ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين
فمن الحوادث فيها الروم التي يقال لها غزاة الصواري غزاة المسلمين
في قول ، وقال الواقدي أبو معشر: كانت سنة أربع وثلاثين .
شرح القصة
أن المسلمين لما أصابوا من الروم بإفريقية خرج الروم في جمع لم يجمع مثله قط ، خرجوا في خمسمائة مركب عليهم قسطنطين بن هرقل ، فباتوا يضربون النواقيس ، وبات المسلمون يصلون ويدعون ، ثم أصبحوا فقال المسلمون: إن شئتم فالساحل حتى يموت الأعجل منا ومنكم ، وإن شئتم فالبحر . قال: فنخروا نخرة واحدة وقالوا: الماء . والسفن بعضها إلى بعض ، واقتتلوا أشد القتال ، ووثب الرجال على الرجال يضربون بالسيوف على السفن ، ويتواجئون بالخناجر حتى رجعت الدماء إلى الساحل تضربها الأمواج ، وطرحت الأمواج جثث الرجال ركاما حتى صارت كالخبال العظيم عند الساحل ، وقتل من الفريقين خلق كثير ، ثم نصر الله المسلمين فقتلوا منهم مقتلة عظيمة لم ينج منهم إلا الشريد ، وانهزم قسطنطين . وأقام عبد الله بذات الصواري أياما بعد هزيمة القوم ، ثم أقبل راجعا .