرنا
عمرو بن حيويه ، قال: أخبرنا
ابن معروف ، قال: أخبرنا
ابن الفهم ، قال: حدثنا
محمد بن سعد ، قال: أخبرنا
محمد بن عمر ، قال: حدثني
الضحاك بن عثمان ، عن
ضمرة بن سعيد ، عن
أبي بشر المازني ، قال:
حضرت يوم أحد وأنا غلام فرأيت ابن قميئة علا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ، فرأيت [ ص: 166 ] رسول الله وقع على كتفيه في حفرة أمامه حتى توارى ، فجعلت أصيح وأنا غلام حين رأيت الناس ثابوا إليه ، فأنظر إلى nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله ، أخذ يحضنه حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخبرنا
أبو منصور عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، قال: أخبرنا
إبراهيم بن مخلد ، قال: أخبرنا
محمد بن إبراهيم الحكيمي ، قال: حدثنا
الفتح بن سخرف ، قال: سمعت
محمد بن خلف العسقلاني ، قال: سمعت
محمد بن يوسف الفريابي يقول:
لقد بلغني أن الذين كسروا رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يولد لهم صبي فثبت له رباعية .
قال علماء السير:
nindex.php?page=treesubj&link=30798_31480وترس nindex.php?page=showalam&ids=262أبو دجانة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، وكانت النبل تقع في ظهره وهو منحن عليه .
ومر
أنس بن النضر على
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة في رجال من المهاجرين والأنصار وهم جلوس ، فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: أقتل رسول الله ، قال: فما تصنعون بالحياة قوموا فموتوا على ما مات عليه ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل .
[قال المصنف رحمه الله] وكان أربعة نفر قد تحالفوا وتعاقدوا يوم
أحد : لئن رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلنه أو ليقتلن دونه
عمرو بن قميئة ، وأبي بن خلف ، وعبد الله بن شهاب ، وعتبة بن أبي وقاص .
وكان أبي قد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لأقتلنك ، فلما طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن صاح الشيطان: قتل محمد ، رآه أبي ، فقال: لا نجوت إن نجوت ، فقالت الصحابة: أيعطف عليه أحدنا ، فقال: دعوه ، فرماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحربة ، فكسرت ضلعا من أضلاعه .
أنبأنا
الحسين بن محمد بن عبد الوهاب ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12894أبو جعفر بن المسلمة ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15183أبو طاهر المخلص ، قال: حدثنا
أحمد بن سليمان بن داود الطوسي ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار ، قال:
[ ص: 167 ] قتل أمية بن خلف ببدر ، وكان أخوه أبي بن خلف قد أسر يومئذ ، فلما فدي ، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن عندي فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنا أقتلك عليه إن شاء الله ، فلما كان يوم
أحد وانحاز المسلمون إلى شعب
أحد بصر
أبي بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمل عليه فشد عليه
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام ، ومع
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير الحربة ، فأخذها منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15للزبير: دعه وشد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعنه بها ، فدق ترقوته ، وخر صريعا ، وأدركه المشركون ، فارتثوه وله خوار ، فجعلوا يقولون: ما بك بأس ، فيقول: أليس قد قال: أنا أقتلك ، فحملوه حتى مات
بمر الظهران على أميال من
مكة .
قال مؤلف الكتاب: وعلى هذا جميع أهل التاريخ أن الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبي بن خلف ، وأن
أمية بن خلف قتل يوم
بدر .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=938594أن nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ قال لأمية بن خلف : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه قاتلك ، فقال: والله ما يكذب محمد ، فلما سار الناس إلى بدر أراد أن لا يخرج ، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي فسر يوما أو يومين ، فسار حتى قتله الله ببدر . فيحتمل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أمية يوم
بدر ، وقتل
أبيا يوم
أحد ، ويحتمل أن يكون بمعنى قوله: "إنه قاتلك" أي بقتلك أصحابه . والله أعلم ، وقد ذكرنا كيف قتله الصحابة .
قال علماء السير:
nindex.php?page=treesubj&link=31709_30804كان اللواء مع nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير ، فقتل فأخذ اللواء ملك في صورته .
فأخبرنا
محمد بن أبي طاهر ، قال: أخبرنا
الجوهري ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13103ابن حيويه ، قال: أخبرنا
أحمد بن معروف ، قال: أخبرنا
الحسين بن الفهم ، قال: حدثنا
محمد بن سعد ، قال: أخبرنا
محمد بن عمر ، قال: حدثني
الزبير بن سعد النوفلي ، عن
عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، قال:
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير اللواء يوم أحد ، فقتل مصعب ، فأخذه ملك في صورة مصعب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له في آخر النهار: " [تقدم] يا [ ص: 168 ] مصعب" ، فالتفت إليه الملك ، فقال: لست بمصعب ، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ملك أيد به . قال علماء السير: قتل يومئذ
حمزة ، nindex.php?page=treesubj&link=31014_30797_30794وأصيبت عين nindex.php?page=showalam&ids=361قتادة بن النعمان ، فوقعت على وجنته ، فجاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها بيده ، فكانت أحسن عينيه .
قال مؤلف الكتاب: وكان ممن جرح فقاتل حميئة ، ومات وهو معدود من المنافقين .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12685ابن الحصين ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12886ابن المذهب ، قال: أخبرنا
ابن جعفر ، قال: أخبرنا
أبو إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب ، قال: جعل رسول الله على الرماة يوم
أحد - وكانوا خمسين رجلا -
nindex.php?page=showalam&ids=4700عبد الله بن جبير ، قال: ووضعهم موضعا وقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652812إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا ظهرنا على القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ، قال: فهزموهم ، قال: وأنا والله رأيت النساء يشتددن على الخيل وقد بدت أسواقهن وخلاخيلهن ، رافعات ثيابهن ، فقال أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=4700عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة ، ظهر أصحابكم فما تنظرون ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=4700عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا: إنا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة ، فلما أتوهم صرفت وجوههم ، فأقبلوا منهزمين ، فذلك قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153والرسول يدعوكم في أخراكم . فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا ، فأصابوا منا سبعين رجلا .
nindex.php?page=hadith&LINKID=698698وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة؛ سبعين أسيرا وسبعين قتيلا ، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ ثلاثا ، قال: فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه ، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا وقد كفيتموهم ، فما ملك عمر نفسه أن [ ص: 169 ] قال: كذبت والله يا عدو الله إن الذين عددتهم لأحياء كلهم ، وقد بقي لك ما يسؤك ، فقال: يوم أحد بيوم بدر والحرب سجال ، إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني ، ثم أخذ يرتجز ويقول: اعل هبل ، اعل هبل .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تجيبوه" ، فقالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجل" قال: لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تجيبوه" ، قالوا: يا رسول الله وما نقول؟ قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم" .
قال علماء السير:
nindex.php?page=treesubj&link=30806وقامت هند في نسوة معها يمثلن بالقتلى ، يجدعن الأنوف والآذان حتى اتخذت
هند من ذلك خدما وقلائد ، وبقرت عن كبد
حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها .
فلما أراد أبو سفيان أن ينصرف ، نادى: موعدكم بدر العام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: "قل نعم بيننا موعد" ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "اخرج في آثار القوم ، فإن اجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل ، فإنهم يريدون مكة وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة ، فوالذي نفسي بيده لئن أرادوها لأناجزنهم" .
قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه: فخرجت في آثار القوم ، فاجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل وتوجهوا إلى مكة .
