بعد رجوعه من الحج عمرو بن العاص لأيام بقين من ذي الحجة إلى وفي هذه السنة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث جيفر وعبد ابني الجلندي بعمان يدعوهما إلى الإسلام .
وكتب معه كتابا إليهما وختم الكتاب ، قال عمرو: فلما قدمت عمان عمدت إلى عبد ، وكان أحلم الرجلين وأسهلهما خلقا ، فقلت: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليك وإلى أخيك ، فقال [أخي] المقدم بالسر والملك: وأنا أوصلك إليه حتى تقرأ كتابك ، فمكثت أياما ببابه ، ثم إنه دعاني فدخلت عليه فدفعت إليه الكتاب مختوما ففض خاتمه وقرأه حتى انتهى إلى آخره ثم دفعه إلى أخيه فقرأه ، إلا أني رأيت أخاه أرق منه فقال: دعني يومي هذا وارجع [ ص: 10 ] إلي غدا ، فلما كان الغد رجعت إليه ، فقال: إني فكرت فيما دعوتني إليه ، فإذا أنا أضعف العرب إن ملكت رجلا ما في يدي ، قلت: فإني خارج غدا ، فلما أيقن بمخرجي أصبح فأرسل إلي فدخلت عليه ، فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعا ، وصدقا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وخليا بيني وبين الصدقة وبين الحكم فيما بينهم وكانا لي عونا على من خالفني ، فأخذت الصدقة من أغنيائهم ، فرددتها في فقرائهم ، ولم أزل مقيما بينهم حتى بلغنا وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وذكر أن هذا كان في سنة ثمان . الواقدي
قال المؤلف: وما ذكرناه أصح . وقال هذا آخر بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الملوك . ابن مسعود: