فصل
ولما عثمان بالسيف اتقت ضرب نائلة بنت الفرافصة بيدها ، فقطعت إصبعان من أصابعها ، فلما قتل كتبت إلى من معاوية: نائلة بنت الفرافصة إلى ، أما بعد . فإني أذكركم بالله الذي أنعم عليكم ، وعلمكم الإسلام ، وهداكم من الضلالة ، وأبعدكم عن الكفر ، وأنشدكم الله فأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه ، وأن [ ص: 61 ] أمير المؤمنين بغي عليه وكنت مشاهدة أمره ، إن معاوية بن أبي سفيان أهل المدينة حصروه يحرسونه ليلهم ونهارهم قياما على أبوابه بسلاحهم حتى منعوه الماء ، ثم إنه رمي بالنبل والحجارة ، ثم أحرقوا باب الدار ، ثم دخلوا عليه وأخذوا بلحيته وضربوه على رأسه ثلاث ضربات وطعنوه في صدره ثلاث طعنات ، وقد أرسلت إليكم بثوبه ، فحلف رجال من الشام ألا يطئوا النساء حتى يقتلوا قتلته أو تذهب أرواحهم .