[غَزْوَةُ
أُحُدٍ ]
وَمِنَ الْحَوَادِثِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ:
nindex.php?page=treesubj&link=30793غَزَاةُ أُحُدٍ . وَكَانَتْ يَوْمَ السَّبْتِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ ، وَكَانَ سَبَبُهَا أَنَّهُ لَمَّا رَجَعَ مَنْ حَضَرَ
بَدْرًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى
مَكَّةَ وَجَدُوا الْعِيرَ الَّتِي قَدِمَ بِهَا
أَبُو سُفْيَانَ مَوْقُوفَةً فِي دَارِ النَّدْوَةِ ، فَمَشَتْ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ ، فَقَالُوا:
[ ص: 162 ] نَحْنُ طَيَّبُوا الْأَنْفُسِ بِأَنْ تُجَهِّزَ بِرِبْحِ هَذِهِ الْعِيرِ جَيْشًا إِلَى
مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ
أَبُو سُفْيَانَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ أَجَابَ إِلَى ذَلِكَ ، وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مَعِي ، فَبَاعُوهَا فَصَارَتْ ذَهَبًا ، وَكَانَتْ أَلْفَ بَعِيرٍ ، وَكَانَ الْمَالُ خَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَسُلِّمَ إِلَى أَهْلِ الْعِيرِ رُءُوسُ أَمْوَالِهِمْ ، وَعُزِلَتِ الْأَرْبَاحُ ، وَبَعَثُوا الرُّسُلَ إِلَى الْعَرَبِ يَسْتَنْصِرُونَهُمْ ، وَأَجْمَعُوا عَلَى إِخْرَاجِ الظُّعُنِ مَعَهُمْ لِيُذَكِّرْنَهُمْ قَتْلَى
بَدْرٍ [فَيَحْفَظْنَهُمْ] فَيَكُونَ أَجَدَّ لَهُمْ فِي الْقِتَالِ .
وَكَتَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَبَرِهِمْ ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ وَمَعَهُمْ
أَبُو عَامِرٍ الرَّاهِبُ ، وَكَانَ عَدَدُهُمْ ثَلَاثَةَ آلَافٍ فِيهِمْ سَبْعُمِائَةِ دَارِعٍ ، وَمَعَهُمْ مِائَتَا فَرَسٍ وَثَلَاثَةُ آلَافِ بَعِيرٍ ، وَكَانَتِ الظُّعُنَ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً ، فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا
ذَا الْحُلَيْفَةِ فَأَقَامُوا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ وَالْجُمُعَةِ ، وَبَاتَ
nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=228وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=168وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ بِبَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِدَّةٍ مِنَ النَّاسِ ، وَحُرِسَتِ
الْمَدِينَةُ ، nindex.php?page=treesubj&link=30792وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ ، وَكَأَنَّ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ قَدِ انْفَصَمَ ، وَكَأَنَّ بَقَرًا تُذْبَحُ ، وَكَأَنَّهُ مُرْدِفُ كَبْشًا ، [فَأَوَّلَهَا] فَقَالَ: أَمَّا الدِّرْعُ
فَالْمَدِينَةُ ، وَالْبَقَرُ قَتْلٌ فِي أَصْحَابِي ، وَانْفِصَامُ سَيْفِي مُصِيبَةٌ فِي نَفْسِي ، وَالْكَبْشُ كَبْشُ الْكَتِيبَةِ نَقْتُلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَكَانَ رَأْيُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يَخْرُجَ مِنَ
الْمَدِينَةِ ، وَكَانَ ذَلِكَ رَأْيُ الْأَكَابِرِ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَطَلَبَ فِتْيَانٌ أَحْدَاثٌ لَمْ يَشْهَدُوا بَدْرًا أَنْ يَخْرُجُوا حِرْصًا عَلَى الشَّهَادَةِ فَغُلِبُوا عَلَى الْأَمْرِ ، فَصَلَّى الْجُمُعَةَ ثُمَّ وَعَظَهُمْ وَأَمَرَهُمْ بِالْجِدِّ وَالْجِهَادِ ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ وَمَعَهُ
أَبُو بَكْرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ فَعَمَّمَاهُ وَلَبَّسَاهُ وَصَفَّ النَّاسُ لَهُ ، فَخَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ لَبِسَ لَأْمَتَهُ وَأَظْهَرَ الدِّرْعَ ، وَحَزَمَ وَسَطَهَا بِمِنْطَقَةٍ مِنْ أَدَمٍ وَاعْتَمَّ ، وَتَقَلَّدَ السَّيْفَ ، وَأَلْقَى التُّرْسَ فِي ظَهْرِهِ ، فَنَدِمُوا جَمِيعًا عَلَى مَا صَنَعُوا ، وَقَالُوا: مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُخَالِفَكَ فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَعْدَائِهِ فَامْضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ ، فَلَكُمُ النَّصْرُ إِنْ صَبَرْتُمْ .
