فمن الحوادث فيها:
على يد معاوية ، غزاها بأمر فتح قبرس عثمان . هذا قول . الواقدي
وقال أبو معشر: كان ذلك في سنة تسع وعشرين ، كان يمنع من الغزو في البحر شفقة بالمسلمين ، واستأذنه معاوية ، فلم يأذن له ، فلما ولي عثمان استأذنه فأذن له ، وقال: من اختار الغزو معك طائعا فاحمله . فغزا قبرس ، فصالح أهلها ، وهو عمر بن الخطاب أول من غزا الروم .
أخبرنا أحمد بن علي المجلي قال: أخبرنا قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحسين بن صفوان قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد القريشي قال: حدثنا قال: حدثنا مجاهد بن موسى الوليد بن موسى قال: حدثنا ثور ، عن عن خالد بن معدان ، جبير بن نصر قال: لما افتتح المسلمون قبرس فرق بين أهلها فجعل بعضهم يبكي إلى بعض ، فبكى فقال له: ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ، وأذل الشرك وأهله؟ قال: دعنا منك يا جبير ، ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره ، بينا هي أمة قاهرة قادرة ، تركوا أمر الله ، فصاروا إلى ما ترى . أبو الدرداء
وفي رواية أخرى: تركوا أمر الله فسلط الله عليهم السباء ، وإذا سلط [السباء] على القوم فليس له فيهم حاجة . [ ص: 365 ]
وفي هذه السنة: حبيب بن سلمة سورية [من أرض] الروم غزا
وفيها: عثمان نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص العربية . وكانت نصرانية ، فتجنثت قبل أن يدخل بها ، وكانت محلتها سماوة كلب . تزوج
قال : كل اسم في المغرب فرافصة بضم الفاء ، إلا ابن الكلبي نائلة بنت الفرافصة ، فإنها بفتح الفاء .
[أخبرنا محمد بن ناصر قال: أخبرنا علي بن أحمد بن البسري ، عن قال: حدثنا أبي عبد الله بن بطة قال: أخبرنا ابن دريد أبو حاتم قال: حدثنا] أبو عبيدة قال: لما تزوج عثمان بن عفان نائلة بنت الفرافصة اهتداها فبعث بها أبوها إليه مع أخيها ضب ، فلما فصلت من السماوة إلى المدينة خرجت من فراق أهلها وبلادها فقالت:
أحقا تراه اليوم يا ضب إنني مصاحبة نحو المدينة أركبا أما كان في فتيان حصن بن ضمضم
لك الويل ما يغني الخباء المحجبا [قضى الله حقا أن تموتي غريبة
بيثرب لا تلقين أما ولا أبا
قال وحدثني ابن بطة: أبو صالح ، حدثنا أبو الأحوص ، حدثنا وحدثنا نعيم بن حماد ، أخبرنا ابن المبارك ، عن إسحاق بن طلحة ، مولى لطلحة: أن عثمان رضي الله عنه استعمل الوليد بن عقبة على صدقات كليب ، فزوجه نائلة بنت الفرافصة الكلبي ، فلما قدم قال: إني زوجتك نائلة بنت الفرافصة . فقال: زوجتني نصرانية؟ قال: إنها إذا قدمت إليك أسلمت . فلما قدم دخل عليها عثمان بن عفان ، فصلى ركعتين ، ثم قال: يا هذه ، تأتينا أو نأتيك؟ قالت: بل نأتيك ونعمة العين ، فقد تجشمت المسير إليك [ ص: 366 ] من أبعد ما بيني وبينك من البيت ، فقامت حتى جلست إلى عثمان بن عفان ، فقال لها عثمان: إنك لعلك ترين شيبا وتقلبا في السن ، فإن وراء ذلك غلالة من شباب . فقالت:
إن أحب الخلطاء إلي لمن ذهبت عنه ميعة الشباب ، واجتمع حلمه ، ووثق برأيه . فلما خرج قال له الناس: يا أمير المؤمنين ، كيف رأيت أهلك؟ قال: رأيت أوفى عقلا من الداخلة علي .
وفي رواية: أن كان على سعيد بن العاص الكوفة ، فتزوج هند بنت الفرافصة ، فبلغ ذلك عثمان ، فكتب إليه: بلغني أنك تزوجت امرأة ، فاكتب إلي بنسبها وجمالها .
فكتب إليه إن كانت لها أخت فزوجنيها ، فبعث سعيد إلى الفرافصة يخطب إحدى بناته على عثمان ، فأمر الفرافصة ابنه ضبا فزوجها إياه ، وكان ضب مسلما ، والفرافصة نصرانيا ، فلما أرادوا نقلها قال لها أبوها: إنك تقدمين على نساء من نساء قريش ، من أقدر على الطيب منك ، فاحفظي عني خصلتين: تكحلي وتطيبي بالماء حتى تكون ريحك ريح شن أصابه مطر . فلما جملت كربت لكربه ، وحزنت لفراق أهلها ، وأنشدت:
ألست ترى بالله يا ضب أنني مصاحبة نحو المدينة أركبا
لقد كان في أبناء حصن بن ضمضم لك الويل ما يغني الخباء المطنبا
فقالت: أما ما ذكرت من الصلع فإني من نساء أحب بعولتهن السادة الصلع ، وأما قولك:
إن تقومي أو أقوم ، فوالله لما تجشمت من حسبات السماوة أبعد مما بيني وبينك ، بل أقوم إليك . فقامت ، فجلست إلى جنبه ، فمسح رأسها ودعا لها بالبركة ، ثم قال: اطرحي عنك رداءك . فطرحته ، ثم قال: حلي إزارك . فقالت: ذاك إليك . فحل إزارها ، وكانت من أحظى نسائه عنده .
أخبرنا محمد بن ناصر ، أخبرنا ابن المبارك بن عبد الجبار ، أخبرنا أبو محمد [ ص: 367 ] الجوهري ، أخبرنا أبو عمرو بن حيوة ، أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال: أخبرني أحمد بن حرب قال: أخبرني الزبير بن أبي بكر قال: حدثني يحيى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان قال: نظرت نائلة بنت الفرافصة ، امرأة رضي الله عنه ، في المرآة ، فأعجبها ثغرها ، فأخذت فهرا فكسرت ثناياها ، وقالت: والله لا يجب لك أحد بعد عثمان بن عفان عثمان وفي هذه السنة: كان فتح إصطخر الأخير .
وفيها: حج بالناس . عثمان بن عفان