ثم دخلت سنة خمس عشرة
فمن الحوادث فيها وقعة مرج راهط
وذلك أن خرج بجنوده ومعه أبا عبيدة بن الجراح فنزل خالد بن الوليد بمرج الروم ، فبلغ الخبر هرقل ، فبعث توذرا البطريق ، ثم أمده بشنس مددا له ، فنزل في جبل على جدة ، ثم رحل فتبعه خالد ، فاستقبله فاقتتلوا ، ولحق بهم يزيد بن أبي سفيان ، خالد فأخذهم من خلفهم ، فأبادهم فلم يفلت إلا الشريد ، وقسموا غنائمهم بين أصحاب يزيد وخالد ، وقتل توذرا ، وانصرف يزيد إلى دمشق ، وخالد إلى أبي عبيدة بعد خروج خالد في أثر توذرا وشنس ، فاقتتلوا بمرج الروم ، فقتل شنس وخلق عظيم من أصحابه حتى امتلأ المرج من قتلاهم ، فأنتنت الأرض ، وهرب من هرب منهم ، فركب أكتافهم إلى حمص .