[ ص: 163 ]
فَعَقَدَ ثَلَاثَةَ أَلْوِيَةٍ ، فَدَفَعَ
nindex.php?page=treesubj&link=30794_30793لِوَاءَ الْأَوْسِ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=168أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ ، وَلِوَاءَ الْخَزْرَجِ إِلَى الْحُبَابِ ، وَقِيلَ: إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=228سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَلِوَاءَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَقِيلَ: إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=104مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ ، nindex.php?page=treesubj&link=31462وَاسْتَخْلَفَ nindex.php?page=showalam&ids=100عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ رَكِبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسَهُ ، وَتَقَلَّدَ قَوْسَهُ ، وَأَخَذَ قَنَاةً فِي يَدِهِ ، وَفِي الْمُسْلِمِينَ مِائَةُ دَارِعٍ ، وَخَرَجَ السَّعْدَانِ أَمَامَهُ:
nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=228وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَالنَّاسُ عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ، وَعَرَضَ مَنْ عَرَضَ ، وَرَدَّ مَنْ رَدَّ ، وَكَانَ فِيمَنْ رُدَّ:
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ ، nindex.php?page=showalam&ids=47وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَأُسَيْدُ بْنُ ظَهِيرٍ ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ، وَعَرَابَةُ بْنُ أَوْسٍ ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ
الشَّمَّاخُ حَيْثُ يَقُولُ:
رَأَيْتُ عَرَابَةَ الْأَوْسِيَّ يَسْمُو إِلَى الْخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ
تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِالْيَمِينِ
وَأَذَّنَ بِلَالٌ الْمَغْرِبَ ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْحَرَسِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ
مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فِي خَمْسِينَ [رَجُلًا] يَطُوفُونَ بِالْعَسْكَرِ . وَبَاتَ بِالشَّيْخَيْنِ اطْمَأَنَّ فِي طُرُقِ
الْمَدِينَةِ ، وَكَانَ يَهُودِيٌّ وَيَهُودِيَّةٌ أَعْمَيَانِ يَقُومَانِ عَلَيْهِمَا فَسُمِّيَا بِالشَّيْخَيْنِ لِذَلِكَ ، وَأَدْلَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّحَرِ ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ الصُّبْحَ وَانْخَزَلَ
ابْنُ أُبَيٍّ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَكَانَ رَأْيُهُ أَنْ لَا يَخْرُجَ مِنَ
الْمَدِينَةِ فَقَالَ: عَصَانِي وَأَطَاعَ الْوِلْدَانَ ، فَبَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ فِي سَبْعِمِائَةٍ ، وَأَقْبَلَ يُسَوِّي الصُّفُوفَ ، وَجَعَلَ أُحُدًا وَرَاءَ ظَهْرِهِ وَاسْتَقْبَلَ
الْمَدِينَةَ ، وَجَعَلَ
عَيْنَيْنِ - جَبَلًا بِقَنَاةٍ - عَنْ يَسَارِهِ ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ خَمْسِينَ مِنَ الرُّمَاةِ ، عَلَيْهِمُ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ ، وَاسْتَعْمَلَ الْمُشْرِكُونَ [عَلَى مَيْمَنَتِهِمْ]
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=28عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ ، وَعَلَى الْخَيْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=90صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ ، وَقِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، وَعَلَى الرُّمَاةِ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ [ ص: 164 ] أَبِي رَبِيعَةَ ، وَكَانُوا مِائَةَ رَامٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانُ بْنُ حَرْبٍ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ يَوْمَئِذٍ: إِنَّكُمْ أَضَعْتُمُ اللِّوَاءَ يَوْمَ
بَدْرٍ ، فَأَصَابَنَا مَا رَأَيْتُمْ ، فَادْفَعُوا إِلَيْنَا اللِّوَاءَ نَكْفِيكُمْ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ تَحْرِيضَهُمْ عَلَى الثَّبَاتِ ، فَغَضِبُوا وَأَغْلَظُوا لَهُ الْقَوْلَ ، وَدَفَعُوا اللِّوَاءَ إِلَى
طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، وَحَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ وَلَمْ تُقَاتِلْ ،
وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفًا ، وَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ ، قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=262أَبُو دُجَانَةَ: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: أَنْ تَضْرِبَ بِهِ فِي الْعَدُوِّ حَتَّى يَنْحَنِيَ ، قَالَ: أَنَا . فَأَخَذَهُ وَجَعَلَ يَتَبَخْتَرُ فِي الصَّفَّيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهَا لَمِشْيَةٌ يَبْغَضُهَا اللَّهُ إِلَّا فِي هَذَا الْمَوْطِنِ" . وَكَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=30794أَوَّلَ مَنْ أَنْشَبَ الْحَرْبَ أَبُو عَامِرٍ الرَّاهِبُ ، طَلَعَ فِي خَمْسِينَ مِنْ قَوْمِهِ ، فَنَادَى: أَنَا أَبُو عَامِرٍ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: لَا مَرْحَبًا بِكَ ، فَتَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى وَلَّى أَبُو عَامِرٍ ، وَجَعَلَ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ يَضْرِبْنَ بِالدُّفُوفِ وَالْأَكْبَارِ ، وَيُحَرِّضْنَ وَيَقُلْنَ:
نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقْ نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ
إِنْ تُقْبِلُوا نُعَانِقْ أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ
فَرَاقَ غَيْرِ وَامِقْ
فَصَاحَ
طَلْحَةُ مَنْ يُبَارِزُ ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَضَرَبَهُ عَلَى رَأْسِهِ [حَتَّى] فَلَقَ هَامَتَهُ - وَهُوَ كَبْشُ الْكَتِيبَةِ - فَسُرَّ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ ، ثُمَّ شَدُّوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، وَحَمَلَ لِوَاءَهُمْ أَخُوهُ
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، فَضَرَبَهُ
حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ ، فَقَطَعَ يَدَهُ ، ثُمَّ حَمَلَهُ
أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ [فَرَمَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَتَلَهُ ، فَحَمَلَهُ
مُسَافِعُ بْنُ طَلْحَةَ ] فَرَمَاهُ
عَاصِمٌ فَقَتَلَهُ ، [ثُمَّ حَمَلَهُ
الْحَارِثُ بْنُ طَلْحَةَ فَرَمَاهُ عَاصِمٌ فَقَتَلَهُ] ثُمَّ حَمَلَهُ
كِلَابُ بْنُ طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ
الزُّبَيْرُ ، ثُمَّ حَمَلَهُ
الْجُلَاسُ بْنُ طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، ثُمَّ حَمَلَهُ
أَرْطَأَةُ بْنُ شُرَحْبِيلَ فَقَتَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ثُمَّ حَمَلَهُ
[ ص: 165 ] شُرَيْحُ بْنُ فَارِطٍ ، فَقَتَلَهُ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ حَمَلَهُ
صُؤَابٌ غُلَامٌ لَهُمْ ، فَقَتَلَهُ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ .
فَلَمَّا قُتِلَ أَصْحَابُ اللِّوَاءِ انْكَشَفَ الْمُشْرِكُونَ مُنْهَزِمِينَ وَنِسَاؤُهُمْ يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ ، وَتَبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ يَضَعُونَ فِيهِمُ السِّلَاحَ ، وَوَقَعُوا يَنْتَهِبُونَ الْعَسْكَرَ وَيَأْخُذُونَ الْغَنَائِمَ .
فَلَمَّا رَأَى الرُّمَاةُ ذَلِكَ أَقْبَلَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ وَخَلُّوا الْجَبَلَ ، فَنَظَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى خَلَاءِ الْجَبَلِ وَقِلَّةِ أَهْلِهِ فَكَّرَ بِالْخَيْلِ ، وَتَبِعَهُ
عِكْرِمَةُ فَحَمَلُوا عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنَ الرُّمَاةِ فَقَتَلُوهُمْ ، وَقَتَلُوا أَمِيرَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=4700عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ وَانْتَقَضَتْ صُفُوفُ الْمُسْلِمِينَ ، وَنَادَى إِبْلِيسُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ ، وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ فِيهِمْ
أَبُو بَكْرٍ فَأُصِيبَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَكُلِمَ فِي وَجْهِهِ .
وَفِي الَّذِي فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ
عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ
عُتْبَةَ ، فَكَفَانِي مِنْهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=653768اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهَ رَسُولِهِ . الثَّانِي: أَنَّهُ
ابْنُ قَمِيئَةَ فَإِنَّهُ عَلَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ ، فَضَرَبَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ فَاتَّقَاهَا
طَلْحَةُ بِيَدِهِ فَشُلَّتْ يَدُهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ :
nindex.php?page=treesubj&link=31788_30798وَابْنُ قَمِيئَةَ هُوَ الَّذِي رَمَى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ بِحَجَرٍ ، فَكَسَرَ أَنْفَهُ وَرَبَاعِيَتَهُ وَشَجَّهُ فِي وَجْهِهِ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَمْرُو بْنُ حَيَّوَيْهِ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
ابْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
ابْنُ الْفَهْمِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي
الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ
ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ
أَبِي بِشْرٍ الْمَازِنِيِّ ، قَالَ:
حَضَرْتُ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا غُلَامٌ فَرَأَيْتُ ابْنَ قَمِيئَةَ عَلَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ ، فَرَأَيْتُ [ ص: 166 ] رَسُولَ اللَّهِ وَقَعَ عَلَى كَتِفَيْهِ فِي حُفْرَةٍ أَمَامَهُ حَتَّى تَوَارَى ، فَجَعَلْتُ أَصِيحُ وَأَنَا غُلَامٌ حِينَ رَأَيْتُ النَّاسَ ثَابُوا إِلَيْهِ ، فَأَنْظُرُ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، أَخَذَ يَحْضُنُهُ حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ ، قَالَ: حَدَّثْنَا
الْفَتْحُ بْنُ سَخْرَفٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيَّ ، قَالَ: سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيَّ يَقُولُ:
لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الَّذِينَ كَسَرُوا رَبَاعِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُولَدْ لَهُمْ صَبِيٌّ فَثَبَتَ لَهُ رَبَاعِيَةٌ .
قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ:
nindex.php?page=treesubj&link=30798_31480وَتَرَّسَ nindex.php?page=showalam&ids=262أَبُو دُجَانَةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفْسِهِ ، وَكَانَتِ النَّبْلُ تَقَعُ فِي ظَهْرِهِ وَهُوَ مُنْحَنٍ عَلَيْهِ .
وَمَرَّ
أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=55وَطَلْحَةَ فِي رِجَالٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَهُمْ جُلُوسٌ ، فَقَالَ: مَا يُجْلِسُكُمْ؟ قَالُوا: أَقُتِلَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ: فَمَا تَصْنَعُونَ بِالْحَيَاةِ قُومُوا فَمُوتُوا عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ .
[قَالَ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ] وَكَانَ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ قَدْ تَحَالَفُوا وَتَعَاقَدُوا يَوْمَ
أُحُدٍ : لَئِنْ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقْتُلُنَّهُ أَوْ لَيَقْتَلُنَّ دُونَهُ
عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ ، وَأُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابٍ ، وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ .
وَكَانَ أُبَيٌّ قَدْ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَقْتُلَنَّكَ ، فَلَمَّا طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ صَاحَ الشَّيْطَانُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ ، رَآهُ أُبَيٌّ ، فَقَالَ: لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَوْتَ ، فَقَالَتِ الصَّحَابَةُ: أَيَعْطِفُ عَلَيْهِ أَحَدُنَا ، فَقَالَ: دَعُوهُ ، فَرَمَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَرْبَةٍ ، فَكَسَرَتْ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ .
أَنْبَأَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12894أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمُسْلِمَةِ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15183أَبُو طَاهِرِ الْمُخْلِصُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوِدَ الطُّوسِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، قَالَ:
[ ص: 167 ] قُتِلَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ بِبَدْرٍ ، وَكَانَ أَخُوهُ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ قَدْ أُسِرَ يَوْمَئِذٍ ، فَلَمَّا فُدِيَ ، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عِنْدِي فَرَسًا أَعْلِفُهُ كُلَّ يَوْمٍ فَرَقًا مِنْ ذُرَةٍ أَقْتُلُكَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ
أُحُدٍ وَانْحَازَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى شِعْبِ
أُحُدٍ بَصُرَ
أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ فَشَدَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=15الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، وَمَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=15الزُّبَيْرِ الْحَرْبَةُ ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15لِلزُّبَيْرِ: دَعْهُ وَشَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَعَنَهُ بِهَا ، فَدَقَّ تَرْقُوَتَهُ ، وَخَرَّ صَرِيعًا ، وَأَدْرَكَهُ الْمُشْرِكُونَ ، فَارْتَثَوْهُ وَلَهُ خُوَارٌ ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: مَا بِكَ بَأْسٌ ، فَيَقُولُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ: أَنَا أَقْتُلُكَ ، فَحَمَلُوهُ حَتَّى مَاتَ
بِمَرِّ الظَّهْرَانِ عَلَى أَمْيَالٍ مِنْ
مَكَّةَ .
قَالَ مُؤَلِّفُ الْكِتَابِ: وَعَلَى هَذَا جَمِيعُ أَهْلِ التَّارِيخِ أَنَّ الَّذِي قَتَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ ، وَأَنَّ
أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ قُتِلَ يَوْمَ
بَدْرٍ .
وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=938594أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ قَالَ لِأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّهُ قَاتِلُكَ ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ ، فَلَمَّا سَارَ النَّاسُ إِلَى بَدْرٍ أَرَادَ أَنْ لَا يَخْرُجَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الْوَادِي فَسِرْ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ ، فَسَارَ حَتَّى قَتَلَهُ اللَّهُ بِبَدْرٍ . فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلَ أُمَيَّةَ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَقَتَلَ
أُبَيًّا يَوْمَ
أُحُدٍ ، وَيُحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى قَوْلِهِ: "إِنَّهُ قَاتِلُكَ" أَيْ بِقَتْلِكَ أَصْحَابِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا كَيْفَ قَتَلَهُ الصَّحَابَةُ .
قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ:
nindex.php?page=treesubj&link=31709_30804كَانَ اللِّوَاءُ مَعَ nindex.php?page=showalam&ids=104مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ ، فَقُتِلَ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ مَلَكٌ فِي صُورَتِهِ .
فَأَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
الْجَوْهَرِيُّ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13103ابْنُ حَيَّوَيْهِ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي
الزُّبَيْرُ بْنُ سَعْدٍ النَّوْفَلِيُّ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ:
أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ اللِّوَاءَ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَقُتِلَ مُصْعَبٌ ، فَأَخَذَهُ مَلَكٌ فِي صُورَةِ مُصْعَبٍ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ فِي آخِرِ النَّهَارِ: " [تَقَدَّمْ] يَا [ ص: 168 ] مُصْعَبُ" ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الْمَلَكُ ، فَقَالَ: لَسْتُ بِمُصْعَبٍ ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَلَكٌ أُيِّدَ بِهِ . قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ: قُتِلَ يَوْمَئِذٍ
حَمْزَةُ ، nindex.php?page=treesubj&link=31014_30797_30794وَأُصِيبَتْ عَيْنُ nindex.php?page=showalam&ids=361قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، فَوَقَعَتْ عَلَى وَجْنَتِهِ ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّهَا بِيَدِهِ ، فَكَانَتْ أَحْسَنَ عَيْنَيْهِ .
قَالَ مُؤَلِّفُ الْكِتَابِ: وَكَانَ مِمَّنْ جُرِحَ فَقَاتَلَ حَمِيئَةُ ، وَمَاتَ وَهُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ .
أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12685ابْنُ الْحُصَيْنِ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12886ابْنُ الْمَذْهَبِ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
ابْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ
أُحُدٍ - وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا -
nindex.php?page=showalam&ids=4700عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ ، قَالَ: وَوَضَعَهُمْ مَوْضِعًا وَقَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652812إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَى الْقَوْمِ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ ، قَالَ: فَهَزَمُوهُمْ ، قَالَ: وَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ عَلَى الْخَيْلِ وَقَدْ بَدَتْ أَسْوَاقُهُنَّ وَخَلَاخِيلُهُنَّ ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ ، فَقَالَ أَصْحَابُ nindex.php?page=showalam&ids=4700عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْغَنِيمَةَ أَيْ قَوْمُ الْغَنِيمَةَ ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْظِرُونَ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=4700عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالُوا: إِنَّا وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ ، فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ . فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا ، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ رَجُلًا .
nindex.php?page=hadith&LINKID=698698وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَصَابَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً؛ سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ ثَلَاثًا ، قَالَ: فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَفِي الَقْوُمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا وَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ ، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ أَنْ [ ص: 169 ] قَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَهُمْ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُؤْكَ ، فَقَالَ: يَوْمُ أُحُدٍ بِيَوْمِ بَدْرٍ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي ، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: اعْلُ هُبَلُ ، اعْلُ هُبَلُ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا تُجِيبُوهُ" ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ" قَالَ: لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا تُجِيبُوهُ" ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ" .
قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ:
nindex.php?page=treesubj&link=30806وَقَامَتْ هِنْدٌ فِي نِسْوَةٍ مَعَهَا يُمَثِّلْنَ بِالْقَتْلَى ، يَجْدَعْنَ الْأُنُوفَ وَالْآذَانَ حَتَّى اتَّخَذَتْ
هِنْدٌ مِنْ ذَلِكَ خَدَمًا وَقَلَائِدَ ، وَبَقَرَتْ عَنْ كَبِدِ
حَمْزَةَ فَلَاكَتْهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُسِيغَهَا فَلَفَظَتْهَا .
فَلَمَّا أَرَادَ أَبُو سُفْيَانَ أَنْ يَنْصَرِفَ ، نَادَى: مَوْعِدُكُمْ بَدْرٌ الْعَامَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: "قُلْ نَعَمْ بَيْنَنَا مَوْعِدٌ" ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: "اخْرُجْ فِي آثَارِ الْقَوْمِ ، فَإِنِ اجْتَنَبُوا الْخَيْلَ وَامْتَطَوُا الْإِبِلَ ، فَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ مَكَّةَ وَإِنْ رَكِبُوا الْخَيْلَ وَسَاقُوا الْإِبِلَ فَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْمَدِينَةَ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ أَرَادُوهَا لَأُنَاجِزَنَّهُمْ" .
قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَخَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ ، فَاجْتَنَبُوا الْخَيْلَ وَامْتَطَوُا الْإِبِلَ وَتَوَجَّهُوا إِلَى مَكَّةَ .